داء الانسداد الرئوي المزمن يشير إلى مجموعة من الالتهابات المزمنة مثل الشعب الرئوية وانتفاخ في الرئة ومع تطور المرض، يؤدي إلى صعوبة في التنفس وتلف الرئة بشكل كامل، هذا التلف لا يمكن علاجه، ولكن تغيير العادات الخاطئة ونمط الحياة يساعد الدواء في تحسين الأعراض ووقف تتطور المرض، لهذا يسعى الأطباء دائمًا لجعل مرضاهم يلتزمون بنظام حياة صحي يساعدهم للوصول لأفضل نتائج للعلاج، ومنع تفاقم الحالة، وتحسين جودة الحياة للمصاب.
داء الانسداد الرئوي المزمن
مرض الانسداد الرئوي المزمن ” COPD” هو مجموعة من الأمراض التقدمية، ويمكن لحالات الالتهاب الرئوي وانتفاخ الرئة أن تؤدي لهذا المرض، إذا تم تشخيصك بمرض الانسداد الرئوي فهذا يعني أنك تعاني من أحد الأمراض التي تؤدي إلى تدمير الرئة وتنتهي إلى صعوبة في التنفس.
التهاب الشعب المزمن
يسبب التهاب الشعب المزمنة تهيجًا في القصبات الهوائية، التي تكون وظيفتها نقل الهواء من وإلى الرئتين.
نتيجة ذلك، تنتفخ الأنابيب وتراكم الكثير من المخاط بشكل متكرر ما يؤدي إلى تضييق فتحة الأنبوب الأمر الذي يسبب صعوبة
إدخال الهواء إلى الرئة أو إخراجه.
تقوم الأهداب بإخراج المخاط خارج الشعب، ولكن الالتهاب الشعب الهوائية المزمن يضر بتلك الأهداب التي تفقد قدرتها على إزالة المخاط.
انتفاخ الرئة
يشير انتفاخ الرئة إلى انهيار جدران الأكياس الهوائية الصغيرة وتكون موجودة في نهاية القصبات الهوائية أسفل الرئة.
هذه الأكياس الهوائية تلعب دورًا هامًا في نقل الأكسجين إلى الدم وثاني أكسيد الكربون إلى الخارج، ومع انتفاخ الرئة تتأثر الأكياس بشكل كبير وتفقد هذه القدرة ما يؤدي إلى صعوبة التنفس.
أعراض داء الانسداد الرئوي المزمن
تشمل أعراض الانسداد الرئوي المزمن ما يلي:
- السعال المستمر المسحوب بالمخاط.
- صعوبة أخذ نفس عميق.
- ضيق التنفس أثناء الرياضة الخفيفة.د أو ممارسة الأنشطة اليومية.
- الصفير.
- عدوى متكررة في الجهاز التنفسي.
- نقض النشاط البدني.
- فقدان في الوزن غير متعمد.
- تورم الكاحلين والقدمين.
يعاني مصابو الانسداد الرئوي المزمن من نوبات تسمى نوبات ” نوبات التفاقم” تصبح خلالها الأعراض أسوأ ويستمر الأمر عدة أيام على الأقل.
أسباب داء الانسداد الرئوي المزمن
التدخين هو السبب الرئيسي في الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن وذلك في البلدان المتقدمة أما الدول النامية فيكون سبب الإصابة مختلف ويتمثل في التعرض لحرق الوقود للطهي أو التدفئة.
أسباب انسداد مجرى الهواء:
- انتفاخ الرئة، انتفاخ الرئة يسبب تدمير جدران الحويصلات الهوائية، هذا الأمر يؤدي إلى انهيار مجرى الهواء ما يعيق خروج الهواء من الرئة.
- التهاب القصبات الهوائية المزمن، هذا الالتهاب يتسبب في ضيق الشعب الهوائية ومن ثم تفرز الرئتان مزيدًا من المخاط الذي يؤدي إلى انسداد الشعب وزيادة السعال في محاولة لفتح مجرى الهواء.
كيف تتأثر الرئة؟
لتعرف كيف يؤثر الانسداد على الرئتين يجب أولًا أن تعرف كيف تعمل الرئة:
- ينتقل الهواء من خلال أنبوب الهواء ” القصبة الهوائية” إلى الرئتين من خلال أنبوبين أكبر في الحجم ” الشعب الهوائية”.
- داخل الرئة، تنقسم هذه الأنابيب إلى فروع صغيرة تشبه فروع الشجر التي تنتهي بمجموعة من الأكياس الصغيرة تسمى ” الحويصلات الهوائية”.
- تتكون هذه الحويصلات من جدران رقيقة مليئة بالأوعية الدموية الدقيقة تسمى ” الشعيرات الدموية”.
