عبدالرحمن فتحي للمحايد الإخباري: مهنة الطب ليست تجارة وأرواح الناس ليست لعبة

عبدالرحمن فتحي للمحايد الإخباري: مهنة الطب ليست تجارة وأرواح الناس ليست لعبة
عبدالرحمن فتحي

تتناول هذه المقابلة الصحفية حياة عبدالرحمن فتحي، الشاب الذي قرر استخدام قدراته في مجال الصحافة والإعلام لنقل تجربته الشخصية في البحث عن العلاج ومعرفة سبب مرضه، على الرغم من عدم تخصصه في مجال الإعلام، إلا أن تجربته المأساوية ورغبته في توعية الناس دفعته لاتخاذ هذا القرار.
كما أن هذا الحوار الصحفي سيتناول الصعوبات التي واجهها في رحلته، والتأثير الذي تركه المرض على حياته الشخصية والمهنية، كما سيتم مناقشة رؤيته حول استخدام النباتات الطبية كبديل أفضل للأدوية الكيميائية في عملية العلاج.

أهلاً بك، في البداية هل يمكنك تقديم نبذة مختصرة عن نفسك؟

أنا عبدالرحمن فتحي عبدالنعيم، من محافظة المنيا، أبلغ من العمر 23 عامًا.

وقد درست في معهد (IBI) قسم بترول، و أعمل في مجال الصحافة والإعلام.

ما الذي دفعك للعمل في مجال الصحافة، على الرغم من عدم دراستك للإعلام؟ هل هي هواية لديك؟

عملي في مجال الصحافة والإعلام لم يكن هواية، ولكن بدأ ذلك عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري.

وفي الصف الثاني الثانوي تحديداً، بدأت تظهر بعض المشاكل في إحدى عينيّ، واستمرت هذه المشاكل حتى التحقت بالجامعة.

وبعد مرور نصف العام الدراسي في الصف الأول بالجامعة، واجهت مشاكل أخرى في عيني الثانية ولا تزال هذه المشاكل قائمة.

بالرغم من أنني قد قمت بزيارة العديد من الأطباء في محافظات مختلفة بالجمهورية، بما في ذلك أطباء من تخصصات متنوعة، في محاولة للكشف عن سبب المشكلة.

وتابع عبدالرحمن فتحي، ولكن حتى الآن، لم أجد حلاً، وهذا دفعني للبحث بنفسي عن الحل وجذور المشكلة، حيث قمت بالبحث عن طرق للعلاج في النباتات الطبية.

وذلك من خلال البحث في الأبحاث والدراسات المتوفرة علي المواقع العربية والأجنبية، ومن خلال قنوات اليوتيوب المتخصصة في مجال التداوي بالنباتات الطبية.

كما قمت أيضًا بالبحث عن جذور المشكلة وطرق علاجها من الطبيعة دون الحاجة للإعتماد على أي أدوية.

وقمت بالإستفادة من قنوات اليوتيوب المتخصصة في ذلك، مثل قناة الدكتور بيرج بالعربي، وقناة فكر تاني، وقناة الدكتور أحمد أبو النصر، وقناة الدكتور جودة عواد.

وأثناء رحلتي في البحث عن العلاج وتتبع أصل المشكلة، فوجئت بالعديد من الفوائد والأمراض التي يمكن لهذه النباتات علاجها.

ومن هنا زاد فضولي نحو البحث عن الفوائد والأمراض التي يتم علاجها بهذه النباتات وأصبحت مهتمًا جدًا بهذا الموضوع.

وأضاف عبدالرحمن فتحي، لقد أصبحت مهووسًا بهذا الأمر لدرجة أنني قررت مشاركة هذه الفوائد مع أكبر عدد ممكن من الناس.

ومن هنا بدأت في التواصل مع الأشخاص المحيطين بي من الأصدقاء والأقارب، وبدأت بنشر هذه الفوائد على منصات التواصل الاجتماعي

وحظيت بفرصة عمل في إحدى الصحف العربية، وفي ذلك الوقت، جاءت لي فكرة الكتابة في مجال الصحة والغذاء.

والتركيز كذلك على الفوائد العظيمة و الأمراض التي تعالجها هذه النباتات.

لذا يُمكننا القول بأن تلك التجربة الشخصية لاحقتني، وأصبح لديَّ رغبة قوية في فهم وتوعية الناس حول القضايا الصحية، وذلك من خلال العمل في مجال الصحافة والإعلام.

عبدالرحمن فتحي، أخبرني كيف تأثرت حياتك الشخصية بتجربتك ومرضك؟

أصبحت غير مبالٍ بشأن أي شيء يحدث، وذلك بعد أن تم فصلي من كلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر بأسيوط.

