“من الحب ما قتل” تعرف على جرائم شنيعة سببها الحب

“من الحب ما قتل” تعرف على جرائم شنيعة سببها الحب

تقرير: محمد ممدوح

كثير ما نردد بعض المقولات الشهيرة مثل “من الحب ما قتل” و”الحب أعمى”، لتجسيد حالة العشاق في مراحل حبهم من التعب والألم، ويسيطر الحب على صاحبه الولهان، ليدفعه لإرتكاب أي شيء رغبة في الوصول إلى حبيبته، لكن تلك المقولات جسدت معاني آخر في عالم الجرائم، في هذا التقرير نرصد مجموعة من الجرائم البشعة، كان سببها “الحب”.

-أحبها فترك علامة بوجهها

تشوه معنى الحب لدى “سلامة” سائق “توك توك” في العشرينيات من عمره، ليتحول إلى حب الإمتلاك والرغبة في الإنتقام، فقد آثر سلامة تشويه وجه الفتاة التي أحبها لكي لا ترتبط بأحد غيره، في حادثة كشفت عن نفسية غير سوية.

“يا تكوني ليا يا تعيشي وحيدة طول عمرك” ، هكذا توعد سائق التوك توك المدعو “سلامة” فتاته منال حماد 19 عاماً، بعدما رفضت الإرتباط به عندما تقدم لخطبتها أكثر من مرة، بسبب سوء سمعته وسلوكه بين أبناء منطقة “أوسيم” محافظة الجيزة.

لم يتقبل “دنجوان” الإجرام رفضها وأهلها لخطبته، ليفرض عليها حبه بالتهديد والتخويف، ففي كل مرة يتقدم فيها شخص لخطبتها يبث لهم برسائل تهديد، ما دفع الأهالي لتحرير محضر ضده، لكن الإجرام دم يسري في عروقه، ففي إحدى المرات أوقفها في الطريق وهددها بسلاح أبيض “كتر” وأمرها بالتنازل عن المحضر.

ومن هول الموقف، وافقت منال على طلبه ووعدته بذلك، لكن نفسيته المضطربة لم ترضى، فبعدما وعدته بالتنازل عن المحضر، أخبرها بأنه تراجع في طلبه، وأنه سيكتفي بأن يترك عاهة مستديمة على وجهها، بإحداث جرح قطعي كبير بالجهة اليسرى من الوجه، وآخر بالجهة اليمنى، ليعلل قائلاً “هعلم على وشك، عشان تكوني ليا، أو تعيشي وحيدة طول عمرك”.

-أحرقها ليلة زفافها

لم يختلف دافع “أحمد.م”،40 سنة، كثيراً عن “سلامة” في الإنتقام من حبيبته التي رفضت وأهلها الزواج به، والسبب خلافات عائلية بين الأهلين، فقد قرر المتهم بإفساد ليلة زفافها وتحويل لحظات الفرح والسعادة إلى ساعات من الحزن والصراخ والعويل فراقاً لفتاتهم المدعوة “ياسمين”، 22 عاماً.

تقدم المتهم أحمد لخطبة المجني عليها “ياسمين” عدة مرات لكن في كل مرة يرفض أباها الزواج منه، لأنه يتعاطى المخدرات، وسبق اتهامه في قضية مخدرات، فضلاً عن فارق السن فهو يكبرها بـ 20 عامًا.

أخذ المتهم يطردها لسنوات عديدة، وكله إصرار شديد على الزواج منها، لم يجعله يتقبل بأن تكون لغيره، ليلجأ إلى التهديد والوعيد، فقد حذرها عندما تمت خطبتها لشخص آخر، بأنه لن يجعلها تهنأ بفرحتها لحظة واحدة، وأن لن يسمح لها بالزواج بغيره.

