أهداف صحافة السلام ودورها المجتمعي

تأتى علاقة وسائل الإعلام بحل الصراعات وبناء السلام كأحد الموضوعات الهامة التى ترتبط بين مجالى العلاقات الدولية والدراسات الإعلامية.

تقوم صحافة السلام على البحث فى الأسباب البنائية والثقافية للصراع ومدى تأثيره على حياة المواطنين وتقديم المضمون الذى يعكس القوائم المشتركة بين كافة أطراف الصراع فى مجتمع معين وطرح مقترحات ومبادرات لتخفيف حدة هذا الصراع.

أهمية السلام المجتمعى

يمكن السلام المجتمعى الشعوب من التعلم ونشر الثقافة وبناء الحضارات.

وتأسيس بيئة مشجعة على الإبداع ورفعة المجتمعات البشرية الى المستوى الإجتماعى المتحضر .

والحماية من الأمراض الجسدية والنفسية  التى تسببها الحروب وتقريب الناس من بعضهم وجمعهم على المحبة والتعايش.

يجعل السلام المجتمعى الناس واعين ومدركين لخطورة الدخول فى الحروب والصراعات والتى ستكلفهم حياتهم مقابل هذه الغطرسة البشرية.

حيث ان السلام يعمل على نشر الثقافة وبناء المجتمعات والنهوض بها أقتصادياً وأجتماعياً .

فالحروب تدمر ولا تبنى ولا يكون البناء إلا فى أوقات السلم.

يوفر السلام المجتمعى نطاقا سلميا ومستقراً بالإضافة إلى انه يعد شرطا ضروريا لاستمرارية البشرية.

وتطورها فالعالم المحروم من السلام سينهار ويعود شبيها بالعصور القديمة التى تمتلئ بالظلم.

ويكون فيها الضعيف فريسة للأقوى منه.

ويوفر أيضا السلام والوئام فى البلاد أهمية كبيرة لاستقرار ونمو المجتمع.

بالإضافة الى توفيره للأمن الذى يؤدى الى الرخاء والراحة للمجتمع.

أهداف صحافة السلام

ترتكز وسائل الإعلام على الأسباب الثقافية والبنائية للنزاعات ومدى تأثيرها على حياة المواطنين.

فهى تعكس وجهة نظر كل أطراف الصراع وتقترح حلولا ممكنة ومبادرات لتقليل درجة العنف.

تهدف صحافة السلام لتقديم خلفية عن كيفية بدء الصراع وأبعاده حتى يتعرف الجمهور على هذه الأبعاد بشفافية .

فهى تبحث فى أسباب الصراع وسبل الوصول لحلول له من خلال عرض وجهة نظر رؤية جميع الأطراف حول الصراع.

و تعتمد الصحافة على إستراتيجية إستفادة كل الأطراف من حل الصراع والتركيز على الصراع ذاته لمشكلة .

بدلا من التركيز على طرف معين كسبب فى هذا الصراع.

وصحافة السلام تركز على مبادرات حل الصراع وأسس صناعة السلم المجتمعى والحفاظ عليه.

واذا انعدمت الثقة بين اطراف الصراع تأتى صحافة السلام كطرف ثالث يمكنها تسهيل الاتصال بين هذه الاطراف وتقليل التوتر بين المتنافسين ومنع الصراع حيث تعمل كوسيلة بناء وليس وسيلة هدم.

دور الصحافة فى بناء السلام المجتمعى

يتضمن دور وسائل الاعلام فى بناء السلام من خلال تحديد الاسباب التى أدت الى حدوث الصراع فى المجتمع سواء كانت هذه الأسباب سياسية او إقتصادية او إجتماعية او ثقافية وتحديد كافة أوجه الخلاف الأساسية بين كافة الأطراف تجاه الصراع.

وإشراك أكبر عدد من المواطنين فى عملية بناء جسور السلم المجتمعى ومنع ظهور المشكلات والصراعات والمساعدة فى بناء المؤسسات التى يمكنها إدارة الصراع وعدم اللجوء الى العنف.

الانتقادات التى وجهت الى صحافة السلام

على الرغم من قيام الصحافة بمعالجة مشكلات المجتمع وحل الصراعات وبناء السلام بين المواطنين والإبتعاد عن الهدم الا أنها وجهت لها عدة انتقادات.

تتولى صحافة السلام مسؤولية منع المشكلات والصراعات وإيجاد حلولا له ويعتبر هذا ليس من مسؤوليات وسائل الإعلام ولكنها مسؤوليات القيادات السياسية بالدرجة الأولى.

وان وسائل الإعلام تقوم بالتأثير على الجمهور لحل المشكلات والصراعات وبناء السلام وهذا ليس من مناهج بحوث الإتصال الجماهيرى حيث لا يمكن لوسائل الإعلام ان تؤثر على الجماهير.

وتوجد أيضا وجهات نظر مختلفة للجماهير تتطلب وسائل إعلام مختلفة ومضمونها مختلف.

صفا السيد صقر إبراهيم

Recent Posts

قرار الرئيس بشأن دمج و إلغاء الكليات النظرية

دمج وإلغاء الكليات النظرية أقترح الرئيس عبد الفتاح السيسي و عضو البرلمان عبد المنعم إمام…

يوم واحد ago

استرازينيكا لقاح كورونا …هل يتسبب في مقتلك؟

يسبب استرازينيكا لقاح كورونا تم رفع العديد من الدعوات القضائية ضد شركةاسترازينيكا، تطالب هذه الدعوات…

يومين ago

طريقة عمل كيكة الفانيليا والشوكولاتة بالمنزل

طريقة عمل كيكة الفانيليا والشوكولاتة الغنية والمنزلية الصنع، والتي ستجلب البهجة لمنزلك، هذه الوصفة مبتكرة…

يومين ago

رينج روفر فايلار 2024.. أفخم سيارة تركبها المواصفات والسعر بالسعودية

رينج روفر فايلار بموديل 2024 تعتبر هي أفخم سيارة ستشتريها، فهي تتمتع بمميزات وتكنولوجيا عالية…

يومين ago

طرق علاج القولون العصبى

علاج القولون العصبى هام جدا لمن يعانون من مجموعة من الأعراض المعوية التي تتضمن آلام…

يومين ago

رئيسة جامعة كولومبيا تطلب من الشرطة البقاء في الحرم الجامعي

طالبت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق، الشرطة بالبقاء حتى 17 مايو 2024، وذلك للحفاظ على…

يومين ago

This website uses cookies.