وذلك كان نتيجة غيابي عن الامتحانات لمدة عامين متتاليين بسبب المشاكل التي في عيني.

في البداية شعرت بالإحباط، ولكنني رفضت الاستسلام وقررت سحب أوراقي من جامعة الأزهر، وبعدها قدمت تلك الأوراق إلى معهد (IBI) كجزء من تحركاتي المستقبلية.

وبعد أن أكملت دراستي في المعهد، رغبت في العودة مرة أخرى إلى جامعة الأزهر، ومع ذلك، لم يتم استلام أوراقي من قبل موظفي شؤون الجامعة؛ نظرًا لبقائي خارج الجامعة لأكثر من ثلاث سنوات بعد فصلي منها.

وعلى الرغم من أنه تم صدور قرار على بوابة الأزهر الشريف بأن الأشخاص الذين مضي علي فصلهم ثلاث سنوات أو أكثر يمكنهم إعادة التنسيق الإلكتروني والتوجه إلي الجامعة وتقديم الأوراق في الكليات المتاحة لهم، وبالفعل قمت بفعل ذلك وقمت بسداد الرسوم المطلوبة.

ولكن وللأسف الشديد فشلت جميع محاولاتي لتقديم أوراقي، حيث تلقيت ردودًا سلبية من الجميع مفادها أنهم لم يتلقوا أي تأكيد رسمي من الوزارة بخصوص قبولي.

حيث تم توجيهي إلى مكتب التنسيق في جامعة الأزهر الشريف بالقاهرة، ولكن حتى هناك تم رفض طلبي، ولكن أصريت على المحاولة الأخيرة والتي قمت فيها بإرسال فاكس إلى رئيس جامعة الأزهر؛ لإفادته بكافة التفاصيل، ولكن وللأسف لم أتلقى ردًا حتى الآن.

ما هي الصعوبات التي واجهتها وتواجهك حتى الآن في البحث عن العلاج ومعرفة سبب مرضك؟

في رحلتي للبحث عن العلاج ومعرفة سبب المرض، واجهتُ العديد من الصعوبات، من بينها صعوبة التشخيص، وفي رأيي التشخيص هو التحدي الأكبر.

حيث قد يتطلب تحديد سبب المشكلة زيارة العديد من الأطباء وإجراء فحوصات مختلفة ومتنوعة، كما يحتاج الأمر إلى صبر وإصرار للوصول الى التشخيص الصحيح.

بالإضافة إلى البحث والتحري، حيث أن العثور على العلاج المناسب يتطلب البحث المستمر والتحقق من الأبحاث والموارد المختلفة، وقد تكون هذه العملية متعبة وتتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين.

وأيضًا الانتظار وعدم اليقين، لأنه قد يكون من الصعب الانتظار والتعامل مع عدم اليقين بشأن الحالة الصحية، خاصة إذا لم يتم العثور على حلاً واضحًا حتى الآن.

فضلاً عن التأثير النفسي والعاطفي، فالمرض والبحث عن العلاج يؤثران علي الحالة العاطفية والنفسية، بالإضافة إلى التحديات التي أواجهها في التعامل مع الضغط والقلق المرتبطين بالمرض والبحث عن العلاج.

وأنا أعلم أنه ليس من السهل التغلب على هذه الصعاب، ولكن مواصلة البحث والإصرار قد يساعد في العثور على إجابات وحلول.

لماذا تعتقد أن النباتات الطبية تعد بديلاً أفضل للأدوية الكيميائية في العلاج؟

النباتات الطبية هي بديلٌ أفضل للعلاج، لأنها لا تسبب آثارًا جانبية مثل الأدوية الكيميائية، حتى في حالة الاستخدام الطويل، ومع ذلك، يجب أن يتم استخدامها تحت إشراف أطباء متخصصين في هذا المجال.

وقد ذكر الرسول الكريم النباتات الطبية في الأحاديث النبوية للعلاج، ومن المعروف أن السنة النبوية تحتوي على توجيهاته وتعاليمه الطبية والصحية.

وعلى الرغم من أن القرآن الكريم لم يشير بشكل مباشر إلى النباتات الطبية للعلاج، إلا أنه يوجد فيه آيات تشجع على استكشاف واستخدام نعم الله في الطبيعة للشفاء والعناية بالجسم والروح.

ومع ذلك، هناك أطباء ينكرون ما ذكره الرسول الكريم ويزعمون أن ذلك القول كان ملائمًا في زمانه فقط، ويعتقدون أنه في ظل التطور العلمي الحديث، فإن هذه الأقوال ليس لها أي جدوى في وقتنا الحاضر.

وهناك أطباء آخرون يرون أن النباتات الطبية ليس لها أي فائدة على الإطلاق، ومن يستخدمها في العلاج يرتكب خطيئة

 ولكن هذه الآراء غير صحيحة تمامًا، فالأدوية الكيميائية التي يتم اعطائها للمرضى لم تشفِ أي مريض بشكل نهائي.

