وفاة الشيخة تناظر محمد مصطفى النجولي

وفاة الشيخة تناظر محمد مصطفى النجولي

كتبت: أميمة حافظ

توفت يوم 9 يناير شيخة مصرية تعلم القرآن و تجاوزت سن الكبر و فقدت بصرها،  ورغم ذلك لم تتخلى عن تعليم طلابها ، فقدت نعمة البصر و لكن لم تفقد نعمة البصيرة .

فمن هى :
هى أحد أعلام القرآن في مصر :
الشيخة تم تهميشها إعلاميا و قد لا يعلم عنها الكثير من البشر ، و يكفيها رب البشر الذى شهد على كل ما قدمته من خدمة العلم و تعليم الطلاب .

فكم من مجهول فى الأرض مشهور فى السماء ،
رحم الله شيخة قدمت منذ صغرها و حتى كبر سنها و الذى تجاوز 96 عاما، كل ما تملك من علم و وقت لتعليم طلابها و بذلت أقصى مجهود لتنال رضى الله يوم الحساب ، دون أن تلتفت لأى أجر آخر سوى الفوز يوم الدين .

كتب عنها خالد عبد العظيم الحوينى حيث قال ؛
الشيخة تناظر محمد مصطفى النجولي رحمها الله عن ٩٦سنة ،من قرية الناصرية _ مركز سمنود _ محافظة الغربية _ مصر .

كانت مبصرة في صغرها ثم أصيبت بالحصبة ففقدت بصرها ، وتجلس منذ سبعين سنة يعرض عليها القرآن فتصحح وتجيز بالقراءات العشر .

قصدها طلبة العلم من مصر وخارجها ، ‏يقول تلميذها أحمد الشرقاوي ؛
مع كبر سنها والعجيب أنها مع عمرها هذا وقد تجاوزت التسعين عاما لا تكشف وجهها أمام الرجال،
كانت تقرئنا وهي على هذا السرير بهذه الهيئة
وكانت شديدة مع لين ورفق وتجدها لا تترك لك خطأً وتبين وتشرح الأوجه والخلاف بين القراء العشر رحمها الله تعالى.

يقول الدكتور يحيى الغوثاني حفظه الله :
ذهبنا إلى قرية من قرى سمنود وفي تلك الحارات الضيقة وجدنا بيتا متواضعا صغيرا ،،
وعلى باب البيت مجموعة من الأخوات يراجعن القرآن استعدادا للتسميع فاستأذنا .

‏ودخلنا على المقرئة الفاضلة الشيخة : تناظر في غرفتها المتواضعة .. وقرأت عليها الفاتحة جمعا بالعشر و نصف المنظومة الجزرية .

وسمعت عليها الباقي بقراءة الأخ الشيخ خالد السباعي وأجازتنا بكل ذلك .

هي إمراة بصيرة بقلبها نشيطة الحركة حاضرة الذهن بكامل حجابها ، مستحضرة للقرآن استحضارا جيدا .

‏ويقول د. ظافر بن حسن آل جبعان :
عندما دخلت على هذه الشيخة البصيرة بقلبها ، دخلت على غرفة متواضعة ، صغيرة الحجم فهي ما يقرب من مترين في ثلاثة ، والبصيرة جالسة في زاوية الغرفة على حصير على الأرض ، قد جللت نفسها بحجابها حتى ما يُرى منها شيء وهي قد بلغت التسعين سنة .

ويعلم الله لَجَلَالة ‏القرآن بادية عليها ، تلك المهابة هزت كياني حتى ما تمالكت عبرتي ، فدافعتها ثم سلمت عليها ، فردت السلام ، وسألتني عن حاجتي فأخبرتها أني أريد القراءة عليها، والإستجازة منها، فسكتت، ثم قالت: اقرأ، فقرأت عليها سورة الفاتحة، ثم سورة البقرة حتى نهاية الربع الأول برواية حفص عن عاصم.

‏تقول الشيخة عن نفسها :
بدأت الحفظ مع الشيخ عبد اللطيف أبو صالح لكنه كان بدون تجويد، ثم ذهبت للشيخ محمد أبو حلاوة وتعلمت التجويد على يديه ومكثت عنده 15 سنة،
وقرأت عليه القراءات السبع إلى سورة يونس،
ثم ذهبت للشيخ سيد عبد الجواد وقرأت عليه القراءات السبع من طريق الشاطبية ،،
‏وقرأت عليه من الدرة إلى سورة التوبة .

تزوجت الشيخة من جارها وأنجبت منه 4 أولاد وبنتين.