حقيقة وتفاصيل تبطين الهرم الثالث

حقيقة وتفاصيل تبطين الهرم الثالث
الهرم الثالث

تمت دراسة وتوثيق مشروع تبطين الهرم الثالث هرم منكاورع، حيث باشرت وزارة السياحة والآثار، بالتنسيق مع المجلس الأعلى للآثار، في تنفيذ مشروع يستهدف دراسة وتوثيق البلوكات الجرانيتية لهرم الملك منكاورع.

وسيشرف علي هذا المشروع البعثة المصرية اليابانية، حيث ستكون برئاسة الدكتور مصطفى وزيري والدكتور يوشيمورا ساكوجي، وستقوم البعثة بعملية إعادة تركيب هذه البلوكات في منطقة أهرامات الجيزة.

معلومات عن هرم منكاورع

أثناء وجودك في حضرة الأهرامات، يُمكنك أن تستنشق أنفاسك وتتأمل في عظمة البناء والتشييد، إذ يظهر المنظر المهيب من الأسفل لهذه البنايات التاريخية، التي تعتبر أقدمها وأدقها في المعمار.

ويبرز ويتألق هرم منكاورع وهو الهرم الثالث بخبر بدء مشروع تبطينه، بحيث قرر المجلس الأعلى للآثار بالتعاون مع بعثة مصرية يابانية بدء مشروع دراسة وتوثيق لبلوكات الجرانيت الخارجية التي تشكل غطاء هرم منكاورع.

وبناء هرم منكاورع تم بأمر من الملك منكاورع للمهندسين المكلفين ببناء مقبرته، حيث تم استخدام نوعين من الأحجار في بنائه.

وتكون معظم هرمه من الحجر الجيري المستورد من طرة، بينما يتكون الجزء الأسفل الخارجي من الجرانيت الوردي الذي جُلب من أسوان، مما يضفي عليه لونين رئيسين يتميزان باللون الوردي.

وبالنسبة لأبعاد هرم منكاورع حيث يبلغ ارتفاعه 65.5 متر، وتتراوح أطوال أضلاع قاعدته بين 102.2 و104.6 متر، ويُعتبر هرم منكاورع أصغر بكثير من هرمي أبيه وجده.

ويحتوي هرم منكاورع على سرداب مائل من الشمال، يؤدي إلى غرفة تحت الأرض تطل على سرداب علوي، وتنتهي بغرفة الدفن، ويُظهر وجود السرداب المائل التفكير الدقيق في تخطيط هرم منكاورع.

ويُلقب هرم منكاورع بـ “الهرم الحقيقي” بسبب بنائه الذي يتميز بجوانب ملساء، ويُعتبر تطورًا رائعًا في الهندسة المعمارية، رغم صغر حجمه بالمقارنة مع هرمي خفرع وخوفو.

ويمتلك هرم منكاورع أكبر معبد جنائزي بين هرمي خفرع وخوفو، على الرغم من صغر حجمه، حيث يتواجد جرح عمودي كبير في الجانب الشمالي لهرم منكاورع ناتج عن محاولة هدم فاشلة في القرن 12، والتي تركت آثارها حتى اليوم.

الملك منكاورع، هو خامس ملوك الأسرة الرابعة، هو ابن الملك خفرع وحفيد الملك خوفو، وبُنى هرمه بحجم أصغر احترامًا لعائلته، ورغم صغر حجمه، إلا أنه يظل محط دراسة مستمرة.

تفاصيل مشروع تبطين الهرم الثالث

خطة تطوير الأهرامات، المعروفة بـ “مشروع القرن”، التي تم الكشف عنها من قبل الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، تستند إلى جهود مستمرة للحفاظ على تراث مصر الثقافي، ويُؤكد الدكتور وزيري وجود أكثر من 100 هرم في مصر، معظمها مغطى بكساء خارجي.

وأكد وزيري علي أن التركيز حاليًا قائم على هرم منكاورع، الهرم الثالث، بسبب ما تعرض له من تأثيرات ناتجة عن الزلزال أو حوادث مماثلة، مما أدى إلى تفتت الكتل الحجرية وتناثرها.

وأكد أيضًا علي أنه سيتم إجراء حفريات لرسم توزيع الكتل الحجرية بالتعاون مع بعثة يابانية مسؤولة عن عمليات الترميم بتكلفة مناسبة.

وأوضح وزيري بأن المشروع سيبدأ بفترة دراسية تستمر لمدة عام، بالتعاون مع الفريق الياباني، لدراسة وتوثيق البلوكات الجرانيتية التي تشكل الكساء الخارجي لهرم الملك منكاورع.

وسيتضمن هذا الجهد للمشروع العديد من العمليات مثل الرسم، والتصوير الفوتوغرافي، والتوثيق باستخدام تقنيات الليزر سكان، وبعد الانتهاء من هذه الدراسة، سيتم عرض النتائج على لجنة علمية فنية مشتركة تضم مجموعة من الخبراء وعلماء الآثار من مختلف أنحاء العالم.

وستكون هذه اللجنة مسؤولة عن اتخاذ القرار النهائي بشأن بدء العملية الفعلية لإعادة تركيب البلوكات الجرانيتية بناءً على النتائج والتوصيات العلمية المقدمة.

وقال وزيري أيضًا إن عدد البلوكات الجرانيتية التي استُخدمت قديمًا من قبل المصريين القدماء في تكسية الواجهة الخارجية للهرم كان يبلغ حوالي 16 بلوكًا، ومن هذا العدد لم يتبق سوى 7 بلوكات حاليًا، لذلك فإن من خلال تنفيذ مشروع الترميم، سيتم إجراء دراسة دقيقة لهذه البلوكات الباقية، بالإضافة إلى عمليات ترميم لاستعادة حالتها الأصلية وتوثيقها بشكل جيد.