فهذه الأدوية تخفف الألم، ولكنها لا تعالجه، بل على العكس، قد تزيد من تفاقم المرض، والدليل على ذلك هو انتشار الأمراض بشكل كبير في وقتنا الحاضر رغم وجود أعداد كبيرة من الأطباء.

ولكن في الماضي، وعلى الرغم من عدم توفر العديد من الأطباء، كانت الأمراض أقل انتشارًا من الآن.

إذا أُتيحت لك الفرصة للعودة إلى الجامعة والانضمام لكلية الطب، هل ينضم عبدالرحمن فتحي بهدف علاج الناس باستخدام النباتات الطبية؟

إذا توفرت لي الفرصة للعودة مرة أخرى إلى الجامعة، سوف أفضل الانضمام إلى كلية الإعلام، لأن ذلك سوف يمنحني فرصة لتطوير نفسي في مجال مهارات الاتصال والتواصل وكتابة المحتوى

و هذا سوف يساعدني في نشر المعرفة حول المواضيع المهمة بأساليب مبتكرة وفعّالة.

بالإضافة إلى ذلك، الإعلام يوفر منصة واسعة للتأثير والتواصل مع جمهور متنوع، وبالتالي سوف أتمكن من إنشاء مقالات ومدونات متخصصة في مجال الطب البديل

والنباتات الطبية، وإنتاج محتوى مرئي مثل الفيديوهات التعليمية والمقابلات، وربما حتى بودكاست لمناقشة المواضيع ذات الصلة.

كما أنه من خلال دراسة الإعلام أيضًا، سوف أتعلم كيفية إنتاج وتوزيع المحتوى عبر وسائل الإعلام المختلفة، مثل التلفزيون والإذاعة والصحافة ووسائل الإعلام الرقمية.

وسوف أتمكن من إنشاء برامج توعية وإجراء مقابلات مع خبراء الطب البديل، وإنتاج محتوى نصي ومرئي يتناول النباتات الطبية وفوائدها.

فضلاً عن مناقشة الأضرار المحتملة للأدوية الكيميائية وكيفية تجنبها.

وأيضًا، يمكنني من خلال الإعلام توجيه الانتباه إلى المزايا والفوائد الطبية للطب البديل والنباتات الطبية، وتسليط الضوء على أضرار الأدوية الكيميائية وتحذير الجمهور منها.

بعيدًا عن التجارب السلبية التي مررت بها، هل هناك شيء آخر حدث في حياة عبدالرحمن فتحي جعله يكره الطب الذي يعتمد على الأدوية الكيميائية؟

نعم هناك شيء آخر جعلني لا أحب الطب الذي يعتمد علي الأدوية الكيميائية، حيث أنني عندما كنت في المعهد وأثناء دراستي في الترم الثاني من السنة الأخيرة من المعهد.

حدثت لي حالة دوار شديدة وضيق في التنفس وتسارع في نبضات القلب أثناء المحاضرة، فذهبت إلى أحد الأطباء فأخبرني أنه ليس لدي أي مشكلة، ولكنه أعطاني بعض المكملات الغذائية، ولكن لم تجدي نفعًا.

لذلك قررت بعدها زيارة طبيب آخر متخصص في أمراض القلب، فأخبرني بأنني أعاني من تسارع في نبضات القلب، لكنه لم يخبرني عن السبب.

ثم أعطاني أدويةً لتقليل تسارع النبضات وبعض المكملات الغذائية، ولكن لم أشعر بتحسن.

حيث مررت بفترة صعبة و تعذّر عليّ العودة إلى المعهد وحضور المحاضرات، وبقيت في القرية التي أقيم فيها كشخص عاجز لا يستطيع الانتقال لمدة سنتين ونصف.

و ما زلت حتي الآن غير قادر أيضًا على السفر إلى أي مكان على الرغم من حبي للتنقل والسفر.

وفي الفترة الأخيرة، تفاقمت الأعراض وزاد الألم لذا ذهبت إلى طبيب آخر متخصص في أمراض القلب، فطلب مني إجراء تخطيط قلب وأشعة إيكو للقلب

ومن خلال تخطيط القلب وأشعة إيكو، تبين أنني مصاب بمرض الروماتيزم منذ فترة.

