الوقت هو أغلى ما عند الإنسان، فيه فلاحه أو فساده، إما أن يستغله أحسن الاستغلال، أو يخسر كل شئ عندما يصبح وقتك ضائع.
سرعة الحياة
والحياة فى زمننا هذا سريعة، إلى أقصى الحدود، يمر اليوم فيها، كأنه ساعة من نهار، فإذا استيقظت من نومك، ومر عليك نصف النهار، تجد نفسك على الوسادة، ملقى الظهر، مسبل العينين، مستقبل النوم، انتهى يومك.
العبادة والعمل
ولكن ماذا عملت؟ الإجابة تكمن فى هدف الحياة للإنسان فى شيئين:
الأول: العبادة، يقول الحق سبحانه: “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون“.
فهى أول شىء خُلِق من أجله الإنسان، وهى صفتها العمل الصالح، كالصلاة والاستغفار، وغيرها كثير جدًا، من الأمور التى أوجب عليها الشرع الحنيف، فهذه هى نصف يومك.
الشىء الآخر: العمل، يقول تعالي: “قل هل يستوى الذين يعملون والذين لا يعملون”.
والعمل هنا هو إعمار الكون، ولقد أوكلت تلك المهمة للإنسان لبناء الأرض بعد أن ذللها الله له.
وهو مرتبط بالأرزاق والمال، الذى يحصل عليه جزاء عمله، ولكن كما العمل مشروع لا تبطل العبادة على حساب العمل، فهذا خسران مبين.
ولذلك فإن أغلب الناس فى زمننا هذا، يقولون من ليس معه مال، ليس له قيمة فى الحياة، فعبدوا المال
وأبطلوا العمل الصالح، وأصبح الصراع على من بجيبه أطنان الأموال، ونزعت البركة من كل شىء.
علاقة الوقت الضائع بالعمل أو بالعبادة؟
العلاقة تكمن فى أمرين.، فالأول لو احتسبنا يومك يساوى 100نقطة وعملت فيه الصالحات، ولم تدخل مال، أو تعمل عمل، من أجل دنياك فى ذلك اليوم، فإنك اخذت 50 نقطة.
الأمر الأخر: لو عملت وسعيت إلى زرقك، ولم تؤدى عبادة ربك، أخذت 50 نقطة من غير بركة.
الرابح من يأخذ الاثنين معًا، والخاسر من يفقدهما معًا فى يومه، كأنه لم يحيا ذلك اليوم أبدًا.
البركة
وقد قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: “يأتى على الناس زمان، تكون فيه السنة كالشهر، والشهر كالأسبوع، والأسبوع كالجمعة، قيل: من أى شىء يا رسول الله؟ قال: تنزع البركة”.
وها نحن نعيش ذلك الزمان، أول أمس كنا نطالع عامًا جديدًا
والآن نحن فى آخر الشهر الأول من العام الجديد، وأيام تعد على الأصابع، ونجد أنفسنا على مشارف الشهر الثانى.
وما أن يمر الأسبوع الأول، نحضر أنفسنا للشهر الثالث، شهر خلف شهر، نجد أنفسنا نستقبل عامًا جديدًا مرة أخرى.
ولكن رصيدك أيها الإنسان فى نقصان ماذا قدمت؟!!