بطبيعة الحال لا يعيش الإنسان وحيدًا في هذا الكون، فهو محاط بالكثير من عوالم الكائنات الدقيقة وغير الدقيقة، مثل: الديدان الشريطية.
ويواجه الإنسان على مر العصور تهديدات كثيرة من هذه الكائنات المحيطة حتى أصغرها.
لذا إن كنت تبحث عن أحد أشهر مسببات الألم غير المُبرَر سببه لجهازك الهضمي، فإنك إذًا تبحث عن أشهر طفيليات العالم إصابة وتهديدًا لك.
وهذا ما سنستعرضه لك في هذا المقال.
ما هي الدودة الشريطية؟
الديدان الشريطية (tapeworms) هي ديدان طويلة ومُسطَّحة وتم تسميتها بذلك؛ حيث تبدو كالأشرطة.
وهناك أنواع عديدة ومختلفة منها، فمثلا يبلغ طول بعض أنواعها أكثر من 15 قدمًا، ويزيد طول إحداها عن 30 قدمًا.
دورة حياة الديدان الشريطية
تتكون من عائلين، عائل وسيط وعائل نهائي.
- تتغذى الحيوانات والأسماك على أشياء ملوثة ببيض الديدان الشريطية من الأعشاب مثلًا وهي (العائل الوسيط).
- ثم تتجه هذه البيوض إلى مجرى الدم، ومن ثم إلى أماكنها المفضلة اللحم والعضلات، وتتحول إلى يرقات وتُشَّكل تكيسات يرقية.
- ثم تنتقل إلى الإنسان (العائل النهائي عن طريق تناول الطعام غير المطبوخ من حيوانات تحتوي على هذه اليرقات، ثم تستقر وتنمو داخل غشاء أمعاء الإنسان، وتقوم بدورها بتنزيل البيض الذي يخرج في براز الإنسان.
كيفية إصابة الإنسان بالدودة الشريطية؟
كعائل نهائي
كما في دورة الحياة، ومن خلال بعض الحيوانات الوسيطة، مثل:
- الأبقار. (شريطية البقر)
- الخنازير. (شريطية الخنازير)
- الأسماك التي تعيش في المياه العذبة.
ولكن من الممكن أن يصبح الإنسان
كعائل وسيط
- عندما يشرب ماء ملوث ببيض الدودة.
- أو عندما يتعرض البيض الموجود في براز القطط أو الكلاب.
فيفقس البيض في الأمعاء، ولكنها تنتقل عبر الدم لأماكن متفرقة بالجسم في صورة متحوصلة أو متكيسة.
أعراض الإصابة بالديدان الشريطية
إصابات ليست خطيرة
قد لا يصاب الإنسان بأية أعراض، أو يصاب بأعراض ليست خطيرة، ويكون مكانها الأمعاء ، مثل:
-
- اضطراب المعدة، أو الشعور بالغثيان.
- المغص.
- عدم الرغبة في تناوُل الطعام.
- البراز الليِّن.
- الإسهال.
- فقدان الوزن.
- الغازات.
ولكن يكمن الخطر في عدوى التكيسات البيضية أو ما يعرف بعدوى الكيسات اليرقية؛ حيث يمكن أن تسبب أعراضًا خطيرة بحسب موقعها.
أعراض الإصابة بالكيسات البيضية
- الدماغ: صداع، تشنجات، غيبوبة.
- الحبل الشوكي: ضعف أو شلل.
- الكبد: ألم في البطن، اصفرار الجلد والعينين. (اليرقان)
- الرئتان: سُعال، ألم صدري.
مسببات الديدان الشريطية
تناول اللحوم النيئة أو غير المطهوة، حيث يمكن أن توجد اليرقات في الأسماك المجففة أو المدخنة.
وعدم غسل الطعام جيدًا حيث يمكن أن يوجد بيض الديدان الشريطية على الفواكه والخضراوات غير المغسولة.
مع إهمال النظافة الشخصية، حيث يزيد عدم الاهتمام بغسل اليدين من خطر الإصابة ونقلها للآخرين.
عدم وجود نظام صرف صحي؛ لأن ذلك يزيد خطر انتشار بيض الديدان الشريطية من الأفراد إلى الماشية وبالتالي إكمال دورة حياة الطفيل.
وعدم وجود مياه نظيفة للشرب.
التشخيص؟
يتحرى الأطباء الدودة الشريطية في الأمعاء عن طريق:
البحث عن بيوض الدودة الشريطية في البراز باستخدام المجهر.
تحليل الدم؛ للكشف عن تكوين أجسام مناعية ضد التكيسات اليرقية.
إجراء اختبارات التصوير، مثل التصوير المقطعي، والتصوير بالرنين المغناطيسي في الأعضاء.
العلاج؟
تؤدي جرعة واحدة من دواء الديدان إلى قتل الدودة الشريطية في الأمعاء عادةً وذلك باستخدام بعض العقاقير مثل:
- برازيكوانتيل.
- ألبيندازول.
- نيتازوكسانيد.
وفي حالة وجود هذه الدودة الشريطية في أحد الأعضاء، فقد يلجأ المريض إلى عملية جراحية؛ لاستخراجها وذلك تجنبًا للمخاطر التي ذكرناها سابقًا.
الوقاية؟
في معظم البلدان المتقدمة يُتَحَرَّى كيسات الدودة الشريطية من قبل المنظمات الصحية. ومع ذلك يجب:
غسل اليدين بالماء قبل الأكل وبعده بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، وأيضًا بعد استخدام المرحاض.
طهي اللحوم وأسماك المياه العذبة بشكل جيد.
ويمكن أن يُؤدِّي التجميد إلى قتل الديدان الشريطية في الأسماك، ولكن يجب تجميدها لمدة 7 أيام بدرجة حرارة (-20° درجة مئوية) أو أقل. أمَّا تدخين وتجفيف الأسماك فلا يقتلان كيسات الديدان الشريطية.
كما ينبغي علاج الكلاب المصابة بالديدان الشريطية على الفور؛ لأنها مصدر عدوى كبير جدًا.
نستنتج من ذلك أن: الديدان الشريطية ليست ديداناً خطيرة جدًا أو شرسة، بالرغم من سهولة الإصابة بها، ويمكن أن نقي أنفسنا منها بسهولة، فالوقاية خيرٌ من العلاج.