وهذا ما أخبرني به الطبيب، و أخبرني أيضًا أن نبضات قلبي سريعة جدًا وأن حرارة جسمي مرتفعة، وأعطاني الطبيب أدوية لتخفيض نبضات القلب ومضادات حيوية، وأخبرني بأن أستمر في استخدامها لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

ولكنني لم أكمل مدة العلاج التي حددها الطبيب لأنني لا أقتنع بالأدوية الكيميائية بسبب الآثار الجانبية الخطيرة التي تسببها، ولأنها لا تعالج السبب الجذري للمشكلة

ولكن على النقيض تماماً فهي تسكن الألم فقط، و هذا يجعلني غير محب للاستدامة على الأدوية الكيميائية، وأفضل استخدام النباتات الطبية للعلاج.

كما أنني لاحظت شيئًا عند جميع الأطباء الذين زرتهم، وهو أنهم لا يسألون المريض عن نمط حياته، وما يتناوله من طعام وشراب، وعن كيفية نومه.

وبشكلٍ عام تفاصيل حياته، لذلك يجب أن يكون هناك اهتمام بسؤال المريض عن هذه الأمور بدلاً من تقديم الأدوية مباشرةً، لأن ذلك يساعد في معرفة سبب المشكلة التي يعاني منها المريض.

هل ما زلت تؤمن بأنك ستتمكن من تحديد السبب ومعالجته بنفسك باستخدام النباتات الطبية بعد مرور كل هذه السنوات؟

نعم، بعد مرور هذه السنوات، لا يزال إيماني قويًا بقدرتي على تحديد السبب ومعالجته بنفسي باستخدام النباتات الطبية.

وذلك لأن الله ما خلق داءً إلا وقد خلق له دواءً، ولذلك أنا ملتزم بالبحث المستمر واستكشاف الاستخدامات الطبية للنباتات في العلاج.

وعلى مر السنين، تعلمت واختبرت فوائد مختلف النباتات الطبية للصحة، ومع التطورات العلمية والتقدم في مجال الطب البديل، أصبحت النباتات الطبية خيارًا فعّالًا وآمنًا للعلاج المستدام والشفاء الطبيعي.

وبالطبع، يحتاج الأمر إلى التوجيه المهني والاستشارة من أطباء متخصصين في استخدام النباتات الطبية، ولذلك أنا مستعد للتعاون مع الخبراء والتشاور معهم لتحقيق أفضل النتائج الصحية الممكنة.

وفي النهاية، الثقة والإصرار هما ما يدفعني لتجاوز التحديات والعثور على العلاج المناسب لحالتي، وذلك لأنني قد شهدت حالات نجاح في استخدام النباتات الطبية، وهذا يعطيني الأمل والثقة في قدرتي على تحقيق الشفاء الذي أسعى إليه.

عبد الرحمن فتحي، هل هناك رسالة تود أن توجهها للأطباء بخصوص هذا الموضوع؟

نعم، لدي رسالة أود أن أوجهها للأطباء الذين قرروا الالتحاق بكلية الطب ويعتقدون أن مجال الطب هو عبارة عن مشروعٍ ناجح.

أود أن أخبرهم أنهم مخطئين تمامًا، فحقيقةً الطب هو مجال يتطلب مسؤولية كبيرة لأن كونك طبيب ستكون مسؤولًا عن أرواح البشر أمام الله يوم القيامة.

واستنادًا إلى تجربة معظم الأطباء، إن لم يكن جميعهم، بعد تخرجهم من كلية الطب وبدء عملهم وحصولهم على الشهرة، فإنهم لا يبذلون جهودًا لتطوير أنفسهم.

وللأسف، هم لا يقومون بتحسين معرفتهم في الطب، ويبقون وفقًا للنمط القديم والعقيم الذي درسوه في كلية الطب، والذي لم يحقق شفاءً نهائيًا لأي مريض، بل على العكس، يعجز عن علاج الألم ويجعلنا نعاني من مزيد من المشاكل الصحية.

والدليل على ذلك هو وفرة الأطباء في العصر الحالي، حيث يفترض بزيادة عددهم أن تقل الأمراض.

ولكن مع ذلك، أصبحت الأمراض منتشرة بشكل كبير في الوقت الحاضر، بعكس الماضي حيث لم تكن هناك أمراض مثلما هي الآن، على الرغم من عدم وفرة الأطباء في الماضي.

وأضاف عبدالرحمن فتحي، رسالتي للأطباء هي أن تبحثوا عن جذور المشكلة وعلاجها، ويمكنكم استخدام المسكنات مؤقتًا لتخفيف الأعراض

وذلك حتى تتمكنوا من معالجة السبب الحقيقي للمرض.

كما يجب عليكم أن تعودوا إلى العلاجات التقليدية التي تعتمد على الأعشاب والنباتات الطبية.

تلك المذكورة في الأحاديث النبوية والتي ذكرها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فالناس لم تعد قادرة على تحمل الأدوية الكيميائية والمسكنات والمضادات الحيوية، ولأن مهنة الطب ليست تجارة، وأن أرواح الناس ليست لعبة.