وتم التأكيد على أنه حتى الآن لم يبدأ مشروع ترميم الهرم الثالث، وإنما يتم حاليًا إعداد الدراسة الضرورية لتوضيح كيفية تنفيذ المشروع بشكل علمي ودقيق.

ما هدف المشروع

ويهدف المشروع إلى إعادة هوية الهرم الثالث من خلال جمع حجارة الجرانيت المتواجدة بجواره، وتصويرها ووضعها مرة أخرى في مواقعها الأصلية، حيث من المتوقع أن يسهم هذا المشروع في تحسين الهرم وحمايته بشكل فعال، مما يسهم في تعزيز السياحة وخلق فرص عمل.

إن هذا المشروع الذي من خلاله ستتم عمليات إعادة تركيب هذه البلوكات في مواقعها الأصلية على واجهة الهرم الثالث، لن يكون فقط فرصة لتحسين مظهر الهرم والحفاظ على هويته التاريخية، بل سيوفر أيضًا فرصًا للحفائر لاستكشاف المزيد حول الملك منكاورع، وربما يساهم في كشف المراكب الجنائزية المرتبطة به.

وإعادة ترميم هرم الملك منكاورع يمثل مشروعًا ذو أهمية بارزة على الصعيدين الثقافي والتاريخي، حيث يهدف المشروع إلى الحفاظ على تراث مصر الغني والمميز، حيث يُعَدُّ هرم الملك منكاورع جزءًا هامًا من هذا التراث.

وباستخدام تقنيات حديثة مثل الليزر والتصوير الفوتوغرافي، يتيح المشروع توثيق وفهم دقيق لحالة الهرم الحالية، بالإضافة إلى ذلك، يسهم في إعادة تنشيط القطاع السياحي في مصر، ما يؤدي إلى جذب المزيد من السياح وتعزيز الاقتصاد المحلي.

ويمثل المشروع أيضًا فرصة للبحث العلمي وتوسيع فهمنا لتقنيات بناء الأهرامات وهندستها، بالإضافة إلى ذلك، يعكس هذا المشروع التعاون الدولي بين مصر واليابان، مما يعزز التبادل الثقافي والعلمي بين البلدين.

متي بدأت فكرة الترميم للأهرامات

بدأت فكرة ترميم الأهرامات منذ عقود، حيث كانت هذه المعالم التاريخية تواجه التدهور نتيجة للعوامل البيئية وضغط الزوار والتلوث، واستجابت الحكومة المصرية بالتعاون مع منظمات دولية وخبراء في مجال الآثار والترميم بتصميم مشاريع للحفاظ على هذا التراث الثقافي الرائع.

تم تنفيذ العديد من المشاريع لترميم الأهرامات باستخدام تقنيات حديثة، مثل الليزر لتحديد الأضرار والتلف في الهياكل الضخمة، واعتمدت مواد ترميمية متطورة لإصلاح الضرر وتعزيز قوة الهياكل.

كما تم تطوير تقنيات لمراقبة وحماية الأهرامات في المستقبل، بما في ذلك نظم رصد دائمة للحالة البيئية وتحسين التدابير الوقائية.

وتشمل هذه المشاريع استرجاع بريق الأهرامات وإعادتها إلى حالتها الأصلية، مما يعكس التزاماً بالتراث والتاريخ، ويظهر التركيز على الاستدامة من خلال التوجه نحو الممارسات البيئية الصديقة والمحافظة على نظافة الموقع.

لذلك يجب أن يستمر العمل الدوري والمستمر في ترميم وصيانة الأهرامات لضمان استمرارية هذا التراث الثقافي للأجيال القادمة.

أهمية الترميم

تعد عمليات الترميم من أهم العمليات التي يجب أن تحظى بالاهتمام والاعتناء. فالترميم يعتبر عملية تجديد وتجميل للمباني والمنشآت التي تعاني من التلف والتدهور، وهو عملية ضرورية للحفاظ على تاريخ وثقافة أي مجتمع.

تعتبر عمليات الترميم أساسية في الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للأمم، حيث تساهم في الحفاظ على الهوية الوطنية والتعبير عن الثقافة والتاريخ الذي يمتلكه كل مجتمع.

ومن خلال الترميم، يتم الحفاظ على المباني التاريخية والمعالم الأثرية التي تعود إلى عصور مختلفة، مما يساهم في تعزيز الوعي الثقافي والتاريخي للشعوب.

بالإضافة إلى ذلك، تلعب عمليات الترميم دوراً هاماً في تعزيز السياحة الثقافية والتاريخية، حيث يقوم السياح بزيارة المواقع التاريخية والمعالم الأثرية للاطلاع على التاريخ والثقافة للمجتمعات القديمة.

وبفضل الترميم، يتم الحفاظ على هذه المواقع وجعلها متاحة للزوار، مما يساهم في تعزيز السياحة وتوليد الدخل السياحي للبلدان.

ومن الجدير بالذكر أن عمليات الترميم تساهم في توفير فرص عمل للعديد من الحرفيين والفنيين، حيث يقومون بتنفيذ الأعمال الفنية والحرفية التي تتطلبها عمليات الترميم، وبالتالي، يساهم الترميم في دعم الاقتصاد المحلي وتحفيز النشاط الاقتصادي.

ويمكن القول إن عمليات الترميم تعد أساسية للحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي، وتعزيز السياحة الثقافية، ودعم الاقتصاد المحلي.

ولذلك، يجب على المجتمعات والحكومات الاهتمام بتمويل وتنفيذ عمليات الترميم، وتكريس الجهود للحفاظ على المعالم الثقافية والتاريخية التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الهوية الوطنية.