كيفية اغتنام العشر الأواخر من رمضان والفوز بليلة القدر

كيفية اغتنام العشر الأواخر من رمضان والفوز بليلة القدر
اغتنام تبدأ العشر الأواخر من رمضان

تبدأ العشر الأواخر من رمضان من ليلة 21 رمضان حتى ليلة 30 رمضان، وهذه الليالي من أفضل الليالي للعبادة والعمل الصالح وفرصة عظيمة لتوبة وغفران الله لذنوب العباد.

فضل العشر الأواخر من رمضان

هذه الليالي كان لها مكانة خاصة عند النبي وأصحابه لما فيها من فضل كبير وخير كثير.

فمن بين هذه الليالي أفضل ليالي العام وهي ليلة القدر.

وهذه الليالي التي كان يجتهد فيها النبي وأصحابه بالطاعة العبادة وذكر الله فعن عائشة رضي الله عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَجْتَهِدُ فِي رَمضانَ مَالا يَجْتَهِدُ في غَيْرِهِ، وَفِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ منْه مَالا يَجْتَهدُ في غَيْرِهِ”.

كيفية اغتنام العشر الأواخر من رمضان

لكي تغتنم الليالي العشر الأواخر من رمضان يجب عليك تجديد النية لله أولاً والتوبة عن المعاصي والذنوب والاجتهاد قدر المستطاع؛ ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك ومن الأعمال التي يجب فعلها والالتزام بها هي:

الحفاظ على الصلاة في مواقيتها

الصلاة هي أول ما أوجبه الله على عباده من العبادات، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة.

وذلك لعظمة شأنها ولأنها عماد الدين والصلة بين العبد وربه.

لذلك كل مسلم واجب عليه الصلاة ومن لا يصلي ينقص ذلك من إيمانه ويحاسب حسابًا شديدًا يوم القيامة.

ولكن المؤمنين الملتزمين الذين يرجون من الله الهدى والمغفرة هم من يستعدون لها ويلتزمون بتأديتها في مواقيتها ويصلونها في المسجد.

وبالأخص في العشر الأواخر من رمضان فكان الالتزام بالصلاة وإيقاظ الأهل للصلاة من أفعال النبي في العشر الأواخر فعن عائشة رَضَيَ اللَّه عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ رسُول اللَّهِ ﷺ: “إِذا دَخَلَ العَشْرُ الأَوَاخِرُ مِنْ رمَضَانَ، أَحْيا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَه، وجَدَّ وَشَدَّ المِئزرَ”.

الحفاظ على السنن والرواتب

فالسنن والرواتب لها فضل عظيم لمن حافظ عليها طاعة ومحبة لله ولرسوله.

فكان النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يحافظ على السنن والرواتب.

فقال ﷺ: “من صلى ثنتي عشر ركعة تطوعًا في يوم وليلة؛ بني له بهن بيت في الجنة”. وهذه السنن هي:

  • ركعتان قبل الفجر وقال فيها النبي صلى الله عليه وسلم:” ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها”. رواه مسلم، وهي من السنن المؤكدة.
  • أربع ركعات قبل الظهر، وركعتان بعد الظهر، وهي من السنن المؤكدة.
  • ركعتان بعد المغرب، وهي سنة مؤكدة.
  • ركعتان بعد العشاء، وهي سنة مؤكدة.

فاجتهد في أدائهم لتنال فضل هذه السنن والرواتب.

إحياء الليل والتهجد

إن صلاة التراويح أو صلاة التهجد في الليل هي أفضل العبادات والصلوات بعد الفرائض وخاصة في الثلث الأخير من الليل.

لأن الله سبحانه وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا ويقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟.

ويكون إحياء الليل في رمضان أما بالإكثار من التهجّد والصّلاة أو قراءة القرآن وتدبره والدعاء وذكر الله كثيراً.

قراءة القرآن الكريم

العشر الأواخر من رمضان

إن فضل قراءة القرآن الكريم لا تعد ولا تحصى، فيمكن لقارئ القرآن بقرأتيه تحصيل جبال من الحسنات فبكل حرف يقرأه حسنة ويضاعف الله الحسنات كما يشاء.

فعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ ، وَلَامٌ حَرْفٌ ، وَمِيمٌ حَرْفٌ”. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.

بالإضافة إلى أن القرآن الكريم يأتي شفيعا لأصحابه يوم القيامة ويعلي من منزلتهم في الجنة.

