سوق السيارات : صداع مزمن لأهالى الحى العاشر بمدينة نصر

سوق السيارات : صداع مزمن لأهالى الحى العاشر بمدينة نصر

تقرير : محمد ممدوح 

 

عندما تجد زحاماً شديداً وتوقف لحركة المرور فعلم أنك قد وصلت لسوق السيارات، فالعربات تسير ببطء شديد وفي حارة واحد امتداداً من جامع السلام حتى المثلث العاشر، وفي المقابل يحتل تجار السيارات المستعملة حارتين من الطريق، لم يقتصر استيلاؤهم على الطريق فقط بل الرصيف كذلك.. “المحايد” يرصد في جولة ميدانية مخالفات السوق ومعاناة الأهالي.

 

سألنا أحد موظفي الحي والمسؤولين عن إدارة السوق حول أسباب توقف السيارات بالخارج، يقول فتوح جبر إن غالبية السيارات تابعة لتجار، وللتوفير لجأ التاجر لتقسيم سياراته عدد قليل داخل السوق والباقي بالخارج، ما يُسبب للسوق خسارة تصل إلى 50%، فقد كان إجمالي ما يتحصل عليه السوق من تذاكر دخول نحو 40 ألف جنيه يوم الجمعة، أما الأن فأقصى ما نتحصل عليه 20 ألف جنيه.

ويتابع: يفتقر السوق إلى تواجد قوات من الدفاع المدني، للسيطرة على أي حريق يحدث بشكل مفاجئ، ففي إحدى المرات انقطعت أحد أسلاك الضغط العالي وسقط على الأرض، لكن بستر من الله لم يكن في يومي انعقاد السوق، فمن الممكن أن يتسبب في حريق هائل، مضيفاً أننا تقدمنا بشكاوى لتلقيم الشجر المزروع تحت أسلاك الضغط العالي، لأنه في حالة ملامسة أفرع الشجرة للسلك يتسبب بكارثة.

وعن معاناة السكان يصف عصام السيد، أحد سكان المنطقة، معانته مع السوق، قائلاً إننا نقضي يوم الجمعة “محبوسين” بالمنزل ولا نستطيع الخروج إلا بعد فض السوق ليلاً، أما في يوم الأحد نعاني لأجل الذهاب للعمل بالموعد، شاكياً من توقف السيارات على جانبي الطريق معطلةً حركة المرور، مسببةً الإزعاج للأهالي وكبار السن، وفي غضب يقول: “لا نستطيع حتى أن ننعم بالهدوء والراحة في منازلنا”، مضيفاً أن سكان المنطقة تقدموا بالعديد من الشكاوى للحي والمحافظة منذ سنوات وحتى الأن، لكن “لا حياة لمن تنادي”، ففي كل مرة يُجيبون بأنهم يعملون على الأمر وأن السوق في طريقه للانتقال، لكنهم يبحثون عن أرض فضاء في منطقة مناسبة، وفي النهاية لم تغير شيء بل ساء الوضع فيما كان عليه.

ويروي محمد طلعت، ساكن، أن يوم الجمعة بمثابة معاناة كبيرة خاصة إذا أردت الخروج، لأن وقف السيارات خارج السوق بشكل مخالف يُعطل حركة المرور وتكدس السيارات في حارة واحد، فيما تشغل العربات المعروضة للبيع الحارتين الباقيتين من الطريق، ويحكي أنه في إحدى المرات توقفت سيارة في الحارة الوحيدة القابلة للسير مما زاد الأمر سوءً، والسبب هو عرض أحد التجار على صاحبها بيعها وأخذوا يتفاوضون في منتصف الطريق دون مبالة بالسيارات الأخرى.

فيما يوضح أحد أفراد الأمن بالمنطقة، معناته قائلاً إن يومي انعقاد السوق يشكلان معاناة كبيرة، لأنه يتطلب “أن تكون عينك وسط رأسك”، فقد تندس وسط هذه السيارات عربة مفخخة، هذا بخلاف المشاجرات التي لا تنتهي بين التجار وسائقي “المني باص” و”الملاكي”، ويضيف أن المرور كان دائم التواجد لمنع وقوف هذه السيارات ورفع المخالف منها، لكن الأن يمر من حين لآخر “ونش” المرور ولكن دون جدوى، لعدم وجود ضابط مع العساكر ينظم العملية ويحميهم، فعند رفع إحدى العربات المخالفة يتجمع التجار مانعين العساكر من رفعها.

ويشكو أحمد عربي، سائق ميكروباص، من توقف السيارات خارج السوق، الأمر الذي يعرقل حركة السير، موضحاً أن المسافة التي يقطعها لتجاوز السوق تستغرق أكثر من نصف ساعة للوصول فقط للحي السابع، الأمر الذي يدفع عدد من السائقين لسلك طريق آخر لتفادي الوقوف في الزحمة، ويُطالب سائق الأجرة بتواجد شرطة المرور لمنع ما وصفه “بالمهزلة”.

تحدث “المحايد” مع أحد الأفراد الذين يعرضون سياراتهم خارج نطاق السوق للبيع، وتُدعى سماح محمود لتوضح سبب توقفها بشكل غير قانوني، قائلةً “لا أحب الارتباط بالسوق ومواعيده، فيمكنني المجيء والذهاب في الوقت الذي أفضله، كما أن توقف العربات بالخارج وعلى جانبي الطريق يُعتبر بالنسبة لي أنه السوق”، وتُضيف “عندما تجد الكل واقف بهذا الشكل تضطر العمل مثلهم، وأتمنى أن يتم إدخال كل العربات للسوق ومنع توقفها بالخارج، لأني في النهاية أعاني من الزحمة خاصة وأنني أسكن بالجوار”.