إنسيلادوس.. قمر غامض يكشف عن مقومات الحياة بداخلة

إنسيلادوس.. قمر غامض يكشف عن مقومات الحياة بداخلة
إنسيلادوس.. قمر غامض يكشف عن مقومات الحياة بداخلة

تعد منظومة حلقات  زحل وأقماره هي الأكثر تنوعًا في المجموعة الشمسية ولكن يعد إنسيلادوس أهمهم حيث مقومات الحياه والعيش عليه ولكن كيف؟ كما يوجد مئات الأقمار الصغرى ضمن حلقات زحل والتي تبلغ سبعة أقمار  فتلك الحجم  كافيًا ليجعلها كروية الشكل.

اكتشاف إنسيلادوس

فقد لحظ ويليام هيرشل قمر إنسيلادوس عام 1787، ولكن تم اكتشافه عام 1789، ذلك من خلال استخدام مقرابة الفلكي (بؤرة 1.2 متر) لأول مرة

فذلك القمر يعد مثل كثير من أقمار زحل التي اكتشفت قبل عصر الفضاء خلال اعتدالي زحل، وذلك عندما يكون كوكب الأرض في حلقة الاستواء حيث أن انخفاض وهج الحلقات يجعل رصد الأقمار أسهل في تلك الأوقات.

فذلك القمر يعد سادس أكبر أقمار الكوكب زحل، حيث يبدو أنه يوجد به ماء سائل أسفل طبقة إنسيلادوس الجليدية،ومقومات الحياة به.

كما تطلق البراكين الجليدية في القطب الجنوبي نافورات ضخمة من بخار الماء، والمواد المتطايرة الأخرى وبعض الجزيئات الصلبة مثل  بلورات الثلج، كلوريد الصوديوم  في الفضاء والتي يصل وزنها إلى 200 كجم في الثانية الواحدة تقريبًا.

لذلك يعود بعض شكل المياه الموجودة علي القمر إلى التلج، والآخر منها يهطل على حلقات زحل والباقي يصل إلى زحل نفسه،

كما يعتقد تلك الحلقات تكونت من عدة جزيئات جليدية ذلك نظرًا لوجود مياه ظاهرة علي السطح أو بالقرب منه، فقد يكون إنسيلادوس واحدًا من أفضل الأماكن التي يبحث فيها البشر عن حياة خارج كوكب الأرضمتضمنة مقومات الحياة.

وعلى النقيض فتلك المياه التي ظن أنها موجودة على سطح قمر المشترى أوروبا تكون حبيسة أسفل طبقة سميكة للغاية من الجليد.

أشعة إنسيلادوس

طبيعة القمر

فتلك العالم الجليدي الصغير يعرفة العلماء جيدًا من خلال مسبار كاسيني التابع لوكالة ناسا، الذي أطلق لاستكشاف نظام كوكب زحل وانتهت مهمته عام 2017 حيث يبلغ قطرة 505 كيلومتر، فتلك القمر يعد أقصر من قطر قمر الأرض بسبع مرات،

ومثل معظم الأجرام الكروية فهو مفلطح قليلًا عند خط الإستواء، وذلك بسبب تأثيرات الجاذبية خلال دورانه وذلك لأن كتلتة ليست كبيرة،  كما أن قوة الجاذبية على سطحة صغيرة جدًا، فقد فوجئ العلماء باكتشاف غلاف جوي له فوق القطب الجنوبي الأكثر دفئًا.

فتلك القمر الصغير هو أحد أكثر الأماكن الواعدة لاحتمالية استضافة الحياة في النظام الشمسي وبالرغم من درجات الحرارة المتجمدة هناك إلا أن القمر يحتوي على مياه سائلة تحت سطحة،  ويبدو أن هذه المياه تتصل مباشرة بالقاع الصخري

مما يجعل التفاعلات الكيميائية المعقدة ممكنة الحدوث والتي بدورها قد تؤدي إلى نشأة مقومات الحياة، كما أنه يحتوي على محيط خفي تحت قشرتة الجليدية، كما وجد مسبار يبعث أعمدة إلى الفضاء تحتوي على مواد من هذا المحيط.

كما يعد إنسيلادوس هو العالم المؤكد الوحيد الصالح لإيواء الحياة خارج الأرض، حيث أنه يعد الوحيد الذي يلبي المتطلبات الأساسية لإيواء الحياة، كما أنه يحتوي علي خمسة أنواع مختلفة من التضاريس على سطحة  والتي تصل إلى 35 كيلومترًا،

كما هناك مناطق أخرى ناعمة ومنبسطة وخالية من الآثار  مما يدل على أنها تشكلت حديثًا كما  هناك أيضًا السهول والشقوق والتكسرات في القشرة التي تملأ السطح.

وبالرغم من صغر حجم  إنسيلادوس إلا أن سطحة الجليدي يعكس أكثر من 90% من أشعة الشمس التي تسقط عليه،

ما يجعله أحد ألمع الأجرام في النظام الشمسي نظرًا إلى أن القمر يعكس أشعة الشمس بدلًا من امتصاصها فإن درجة حرارتة تصل إلى -201 درجة مئوية (-330 درجة فهرنهايت).

دراسات العلماء

فقد قام الباحثين وعلماء الفلك بكثير من الدراسات حول إنسيلادوس، حيث كشفوا أن الصدوع الموجودة في السطح يطلق عليها اسم (خدوش النمر)

والتي تجعل المواد تنفث  بشكل دوري نحو الفضاء،  حيث أنه ينفث ما لا يقل عن 101 صدع المواد الجليدية حيث  تقوم قوى الجاذبية بفتح وإغلاق الصدوع عندما يقترب لذلك أغلب المواد المنبعثة تقذف نحو الفضاء.

كما لاحظ العلماء أن من المحتمل أن تلك الصدوع المائية تتصل مباشرة بالمحيط، ما يعني أنه يمكن للمسابير الفضائية التي تحلق فوقة أن تأخذ عينات اختبار من هذا المحيط دون الحاجة إلى الغوص فيه حيث تكون الصدوع في أوجها عندما يكون القمر أبعد ما يكون عن الكوكب،

لكن المواد المنبعثة منها لا تزداد في ذلك الوقت وهذا عكس ما توقعه العلماء، كما يعتقد أن شيئًا مثيرًا للاهتمام يجري في أعماق القمر لذلك مازال العلماء يدرسون تلك القمر بشكل دقيق لمعرفة أسرارة الذي يخفيها.