مشروبات الطاقة بين الحقيقة والسراب

مشروبات الطاقة بين الحقيقة والسراب
مشروبات الطاقة بين الحقيقة والسراب

يلجأ الكثير منا إلى مشروبات الطاقة عندما نحتاج إلى القليل من الدعم، سواء كان ذلك قبل يوم طويل في المكتب، أو تمرين شاق، أو جلسة دراسة طوال الليل. فمشروبات الطاقة صناعة بمليارات الدولارات، إذا كانت شعبيتها تشير إلى فعاليتها، فيبدو أنها تعمل، لكن هل تضرنا هذه المشروبات أكثر مما تنفع؟

على الرغم من مدى شعبية مشروبات الطاقة، فإن مصطلح “مشروب الطاقة الصحي” لا يزال متناقضاً.

 وفقاً لإدارة خدمات إساءة استخدام العقاقير والصحة العقلية (SAMHSA)، تضمنت أكثر من 20000 زيارة لغرفة الطوارئ في الولايات المتحدة في عام 2011، أكثر من نصف تلك الزيارات كان بسبب مَشروبات الطاقة وحدها.

 وشملت الحالات الأخرى أشخاصاً يخلطون الكحول أو المنشطات الأخرى بمشروبات الطاقة.

ما هي مشروبات الطاقة؟

مَشروبات الطاقة هي المشروبات التي يتم تسويقها لزيادة الطاقة والأداء العقلي، تعد Red Bull و Monster و AMP و Rockstar أمثلة على منتجات مَشروبات الطاقة الشهيرة.

تقريباً تحتوي جميع مَشروبات الطاقة على الكافيين الذي تختلف كميته من منتج لآخر، وهو المحفز الذي يعمل على زيادة التركيز واليقظة وأيضاً تحسين وظائف المخ.

تحتوي مَشروبات الطاقة أيضاً على العديد من المكونات الأخرى، من المكونات الأكثر شيوعاً بخلاف الكافيين ما يلي:

السكر:مصدر السعرات الحرارية الرئيسي في مشروب الطاقة.

فيتامين ب: يلعب دوراً مهماً في تحويل الطعام إلى طاقة بإمكان الجسم استخدامها.

مشتقات الأحماض الأمينية:  مثل الكارنيتين والتورين اللذان يقوم الجسم بإنتاجهما بشكل طبيعي كما أن لهما دوراً في العمليات البيولوجية.

المستخلصات العشبية: حيث أن للجينسينج تأثيراً إيجابياً على وظائف المخ كما أن عشبة الغرنا تضيف مزيداً من الكافيين.

هل يمكن لمشروبات الطاقة تحسين وظائف المخ؟

 من أهم أسباب لجوء الناس لمَشروبات الطاقة هو تحسين وظائف المخ وزيادة اليقظة العقلية، لكن هل تظهر الأبحاث حقاً أن مَشروبات الطاقة يمكن أن توفر هذه الفائدة؟ تؤكد العديد من الدراسات أن مَشروبات الطاقة يمكنها بالفعل تحسين مقاييس وظائف المخ مثل الذاكرة والتركيز ووقت رد الفعل مع تقليل الإرهاق العقلي أيضاً.

في اعتقاد الكثير من الباحثين أن السبب في تحسين وظائف المخ هو الكافيين، بينما يعتقد آخرون أن هذا التحسن سببه خلط الكافيين مع السكر في مَشروبات الطاقة.

هل تساعد مشروبات الطاقة الناس على أداء وظائفهم؟

هناك أعمال بطبيعتها تتطلب التركيز واليقظة لذلك يلجأ أصحابها إلى مَشروبات الطاقة، مثل الذين يقضون أيام في قضاء نوبات ليلية وكذلك السائقون الذين أيام في رحلات برية طويلة ويصلون في وقت متأخر من الليل.

على الرغم من أن مَشروبات الطاقة قد تساعد أيضاً هؤلاء العمال على البقاء مستيقظين، فقد أشارت دراسة واحدة على الأقل إلى أن استخدام مَشروبات الطاقة يمكن أن يؤثر سلباً على جودة النوم بعد نوبة عملهم.

