18 ديسمبر.. يوم اللغة العربية العالمي

18 ديسمبر.. يوم اللغة العربية العالمي

تعتبر اللغة العربية  ركنا من اركان التنوع الثقافي للبشرية، وهي احدى اللغات الأكثر انتشارا واستخداما في العالم، يتكلمها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة من سكان الكرة الأرضية، ويتوزع متحدثو العربية بين المنطقة العربية و عديد من  المناطق الأخرى المجاورة مثل تركيا وتشاد ومالي،السنغال وإرتيريا، حيث أن للعربية أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي لغة مقدسة (لغة القرآن الكريم)، ولا تتم الصلاة والعديد من العبادات الأخرى في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها.

والعربية أيضا لغة شعائرية رئيسية لدى عدد كبير من الكنائس المسيحية في المنطقة العربية حيث كتبت بها الكثير من الأعمال الدينية والفكرية في العصور الوسطى.

في اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف 18 ديسمبر من كل عام نستذكر في هذا المقال، أهم محطات اللغة العربية ونروي لكم حكاية الإحتفال بلغة الضاد.

اللغة العربية.. لغة رسمية عالمية

في إطار دعم وتعزيز تعدد اللغات وتعدد الثقافات في الأمم المتحدة، اعتمدت إدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي_ عُرفت سابقا بإسم إدارة شؤون الإعلام- قراراً عشية الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم بالاحتفال بكل لغة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة. وبناء عليه، تقرر الاحتفال باللغة العربية في 18 كانون الأول/ديسمبر لإنه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة 3190(د-28) المؤرخ 18 كانون الأول/ديسمبر 1973 بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.

وكان الغرض من هذا اليوم هو إذكاء الوعي بتاريخ اللغة العربية وثقافاتها وتطورها بإعداد برنامج أنشطة وفعاليات خاصة.

بدأ تخليد اليوم العالمي للغة العربية عام 2012، ويُوافق 18 ديسمبر/كانون الأول من كل سنة، وهو نفس التاريخ الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة اللغة العربية سادس لغة رسمية لها قبل ذلك بنحو أربعة عقود.

ويتم الإحتفاء بلغة الضاد على غرار لغات اخرى سمّت لها المنظمة أياماً للإحتفاء بها منها اللغات: الانجليزية والفرنسية والإسبانية والصينية والروسية، ويدخل الاحتفاء بها ضمن أنشطة وجهود المنظمة الرامية الى صون التراث الثقافي العالمي غير المادي وتقدير اللغة العربية بإعتبارها اداة للتعبير الثقافي في تنوعه.

اللغة العربية
اللغة العربية

أهداف اليوم العالمي للغة العربية

يرمي اليوم العالمي للغة العربية إلى إبراز الإسهام المعرفي والفكري والعلمي لهذه اللغة وأعلامها في مختلف مناحي المعرفة البشرية عبر التاريخ، فالحضارة العربية الإسلامية لها إسهامات مشهودة في مختلف مناحي العلوم والمعرفة والآداب والفنون، ويعود إليها الفضل الأكبر في النهضة الأوروبية ثم الثورة الصناعية التي كرَّست قيادة الغرب للعالم منذ أواخر القرون الوسطى.

 وتعد العربية من اوسع  اللغات السامية انتشاراً، فعدد المتحدثين بها يتجاوز 400 مليون نسمة في البلاد العربية، وفضلا عن ذلك فإنَّ معرفة- ولو محدودة- بها ضرورية لأكثر من مليار مسلم كي يُؤدوا صلواتهم، كما أنها اللغة المعتمدة لدى عدد من الكنائس المسيحية في المشرق ، وكتب بها جزء مهم من التراث الثقافي والديني.

وقد توج مسار ازدهار اللغة العربية في اليونيسكو باعتمادها لغة رسمية في عام 1974 بفضل جهود حثيثة بذلتها حكومات الجزائر والسعودية ومصر والعراق والكويت ولبنان وتونس واليمن، تلك الجهود مكنت من إدراج ترسيم اللغة العربية في جدول أعمال المؤتمر العام للمنظمة، لكن هذا الجهد العربي لم يكن له أن يكلل بالنجاح لولا الدعم السخي الذي قدمه المدير العام السنغالي أمادو مختار مبو.

مشاكل تواجه اللغة العربية

تواجه لغتنا العربية مشاكل يمكن ان نذكر منها غياب سياسات حكومية لتطويرها، ضعف البحث العلمي بشكل عام، خصوصاً في علوم اللغة واللسانيات والتواصل.

عدم ازدهار لغة الضاد واسترجاع مكانتها التاريخية، بسبب سيادة اللغات الموروثة عن الاستعمار في الادارة والاقتصاد والتعليم، وشيوع اللهجات الأخرى وتبنيها من شرائح نافذة من النخب المتشبعة بالثقافة الغربية الممزوجة بمسحة استعمارية فكرية.

مزاحمة اللغة العامية المحكية للغة الفصحى في الكثير من الميادين، التي ينبغي ان تكون للفصحى دون غيرها، منها: قاعات الدراسة في المدارس والجامعات، الندوات، المحاضرات العامة، الخطب الدينية وغير الدينية…

ضعف الوعي السياسي العربي بأهمية تطوير اللغة العربية والحفاظ عليها، في مواجهة العولمة الثقافية والاقتصادية.

اللغة العربية هي الأجمل إذا عرفنا كيف نغرف منها وكيف نراقص مفرداتها، في يوم اللغة العربية ( الذي يصادف غداً 18 ديسبمر) ، تحية إلى كل عاشق للغة الضاد وكل من يُتقنها بطلاقة.