دوالي المريء وأسباب حدوثها

دوالي المريء وأسباب حدوثها
دوالي المريء

دوالي المريء هي أوردة منتفخة ومتضخمة على بطانة المريء، وقد تكون مهددة للحياة إذا انفتحت ونزفت، ويهدف العلاج إلى منع تليف الكبد، ومنع الدوالي من النزيف، والسيطرة على النزيف في حالة حدوثه.

عوامل خطر الإصابة بدوالي المريء

لا يعاني كل من يصاب بدوالي المريء من النزيف، وتشمل العوامل التي تزيد من خطر حدوث النزيف ما يلي:

_ ارتفاع ضغط الدم البابي حيث كلما زاد الضغط البابي زاد خطر النزيف.

_ الدوالي الكبيرة حيث يزداد خطر النزيف مع زيادة حجم الدوالي.

_ أمراض الكبد الحادة مثل تليف الكبد أو الفشل الكبدي تؤدي إلى زيادة خطر النزيف.

_ استهلاك الكحول المستمر.

أسباب دوالي المريء

الكبد هو العضو الذي يطهر الدم من السموم، حيث ينقل الوريد البابي الدم إلى الكبد، وعادة تحدث دوالي المريء عند الأشخاص المصابين بأمراض الكبد، حيث يتباطأ تدفق الدم عبر الكبد لدى الأشخاص المصابين بأمراض الكبد، وعندما يحدث هذا يرتفع الضغط في الوريد البابي.

يدفع ارتفاع ضغط الدم في الوريد البابي الدم إلى الأوعية الدموية المحيطة بما في ذلك الأوعية الموجودة في المريء، تلك الأوعية الدموية لها جدران رقيقة وقريبة من السطح، ويتسبب الدم الزائد في تمددها وانتفاخها، ويمكن أن تتطور الدوالي أيضاً في الأوعية الدموية الصغيرة في الجزء العلوي من المعدة.

إذا كان الضغط الناتج عن الدم الزائد مرتفعاً جداً يمكن أن تنفتح الدوالي وتنزف، ويُعد النزيف حالة طارئة تتطلب علاجاً عاجلاً، ويمكن أن يؤدي النزيف غير المنضبط بسرعة إلى الصدمة والموت.

 يمكن أن يتسبب التخثر في الوريد البابي أو وريد الطحال الذي يتصل بالوريد البابي في حدوث دوالي المريء، وهناك حالتان نادرتان يمكن أن تسببا دوالي المريء وهما متلازمة بود كياري “انسداد بعض الأوردة في الكبد” والعدوى بداء البلهارسيات الطفيلية.

أمراض الكبد التي قد تؤدي إلى دوالي المريء

يمكن لأي نوع من أمراض الكبد الخطيرة أن يسبب دوالي المريء، ويُعد تشمع الكبد هو أكثر أنواع أمراض الكبد شيوعاً، وأكثر من 90% من هؤلاء المرضى سيصابون بدوالي المريء في فترة ما من حياتهم، وحوالي 30% سيصابون بالنزيف.

المرضى الذين يعانون من تليف الكبد تتطور أجزاء كبيرة من النسيج الندبي في جميع أنحاء الكبد لديهم مما يؤدي إلى إبطاء تدفق الدم، ويمكن أن يحدث تليف الكبد بسبب أمراض الكبد المرتبطة بالكحول، أو أمراض الكبد الدهنية، أو التهاب الكبد الفيروسي، أو أمراض الكبد الأخرى.

أعراض دوالي المريء

معظم الأشخاص لا يعرفون أنهم مصابون بدوالي المريء حتى تبدأ الدوالي في النزيف، عندما يكون النزيف مفاجئاً وشديداً يتقيأ الشخص كميات كبيرة من الدم، وعندما يكون النزيف أقل شدة قد يبتلع الشخص الدم مما يؤدي إلى ظهور براز أسود قطراني.

 إذا لم يتم السيطرة على النزيف فقد تظهر على الشخص علامات الصدمة بما في ذلك الجلد الشاحب المتدلي، والتنفس غير المنتظم، وفقدان الوعي.

تشخيص دوالي المريء

ينبغي إجراء الفحص المنتظم الخاص بدوالي المريء للأشخاص المصابين بمرض كبدي متقدم، ويتم الفحص عن طريق التنظير الداخلي، والمنظار الداخلي عبارة عن أنبوب رفيع ومرن به ضوء وكاميرا صغيرة على طرفه، يقوم الطبيب بتمرير المنظار إلى أسفل المريء وترسل الكاميرا صوراً من داخل المريء إلى شاشة.

ينظر الطبيب إلى الصور للكشف عن الأوردة المتضخمة ويصنفها حسب الحجم، وجود الخطوط الحمراء على الأوردة دليل على النزيف، ويمكن أيضاً استخدام المنظار لفحص المعدة والجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، وهذا ما يسمى تنظير المعدة والأمعاء.