هل هناك علاقة بين مشروبات الطاقة وأمراض القلب؟

تشير الدراسات إلى أن يمكن لمَشروبات الطاقة أن تساعدك على البقاء يقظاً عندما تكون متعباً كما أنها بإمكانها تحسين وظائف المخ، إلا أن هناك مخاوف من كونها تسبب مشاكل في القلب.

كما أظهرت إحدى الدراسات أن استخدام مشروب الطاقة ثبت أن له دوراً في العديد من حالات مشاكل القلب الأمر الذي من الممكن أن يتطلب الذهاب لغرفة الطوارئ.

علاوةً على ذلك، أظهرت العديد من الدراسات أن تناول مَشروبات الطاقة قد يزيد من ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ويقلل من العلامات المهمة لوظيفة الأوعية الدموية والتي يمكن أن تكون ضارة بصحة القلب.

يعتقد معظم الخبراء أن ما يسبب مشاكل القلب المرتبطة بتناول مَشروبات الطاقة هو الإفراط في تناول الكافيين.

يبدو هذا معقولاً لأن العديد من الأشخاص الذين عانوا من مشاكل خطيرة في القلب بعد تناول مَشروبات الطاقة كانوا يستهلكون أكثر من ثلاثة مَشروبات طاقة في وقت واحد أو يمزجونها أيضًا مع الكحول.

بالرغم من أنه يجب الحذر عند تناول مَشروبات الطاقة إذا كان هناك تاريخ من أمراض القلب، إلا أن تناولها باعتدال من وقت لآخر وبكمية معقولة لا يسبب مشكلة في الأشخاص الأصحاء البالغين الذين لا يعانون من أمراض القلب وليس لديهم تاريخ من الإصابة بها.

مخاطر خلط مشروبات الطاقة بالكحول

يمثل خلط مَشروبات الطاقة بالكحول قلقاً كبيراً بالصحة العامة وللأسف فإنه يحظى بشعبية كبيرة بين طلاب الجامعات والشباب.

 أظهرت إحدى الدراسات التي أُجريت على 403 من البالغين الأستراليين أن الناس كانوا أكثر عرضة بنحو ستة أضعاف للإصابة بخفقان القلب عندما شربوا مَشروبات الطاقة الممزوجة بالكحول مقارنةً بالوقت الذي شربوا فيه الكحول بمفرده.

ارتفعت شعبية مَشروبات الطاقة الكحولية المختلطة مسبقاً في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ولكن في عام 2010 أجبرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) الشركات على إزالة المنشطات من المشروبات الكحولية بعد تقارير عن مشاكل طبية ووفيات، لذلك لا ينصح بتناول مَشروبات الطاقة الممزوجة بالكحول.

مشروبات الطاقة والأطفال

أثبتت الدراسات أن الكافيين الموجود في مَشروبات الطاقة يعرض الأطفال والمراهقين لخطر إدمانه والاعتياد عليه، على الرغم من كونه يمتلك آثاراً سلبية على نمو الدماغ والقلب.

ولذلك وفقاً لتوصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال في عام 2011 يجب على كل من الأطفال والمراهقين تجنب تناول مَشروبات الطاقة .

أيضاً وضع الخبراء حدوداً للكافيين لهذه الأعمار، و أوصوا بأن لا يستهلك المراهقون أكثر من 100 مجم من الكافيين يومياً وأن يستهلك الأطفال أقل من 1.14 مجم من الكافيين لكل رطل (2.5 مجم / كجم) من وزن الجسم يومياً.

هذا يعادل حوالي 85 مجم من الكافيين لطفل يبلغ وزنه 75 رطلاً (34 كجم) يبلغ من العمر 12 عاماً أو أقل، وهذا يسهل تجاوزه ببساطة بعلبة واحدة من مشروب الطاقة اعتماداً على حجم العلبة والعلامة التجارية له. 

  • يجب التنويه على أنه يجب على كل من النساء الحوامل والمرضعات والأطفال والمراهقين تجنب مشروبات الطاقة تماماً.