تعاملت ياسمين وعائلتها مع تلك التهديدات على محمل الجد، حيث تحررت المجني عليها محضر تحرش ضد المتهم، ولكنها تنازلت عنه احتراماً لشقيقته، ورغم محاولات من أهله وتحذيرات من جانب أهل المجني عليها للتوقف عن مطاردته لها، إلا أنه لم يتخلى عن فكرة الزواج منها والتي تحولت إلى الإنتقام بعدما تقدم لها عريس ووافق أهلها عليه.

خطط المتهم للإنتقام بعناية، فكانت “ساعة الصفر” يوم زفافها ليكون يوم رحيلها من الدنيا، فأثناء خروجها مع عريسها من قاعة كتب الكتاب، وسط زغاريط الأهل، ألقى أحمد، المتهم، زجاجة مولوتوف على السيارة التي كانوا يستقلونها، وخلال ربع ساعة ما بين استغاثات ومحاولات لإطفاء النيران المشتعلة، فارقت العروس “ياسمين” الحياة وهي داخل السيارة، فيما أصيب العروس ووالدها وشقيقتها بحروق.

وفي محاولة من المتهم للفرار كان أهالي المنطقة له بالمرصاد، فقد أحاطوا به حتى تمكنوا من ضبطه وتقديمه للسلطات بعد أن حصل على نصيب وافر من الضرب والإعداء.

وأفاد المدعو “أحمد.م” في التحقيقات أنه “انتقم  منها ومن عائلتها بعد رفضهم زواجى منها”، مضيفاً “أنا قتلتها علشان بحبها واتقدمت لها كثيراً وكنت مستعد أضحي بعمري علشان أتجوزها، وحذرتها قبل كده وقلت لها: “مش هخليكى تفرحى لحظة واحدة ومش هتتجوزى غيرى”.

-قتلها بقنبلة يدوية

وعلى خلفية الإنتقام من الحبيبة وأهلها، قرر رامي حذيفة، سوري الجنسية، الإنتقام، مستخدماً قنبلة يدوية ليفجر نفسه أمامها بمنزل والدها جنوب سوريا، الواقعة التي آثارت غضب وحزن الكثيرين، على فقدان مراهقة في مقتبل عمرها الحياة نتيجة أنانية وعقلية غير متزنة.

تقدم رامي، 19 سنة، بطلب الزواج من حبيبته بيسان، 17 عاماً، عدة مرات، وفي كل مرة يُقابل طلبه بالرفض من أهلها، لكن ما أشعل نار الغل والإنتقام في قلبه خطبتها من شخص آخر، وعلى الطريقة الداعشية، أخذ صاحب 19 عاماً، قنبلة يدوية وتوجه إلى منزل المجني عليها، مطالباً رؤيتها للمرة الأخيرة، وعندما اجتمعا أخرج القنبلة وسحب فتيلها وعينيه تزرف دمعاً، لتكون بذلك آخر لحظة في حياتهما.

-لأجلها قتل أمه وزوجته وبناته

تختلف أطراف هذه الواقعة دون غيرها، فالمتهم أب قتل أمه وزجته وبناته، لأجل إمرأة متزوجة أقام معها علاقة عاطفية، وعندما أفصحت له عن حبها الشديد به ورغبتها بالزواج منه، فأعمى به لها قلبه وانتزع منه الرحمة، ليقرر التخلص من عائلته التي تعد أغلى ما يملكه الرجل في حياته.

“ساعة الصفر” أثناء عودته من عمله بالقاهرة متجهاً لأهل بيته بمحافظة أسيوط، حسم أمره واضعاً خططته الإجرامية التي بدت له أنها متكاملة الأركان ولا شبه له في القيام بها، حيث قرر قتلهم خنقاً بعدما يتأكد من خلود الجميع في النوم العميق، ثم يشعل النيران في أركان المنزل بالكامل حتى يبدو كما لو أنها حادثة ويبعد أصابع الإتهام عنه، لكن ما ليكن في الحسبان نجاة إحدى بناته البالغة من العمر 13 عاماً، لتسرد وتكشف للسلطان حقيقة ما حدث.