اعراض الفصام وعلاقته بالجن والمس

اعراض الفصام وعلاقته بالجن والمس
اعراض الفصام

اعراض الفصام يظن العديد من الناس أنها أعراض مس من الشياطين، وذلك بسبب السلوكيات الغريبة التي يقوم بها المريض، فيخطئ الناس في طلب العلاج لها حيث يفسرونها على غير حقيقتها.

ويرجع ذلك للجهل وعدم الاهتمام بمعرفة الأسباب العلمية وراء هذه السلوكيات، ولكن من يقوم بعلاج الفصام وهل له علاج مثل الاضطرابات النفسية؟ وهل ينتهي مع الوقت؟ وما هي الأعراض التي تميزه؟ سنجيب على كل هذه الأسئلة وأكثر من خلال السطور التالية.

هل الفصام مرض عقلي أم نفسي؟

الفصام هو اضطراب عقلي يجعل المريض يفسر الواقع بطريقة غير طبيعية وينتج عنه الإصابة بالأوهام والهلاوس، ويسبب مشكلات كبيرة في السلوك والتفكير، ويعيق الشخص عن القيام بالمهام اليومية.

يقوم بتشخيص ذلك الاضطراب الطبيب النفسي أو المعالج النفسي، وذلك من خلال الاختبارات النفسية واعراض الفصام الظاهرة، بجانب الاعتماد على تصوير المخ وعمل الفحوصات الأخرى.

اعراض الفصام 

يتميز الفصام بمجموعة من الأعراض التي يجب أن يتواجد بعض منها لفترة زمنية طويلة حتى نستطيع تمييز اضطراب الفصام، ومن هذه الأعراض:

الضلالات

وتعني الاعتقاد بأمور وهمية صنعها عقل الشخص المصاب، حيث تحدث الضلالات في التفكير مع معظم المصابين، وهي من الأعراض المميزة له، وقد تتمثل في واحدة من أحد الاعتقادات الآتية:

اعتقاد البعض أن له مميزات خارقة أو أنه نبي أو ملك، أو أنه يتكلم مع الله.

الاعتقاد أن الناس تريد أن تؤذيه، وأنهم يتحدثون عنه بالشر والسوء، وأن الجميع عندما يراه يخطط للإيقاع به.

الإيمان بأن شخصًا معينًا يحبه أو قريب منه، أو أنه مقرب لحاكم، أو له مكانة اجتماعية مرموقة.

الظن أن هناك كارثة معينة ستحدث في الكون، أو ستحدث في حياة أحد الأشخاص، ويقوم بتحذير الناس منها، ويشعر أنه الوحيد العالم بالغيب.

الهلاوس

يقصد بالهلاوس أن يشعر الشخص بأشياء غير حقيقة، ويستسلم لها المريض ويؤمن بحقيقتها، وتصيب الهلاوس أي حاسة من حواس المريض أو تسبب مشكلة في أكثر من حاسة، وتنقسم إلى:

هلاوس بصرية

وفيها يرى الشخص أشخاصًا غير موجودين، أو أشياء ليست لها وجود في الواقع، وقد يرى خيالات، ويصدق هذه الهلاوس ويتحدث عنها على أنها حقيقية.

هلاوس سمعية

يسمع أصواتًا غير حقيقة تأمره بشيء أو تخبره بشيء، أو تستهزأ به، أو تخبره بأمور غيبية كما يظن، ويصدق هذه الأصوات، وهو أكثر الهلاوس شيوعًا لدى مرضى الفصام.

هلاوس شمية

يشم المريض روائح ليست موجودة في البيئة التي يتواجد فيها، ويصمم على وجودها فهو يصدق أن هذه الروائح حوله، وقد يشعر بوجود روائح غير جيدة.

هلاوس لمسية

يتصور المريض أن أحد يحاول التقرب منه ولمسه، ويتحدث عن ذلك وكأنه حقيقة، ويتضايق من ذلك الإحساس ويقتنع أنه يوجد شخص حقيقي يفعل ذلك.

اعراض الفصام البسيط

تظهر الأعراض الخفيفة أولًا للتنبيه على وجود الاضطراب، حيث إن الفصام البسيط تتركز أعراضه حول الانسحاب الاجتماعي، والتحول من شخصية اجتماعية إلى الانسحاب الكامل.

حيث يفقد الشخص القدرة على التواصل مع الآخرين والاستماع لهم، ويظل حبيس عزلته لمدة طويلة. ويمكن أن تظهر أعراضًا أخرى للفصام.

حيث تختلف شدة الأعراض ونوعها من شخص لأخر، ومن وقت لآخر، وباختلاف نوع الفصام المشخص به المريض، ومن هذه الأعراض:

التفكير غير المنظم.

نلاحظ ذلك من طريقة حديث المصاب حيث يكون حديثه غير منظم، وينتقل من موضوع لآخر دون ترتيب أو تمهيد.

إجابة المريض على الأسئلة بإجابات لا علاقة لها بالسؤال، مما يعيقه عن التواصل الفعال.

