أسباب خراج الاسنان وطريقة علاجه والوقاية منه

أسباب خراج الاسنان وطريقة علاجه والوقاية منه

تعد مشاكل الأسنان من أكثر المشاكل الصحية انتشاراً في المجتمع، ولعلّ من أكثر هذه المشاكل جديّةً وإزعاجاً هو خراج الاسنان، الذي يحدث داخل الفم لأسباب متعددة.

الخراج لا يعد مشكلة كبيرة بحد ذاته، ولكن إهماله قد يسبب مشاكل شديدة الخطورة، وربما مهددة لحياة الإنسان، وعليه لابدّ لنا من التعرف على هذه المشكلة الفموية وأسبابها وطرق حلها.

ما هو خراج الاسنان؟

خراج الاسنان هو تجمع للقيح والبكتيريا وسمومها ناتج عن الغزو الجرثومي لعصب السن، ونظراً لاحتواء قناة السن على الاوعية الدموية والاعصاب والمواد العضوية فإنها تعد بيئة مناسبة لنمو وتكاثر الجراثيم في حال لم يتم علاجها.

مع مرور الوقت تخرج الجراثيم لتغزو النسج المحيطة بجذر السن، وهناك يتشكل القيح ويتجمع حتى يصبح على شكل جيب ضمن المنطقة، وقد يمتد حتى يثقب اللثة أو جلد الوجه نتيجة الضغط والحاجة لتصريف القيح المتشكل، وعند ذلك يسمى “الناسور”.

ما هي أسباب خراج الأسنان؟

دخول البكتيريا والجراثيم إلى لب السن وبقائها هناك لفترة طويلة هو السبب الرئيسي لحدوث خراج الاسنان، حيث تدخل هذه الكائنات الدقيقة إما بسبب النخور وتسوس الأسنان التي تم إهمالها، أو الكسور والإصابات الأخرى في السن.

عوامل الخطورة

  • إهمال الصحة الفموية، وعدم تنظيف الأسنان أو اتباع طرق غير صحيحة علمياً في تنظيفها ومخالفة توصيات الأطباء.
  • اتباع نظام غذائي مليء بالسكريات، وعدم الانتظام في الوجبات ما يؤدي إلى زيادة احتمال الإصابة بالنخور.
  • التدخين
  • جفاف الفم، وقد يكون بسبب طبيعي كالتقدم بالعمر، أو ناتجاً عن بعض الأمراض أو الأدوية التي يتم تناولها.

أعراض خراج الاسنان

  • ألم حاد في الجهة المصابة، ويمكن أن ينتشر إلى الفك كاملاً وحتى الرقبة أو الأذن.
  • انزعاج عند تناول المشروبات الساخنة أو الباردة.
  • ألم عند الضغط على السن المصاب بخراج الاسنان أو حوله.
  • ارتفاع الحرارة، وتورم الفك أو الوجه قرب السن المصاب.
  • رائحة فم كريهة.
  • انتفاخ العقد اللمفية القريبة من المنطقة، كالعقد اللمفية الموجودة في الرقبة.
  • التهاب اللثة قرب المنطقة المصابة

متى يكون خراج الأسنان خطير

تأتي الخطورة من إهمال الخراج وعدم علاجه، أو محاولة ثقبه وتصريف منزلياً، وهذا قد يؤدي إلى انتشاره إلى مناطق مجاورة ذات خطورة عالية كالجيوب الموجودة ضمن عظم الفك العلوي أو الجيوب الكهفية شديدة الخطورة.

تشخيص الخراج

يكمن التشخيص الصحيح لخراج الاسنان باالفحص الفموي الشامل بدايةً، ثم التركيز على السن المصاب والمنطقة المحيطة به، في الغالب يمكن حسم التشخيص عيانياً بمجرد رؤية الخراج، ولكن توجد بعض الإجراءات الإضافية التي يمكن القيام بها من أجل التشخيص الدقيق:

  • القرع على السن المصاب، حيث يكون حساساً جداً للضغط والقرع.
  • إجراء الصور الشعاعية لتحديد حجم وانتشار الخراج.
  • في حال انتشار الإصابة إلة مناطق من الرقبة والرأس والفكين يمكن الاستعانة بالتصوير المقطعي المحوسب لتحديد شدة الانتشار والإجراءات المطلوبة.
  • فحص تورم العقد اللمفاوية الموجودة في منطقة الرقبة.

