العملات المشفرة.. تاريخها وأهدافها وأمثلة عليها

العملات المشفرة.. تاريخها وأهدافها وأمثلة عليها
العملات المشفرة

العملات المشفرة هي أي شكل للعملة الموجودة، سواء كانت رقمية أو افتراضية.

ولا توجد سلطة إصدار لها أو تنظيم مركزي لهذه العملات، وبدلاً من ذلك تستخدم نظاماً لا مركزياً لتسجيل المعاملات وإصدار وحدات جديدة. 

أي أنها عبارة عن نظام دفع رقمي لا يعتمد على البنوك للتحقق من المعاملات.

ويتيح لأي شخص في أي مكان إرسال واستقبال المدفوعات، من الجدير بالذكر إنه يتم تخزين العملة المشفرة في محافظ رقمية. 

تاريخ العملات المشفرة 

قبل ظهور العملات المشفرة منذ أكثر من عشر سنوات، حدثت العديد من المحاولات لإنشاء واحدة، ولكن المشكلة الرئيسية التي كانت تواجه معظم هذه المحاولات هي مشكلة الإنفاق المزدوج.

وفي عام 1998، نشر مهندس الكمبيوتر “وي داي” ورقة يناقش فيها  فكرة العملة الرقمية بشكل عام، تحت مسمى “B-money” والتي يمكن إرسالها مع مجموعة من الأسماء المستعارة الرقمية التي لا يمكن تعقبها.

وفي نفس العام، تمت محاولة أخرى تحت مسمى “Bit Gold” وتمت صياغتها من قِبل رائد سلسلة الكتل “نيك زابو”، كذلك نظرت بنفس القدر في إنشاء عملة رقمية لامركزية.

ولكن فكرة “زابو” كانت مدفوعة بعدم الكفاءة داخل النظام المالي التقليدي، مثل تطلب وجود المعدن لإنشاء عملات معدنية ولتقليل مقدار الثقة اللازمة لإنشاء المعاملات.

في حين أنه لم يتم إطلاق أي من الفكرتين رسمياً، إلا أنهما كانا مصدر الإلهام وراء إنشاء “بيتكوين” أول عملة مشفرة.

حدث هذا عندما نشر “ساتوشي ناكاموتو” ورقة أخرى تحت مسمى “بيتكوين، نظام نقدي إلكتروني من نظير لنظير”، في عام 2008.

ثم في يناير 2009، تم إصدار تطبيق بيتكوين كبرنامج مفتوح المصدر.

في النهاية، وبعد أربعة أشهر، قام ساتوشي ناكاموتو بتعدين أول كتلة لشبكة بيتكوين، وهي معروفة أيضًا باسم “كتلة التكوين”.

من الجدير بالذكر إنه أول عملية شراء مسجلة للسلع باستخدام بيتكوين تمت عندما اشترى “لازلو هانيتش” اثنين من البيتزا مقابل 10,000 بيتكوين، ويتم الاحتفال بهذا اليوم حتى الآن على أنه يوم بيتزا البيتكويني. 

أهداف إنشاء العملات المشفرة 

أنشئت هذه العملات لتحقيق أهداف متعددة، وهذه بعض الأهداف الرئيسية:

  • اللامركزية والتحكم الذاتي

تمكن العملات المشفّرة المستخدمين من التداول والتحويلات دون الحاجة إلى وسطاء ماليين أو مؤسسات مركزية، حيث إن اللامركزية تعزز وتمنح المستخدمين التحكم الكامل في أموالهم.

  • الأمان والتشفير

 تستخدم تلك العملات التشفير الكامل لتأمين المعاملات وحماية الأموال من الاختراق والتلاعب، وهي كذلك أكثر أمانًا من العملات التقليدية.

  • التحويلات السريعة والرخيصة

تمكن المستخدمين من التحويلات الدولية السريعة وبتكلفة منخفضة، وهي أيضاً تحل محل الطرق التقليدية التي قد تستغرق أياماً وتكلف رسوماً عالية.

  • الاستثمار

 تعتبر العملات المشفرة فرصة للاستثمار وتحقيق عوائد مرتفعة، بالإضافة إلى استخدامها أيضًا للتحوط ضد التقلبات في الأسواق التقليدية.

  • الابتكار والتطور التكنولوجي

تمثل هذه العملات تقنية مبتكرة تعزز من التطور في مجال التمويل والتجارة، وهي أيضاً تشجع على ابتكار التطبيقات والمشاريع اللامركزية.

  • التمويل اللامركزي والعقود الذكية

تمكن أيضاً تلك العملات من إنشاء عقود ذكية تنفذ تلقائياً دون الحاجة إلى طرف ثالث، ويوجد أيضاً منصات تدعم التمويل اللامركزي.

أمثلة على هذه العملات 

حصلت العملة المشفرة على اسمها لأنها تستخدم التشفير للتحقق من المعاملات، ومن الأمثلة على العملات المشفرة:

  1. البيتكوين وهي كما ذكرنا سابقاً، أول عملة مشفرة تأسست في عام 2009 ولا تزال الأكثر شهرة حتى اليوم.
  2. الإيثريوم وهي عبارة عن منصة قاعدة بيانات متسلسلة تأسست في عام 2015، وهي العملة المشفرة الأكثر شيوعاً بعد البتكوين.
  3. لايتكوين وهي تشبه البتكوين كثيراً وتحركت بسرعة لتطوير ابتكارات جديدة.
  4. ريبل وهو نظام دفتر حساب موزع يمكن استخدامه لتتبع أنواع مختلفة من المعاملات.

وعلى الرغم من وجود البيتكوين أقدم شكل للعملات المشفرة منذ عام 2009.

إلا أن العملات المشفرة وتطبيقات تقنية قاعدة البيانات التسلسلية لا تزال في مرحلة النشوء من حيث الناحية المالية، ولها مميزات وعيوب أيضاً، ومن المتوقع أن تشهد المزيد من الاستخدامات في المستقبل. 

في النهاية، تعد هذه العملات تطوراً مهماً في عالم المال والتكنولوجيا، ومن المتوقع أن تستمر في التطور والانتشار في المستقبل.