تحدث المصاب بكلام غير مفهوم، أو منطوق بطريقة معينة حسب نغمة محددة وبإيقاع معين.

الحركة غير المنتظمة

لا يتحرك لأجل الوصول إلى هدف معين ويمكن أن يأخذ جسمه وضعيات ثابتة أو متغيرة، ولكنها غير ملاءمة للموقف، ويمكن أن يكون كثير الحركة أو عديم الحركة.

مواجهة صعوبة في إنهاء المهام الروتينية وعدم الالتزام بأي تعليمات، وإهمال القيام بمتطلبات النظافة الشخصية.

ردود أفعال غريبة

يقوم المريض بردود فعل طفولية لا تناسب عمره، أو ينفعل بشكل مبالغ فيه، وفي الكثير من الأحيان لا يمكن التنبؤ بردود الفعل التي سيقوم بها.

عدم الاتزان الانفعالي حيث يمكن أن يضحك في موضع حزن، أو يحزن في موضع فرح، فهو لا يستطيع القيام بردود فعل طبيعية مناسبة للمواقف المختلفة.

ضعف الاستجابة الانفعالية للأحداث من حوله فلا يظهر عليه أي تأثر، ويحافظ على تعابير وجه خالية من المشاعر، ويمكن أن يتحدث بنبرة ثابتة خالية من المشاعر.

اعراض الفصام عند المراهقين 

تتشابه اعراض الفصام عند المراهقين مع الأعراض الظاهرة على الكبار، ولكن يصعب تميزها في مرحلة المراهقة حيث إن المراهقين في هذا السن تظهر عليهم سلوكيات مشابهة. لذلك يجب الاستعانة بالمتخصصين للتفرقة بين الأعراض، والأعراض التي تظهر عليهم مشابهة لسلوك مرحلة المراهقة هي:

حب العزلة والبعد عن الأهل والأصدقاء، والرغبة في الجلوس وحيدًا.

انخفاض المستوى الدراسي بعد أن كان على درجة من التفوق.

اضطرابات في النوم، سواء بالنوم الزائد أو المعاناة من صعوبة في النوم.

الاكتئاب والحزن الدائم دون وجود مبرر له.

العصبية والانفعال الشديد بسهولة، والافتقار للدافع والإحساس بالتشتت.

في بعض الأحيان يتعاطى المراهقون بعض المواد التي تؤثر على العقل، مما يعطينا نفس التأثير وتظهر عليهم نفس الأعراض. ولكن المميز لمرض الفصام هو إصابة المراهق بالهلاوس البصرية حيث إنها تعد من الأعراض المميزة للفصام وذلك لأن الأوهام يمكن أن لا تظهر في البداية في مرحلة المراهقة.

أسباب الفصام 

لا يوجد سبب واضح يمكن أن نرجع إليه ظهور اعراض الفصام، وذلك لأن الاستعداد للإصابة بالمرض يكون وراثيا ولكن ظهوره من عدمه يتوقف على العديد من العوامل، وهي:

تداخل العوامل الوراثية مع العوامل البيئة فمع استعداد الشخص للمرض، وحصول ضغوط في البيئة يظهر مرض الفصام في بعض الأفراد ولا يظهر على الآخرين.

حدوث خلل بكيمياء المخ ناتج عن حدوث مشاكل في بعض المواد الكيميائية فيه، حيث إن الناقلات العصبية تصاب بالضرر مما قد يكون سببًا في ظهور المرض.

ويمكن أن نعرف ذلك من خلال التصوير بالأشعة، وذلك لأنها تظهر تغيرات في دماغ مريض الفصام، حيث يلاحظها الأطباء بسهولة ويتعرفون على وجود الفصام من خلالها.

اعراض الفصام

عوامل مساعدة لظهور اعراض الفصام

وجود أفراد من الأسرة يعانون من الفصام، حيث إن بعض العائلات يكون بين أفرادها عدد كبير من المصابين بالأمراض العقلية ومن بينها الفصام.

المضاعفات التي قد تحدث في مرحلة الحمل نتيجة التعرض للأشعة، أو تناول الأدوية الخطيرة مع الحمل، وكذلك مشكلات الولادة.

تعاطي مواد مغيبة للعقل في مرحلة الشباب أو المراهقة قد يؤثر في المخ، ويسبب مشكلات ينتج عنها ذلك الاضطراب فيما بعد.

نهاية مرض الفصام 

لا يمكن علاج مرض الفصام بشكل نهائي، وذلك لأن ذلك الأضطراب ليس له نهاية، حيث إن المريض يحتاج إلى علاج مدى الحياة.

وذلك لأن الخلل الحادث في المخ لا يمكن إصلاحه، ولكن يمكننا التحكم في اعراض الفصام من خلال الالتزام بالخطة العلاجية المعدة من قبل الطييب النفسي الذي يقوم بالعلاج للمصاب.

حيث إن العلاج يعمل على الحد من تدهور حالة المريض ويحافظ على مظهره العام، ويحميه من تحكم الهلاوس فيه بقوة، فهو يحسن من حالة المريض طوال فترة الالتزام به.