شكل خراج الأسنان في الأشعة

خراج الاسنان

يظهر الخراج على شكل بقعة سوداء قرب ذروة السن في صورة الأشعة السينية كما في الشكل أدناه، مع ملاحظة أن العديد من من الآفات الفموية قد تظهر بالشكل نفسه لذلك لا تعتبر الصورة الشعاعية تشخيصاً دقيقياً لوحدها، بل يجب إجراء الفحوصات السريرية الأخرى للتأكد.

علاج خراج الاسنان

خراج الاسنان

الهدف الأساسي من العلاج هو القضاء على العدوى الجرثومية وتصريف القيح، ويتم ذلك كخطوة أولى بعمل شق خارجي في منطقة الخراج بطريقة ملائمة ضمن شروط محددة، وذلك يدفع القيح للخروج من المنطقة، يلي ذلك الغسل بمحلول ملحي عقيم والمحافظة على نظافة منطقة الشق.

بعد ذلك يتم فتح السن لتصريف ما تبقى من القيح، ومعالجة الجذور للقضاء على الجراثيم والبكتريا الموجودة فيه.

في حال كان من المستحيل علاج السن والمحافظة عليه، فقد يلجأ الطبيب إلى قلع السن بعد تخفيف الأعراض الناتجة عن خراج الاسنان بطريقة ما، ولا يجوز أبداً إجراء القلع دون وصف الأدوية وتخفيف الأعراض لضمان عدم انتشار البكتيريا إلى المناطق المجاورة.

في حال انتشر الخراج خارج منطقة السن فقد يصف الطبيب مضادات حيوية لمنع تطور الحالة، يمكن أن توصف الصادات الحيوية أيضاً للأشخاص ذوي المناعة الضعيفة نتيجة بعض الأمراض العامة التي تؤدي إلى ضعف المناعة مثل مرض السكري.

لا يجوز استخدام الصادات الحيوية أبداً إلا تحت إشراف الطبيب، كما لا يجوز الإخلال بتعليماته حفاظاً على صحتك العامة.

كم مدة شفاء الخراج في الأسنان

يحتاج خراج الاسنان حوالي 7 ل 14 يوم للشفاء التام بعد تطبيق العلاج، بما في ذلك التئام الجرح الناتج عن عملية التصريف وزوال الأعراض بشكل كلي.

مضاعفات خراج الأسنان

تكمن المشكلة في الخراج أنه لا يزول من تلقاء نفسه، وأن السوائل الموجودة ضمنه مليئة با لعضويات الدقيقة الضارة التي يمكن أن تسبب أمراض خطيرة.

مضاعفات خراج الاسنان قد تشمل انتشار العدوى إلى الجيب الفكي العلوي -هو المسافة الموجودة أسفل العينين بجانب الأنف-، أو انتشاره إلى الرقبة أو إلى أماكن أكثر خطورة ما ينتج عنه حالات صحية عامة شديدة الخطورة، وخصوصاً إذا وصلت البكتيريا إلى منطقة تدعى “الجيب الكهفي” حيث يمكن أن تسبب ما يعرف بالتهاب الدماغ.

إهمال خراج الأسنان

قد ينفتح الخراج في أي منطقة من الوجه أو الفم بشكل طبيعي لتصريف القيح عند إهمال العلاج، وهذا ما يدعى بالناسور، انفتاح الناسور قد يخفف الألم والأعراض ما يجعل الشخص يعتقد أن المشكلة قد تم حلها وهذا يدفع لإهمال أكبر يتسبب بمشاكل أكثر خطورة.

الوقاية من خراج الاسنان

  • المحافظة على الصحة الفموية وتفريش الأسنان باستمرار، واستخدام الخيوط السنية في التنظيف.
  • استبدال فرشاة الأسنان عند انثناء شعيراتها، لأنها تفقد نسبة كبيرة من فعاليتها بعد ذلك.
  • اتباع نظام غذائي صحي، وشرب كمية مناسبة من الماء.
  • زيارة طبيب الأسنان كل فترة لإجراء الفحوصات الدورية.