يستخدم التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي أيضاً لتشخيص دوالي المريء غالباً مع التنظير الداخلي، تُظهر الصور التي تم إنشاؤها بواسطة التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي المريء، والكبد، والأوردة البابية، والطحال، فهذا يعطي الطبيب معلومات أكثر عن صحة الكبد عن استخدام التنظير الداخلي وحده.

دوالي المريء
دوالي المريء

علاج دوالي المريء

أهداف العلاج هي:

_ منع المزيد من تليف الكبد.

_ منع الدوالي من النزيف.

_ السيطرة على النزيف إذا حدث.

 منع تليف الكبد

يحتاج الأشخاص المصابون بأمراض الكبد إلى تجنب السموم التي تسبب إجهاداً إضافياً للكبد وتلفاً أكبر له، وهناك بعض الاقتراحات التي تساعد على الحفاظ على صحة الكبد مثل:

_ تجنب المشروبات التي تحتوي على كحول.

_ الحد من استخدام المنظفات المنزلية والمواد الكيميائية.

_ اتباع نظاماً غذائياً صحياً يحتوي على نسبة منخفضة من الدهون ونسبة مرتفعة من الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والبروتينات الخالية من الدهون.

_ الحفاظ على وزن صحي للجسم حيث أن الدهون الزائدة في الجسم تضع ضغطاً على الكبد.

منع النزيف

يمكن أن تقلل أدوية خفض ضغط الدم في الوريد البابي من حدوث النزيف، والأدوية الأكثر شيوعاً هي حاصرات بيتا وتشمل بروبرانولول، ونادولول، وكارفيديلول.

قد يخضع المرضى المعرضون بشدة لخطر النزيف للعلاج الوقائي بنفس الأساليب المستخدمة لوقف النزيف، والأسلوب الأكثر شيوعاً هو ربط الدوالي.

السيطرة على النزيف

يُعد النزيف من دوالي المريء حالة طارئة تتطلب علاجاً فورياً ، في المستشفى يتلقى المرضى كميات كبيرة من السوائل والدم لتعويض ما تم فقده.

هناك نوعان مختلفان من العلاج غير الجراحي لوقف النزيف وهما ربط الدوالي “الذي يتم إجراؤه من خلال منظار داخلي” والتحويلة البابية الجهادية عبر الوداجي TIPS التي يقوم بها أخصائي الأشعة من خلال الأشعة السينية.

ربط الدوالي 

في هذا الإجراء يتم لف أربطة مرنة دقيقة حول الدوالي لمنع تدفق الدم عبر الدوالي، ويمكن إجراء هذا على أكبر عدد من الأوردة في جلسة واحدة، ويمكن إعطاء المرضى أدوية لمنع حدوث النزيف مرة أخرى بعد السيطرة على النزيف.

يجب تكرار الربط كل 4 أسابيع حتى تتوقف الدوالي عن النزيف، كما يجب تكرار المنظار العلوي كل 6 -12 شهراً بعد ذلك للتأكد من عدم حدوث الدوالي مرة أخرى.

تشمل المضاعفات المرتبطة بربط الدوالي فقدان الدم، ووخز المريء، وصعوبة البلع، وضربات القلب غير الطبيعية، والعدوى، والحمى، وانخفاض معدل التنفس، ولكنها جميعاً مضاعفات نادرة الحدوث.

التحويل الجهازي داخل الكبد عبر الوداجي

هذا إجراء لخفض ضغط الدم البابي ويمكن استخدامه في المرضى الذين يعانون من نزيف المريء نتيجة التهاب الكبد الحاد، حيث يتم إدخال أنبوب رفيع وصغير يسمى قسطرة في وريد بالرقبة، ويتم تمرير القسطرة عبر الجسم للكبد حيث تكون الأوردة الكبدية والبابية قريبة “ينقل الوريد الكبدي الدم من الكبد إلى القلب”.

بعد ذلك يتم تمرير سلك عبر القسطرة ويتم استخدامه للوخز من خلال الوريد الكبدي إلى الوريد البابي، ثم يزال السلك ويتم تمرير الدعامة عبر القسطرة إلى مكان التوصيل، حيث تعمل الدعامة على إبقاء موقع الاتصال مفتوحاً بحيث يمكن للدم أن يتدفق بسهولة أكبر من الوريد البابي إلى الوريد الكبدي ويخرج من الكبد.

هذا يقلل من الضغط في الوريد البابي مما يقلل من الضغط في الدوالي مما يقلل من خطر النزيف، على الرغم من أن تلك الطريقة فعالة للغاية إلا أن لها بعض المضاعفات خاصة في المرضى الذين يعانون من أمراض الكبد المتقدمة بما في ذلك الارتباك وفشل الكبد.