فأحرص على الاجتهاد في قراءة القرآن الكريم وتدبره معانيه فإن فضل تدبر سورة من القرآن أفضل من قراءته فقط عند الله وهذا يجعلك من أهل القرآن.

الإكثار من الدعاء في أوقات الاستجابة

من أهم الأعمال التي يجب أن يجتهد فيها المسلم العشر الأواخر من رمضان أن يكثر من الدعاء والتضرع لله تعالى، فبإذن الله يستجاب له.
فقد ورد عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: «الدعاء هو العبادة» ثم قرأ ﴿وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين﴾ أخرجه الترمذي.

ويجب أن تتحرى أوقات استجابة الدعاء والتي تكون الأقرب لإجابة دعائك وهذه الأوقات هي:

  1. الدعاء ما بين الأذان والإقامة: رسول الله ﷺ «الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد» .
  2. الدعاء بعد أذكار الصلوات الخمسة.
  3. الدعاء في صلاة التهجد وفي الثلث الأخير من الليل.
  4. الدعاء عند الإفطار فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي ﷺ قال: «كل عمل ابن آدم يضاعف: الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك».

الاعتكاف

من الأفعال والعبادات التي حرص النبي ﷺ عليها في العشر الأواخر من رمضان هي الاعتكاف.

فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ “.

وعن أبي هريرة -رضيَ الله عنه- قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعْتَكِفُ في كُلِّ رَمَضَانٍ عَشَرَةَ أيَّامٍ، فَلَمَّا كانَ العَامُ الذي قُبِضَ فيه اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا).

والاعتكاف يقصد به الانعزال عن البشر ولزوم المسجد للتفرغ للعبادة والتواصل مع الخالق.

ويبدأ الاعتكاف مع بداية أول ليلة من العشر الأواخر من رمضان، وينتهي بانتهاء الليلة الأخيرة من شهر رمضان.

الإكثار من الصدقات

من أفضل الأعمال في العشر الأواخر من رمضان هي الصّدقة والتي يضاعف الله أجرها في هذه الليالي المباركة.

وذلك لما لها من شأن عظيم لشرف الزمان لأن الصدقة تعين الفقراء والمساكين على حاجتهم وخاصة في رمضان.

وذلك أيضاً من الأعمال التي كان يكثر النبي ﷺ من فعلها في رمضان فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل عليه السلام يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة».

أفضل الليالي في العشر الأواخر من رمضان

ومن أفضل هذه الليالي ليلة القدر والتي لها فضل عظيم لأنها الليلة التي أنزل فيها القرآن من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا ثم مفصلا على النبي أثناء دعوته.

وذكر فضلها في القرآن الكريم؛ فقال الله تعالى: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ سورة القدر آية ٣.

وأيضاً تتنزل الملائكة في هذه الليلة بسبب نزول بركة الله ورحمته على عباده.

وتحيط الملائكة بحلقات الذكر التي يقوم بها المؤمنين طالبين العفو والمغفرة من الله.

وهي أيضاً فرصة عظيمة لينال المؤمنون المغفرة والرحمة؛ فعَنْ أَبي هُريرةَ ، عن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: “مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمانًا واحْتِسَابًا، غُفِر لَهُ مَا تقدَّم مِنْ ذنْبِهِ” متفقٌ عَلَيْهِ.

علامات ليلة القدر

تطلع الشمس صبيحتها لا شعاع لها فقد قال ﷺ “صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع”.
وذلك لكثرة نزول وصعود وحركة الملائكة فيها فتستر الشمس بأجنحتها.

يطلع القمر فيها مثل شق جفنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله ﷺ فقال (أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة)

تكون معتدلة لا حارة ولا باردة فقال النبي ﷺ “ليلة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة”

لا يرمى فيها بنجم أي لا ترى الشهب فيها.

أفضل ثلاث دعوات في العشر الأواخر من رمضان

  1. الدعاء الذي أوصى النبي ﷺ به السيدة عائشة رضي لله عنها حين سألته فقالت: “أرأيتَ إن وافقتُ ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا”.
  2. طلب الجنة والزيادة في درجاتها بقول “اللهم إنا نسألك الحسنى وزيادة”.
  3. قول «رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ».

اللهم بلغنا ليلة القدر وارزقنا فيها على قدر قدرك وكرمك وعفوك.