- يمر الأكسجين من خلال الأوعية الدموية ثم يدخل إلى الدم في نفس الوقت الذي يخرج فيه ثاني أكسيد الكربون.
- تعتمد هذه العملية على مرونة الشعب والحويصلات الهوائية.
في حالة الانسداد الرئوي المزمن تفقد الشعب الهوائية هذه المرونة ما يجعل عملية التنفس صعبة ومرهقة.
عوامل الخطر
عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض تشمل الآتي:
- التعرض لدخان السجائر.
- المصابون بالربو، لا يسبب الربو مرض الانسداد الرئوي ولكن إذا اجتمع مرض الانسداد مع الربو، تزيد خطورة الإصابة أكثر.
- التعرض للغبار والمواد الكيميائية.
- التعرض للأبخرة الناتجة عن حرق الوقود.
- الجينات الوراثية.
مضاعفات داء الانسداد الرئوي
يؤدي الانسداد الرئوي إلى العديد من المضاعفات:
- عدوى الجهاز التنفسي، يعرض الانسداد الرئوي المزمن المريض لأي عدوى في الجهاز التنفسي بسهولة.
- مشكلات في القلب.
- سرطان الرئة.
- ارتفاع ضغط الدم في الشرايين.
- الاكتئاب، صعوبة التنفس والحرمان من ممارسة الحياة بشكل طبيعي قد تكون سببًا في الإصابة بالاكتئاب.
كيف يمكن الوقاية من داء الانسداد الرئوي؟
يمكن الوقاية من مرض الانسداد عن طريق التوقف عن التدخين تماماً والتدخين السلبي.
أما إذا كنت مصابًا بالفعل بمرض الانسداد فهناك بعض التعابير التي يمكنك اتخاذها للوقاية من المضاعفات التي يسببها المرض وهي:
- توقف عن التدخين في أقرب وقت ممكن فهذا يقلل من فرص ظهور مضاعفات المرض.
- الحصول على تطعيمات الانفلونزا والمكورات الرئوية لتقليل فرص الإصابة بالعدوى.
كيف يمكن تشخيص المرض؟
لتشخيص المرض يناقش معك الطبيب التاريخ العائلي، وتعرضك للمهيجات، والتدخين، وقد يطلب منك بعض الفحوصات التي تشمل ما يلي:
- فحص الوظائف الرئوية.
- تصوير الصدر باستخدام الأشعة السينية.
- الفحص باستخدام التصوير المقطعي المحوسب.
- تحليل غازات الدم لمعرفة مدى كفاءة الرئة.
- عمل بعض الفحوصات العملية التي توضح سبب الإصابة.
علاجات داء الانسداد الرئوي المزمن
أولى خطوات العلاج هو التوقف عن التدخين، ويصف لك الطبيب بعض الأدوية التي تساعدك في العلاج، هذه تشمل ما يلي:
- موسعات الشعب الهوائية، تعمل هذه الأدوية على إرخاء العضلات التي تحيط بالمجرى التنفسي ، تفيد هذه الأدوية في تقليل السعال كما تساعد على تحسين عملية التنفس.
- السايرويدات المستنشقة، تقلص هذه الأدوية التهاب مجرى الهواء وتساعد على منع تفاقم الحالة.
- الستيرويدات الفموية، يمكن استخدام الستيرويدات الفموية أثناء نوبات التفاقم بجرعات معينة يصفها لك الطبيب، لأن استخدام مثل هذه الأدوية قد يتسبب في ظهور بعض الآثار الجانبية.
- الثيوفيللين، يمكن اللجوء إلى الثيوفيللين في حالة عدم فعالية باقي الأدوية، إسأل طبيبك عن الأعراض الجانبية وكيف يمكن تجنبها.
- المضادات الحيوية، يمكن استخدام المضادات الحيوية في علاج العدوى التي تصيب الجهاز التنفسي.
علاجات الرئة
في الحالات المتوسطة إلى الشديدة يمكن اللجوء إلى العلاجات التالية:
- العلاج بالأكسجين، يمكن استخدام أكسجين تكميلي في حالة نقص الأكسجين في الدم.
- إعادة التأهيل الرئوي، تحتوي برامج إعادة التأهيل الرئوي على تدريبات وتمارين تساعد تحسين حالة الرئتين وتقلل من نوبات التفاقم.
العلاج من خلال جهاز تنفس اصطناعي
يمكن استخدام هذه الأجهزة في المنزل دون أي تدخل جراحي، يفيد هذا الجهاز في تقليل مستوى ثاني أكسيد الكربون في الدم وحماية المريض من نوبات فشل الجهاز التنفسي الحاد.
التعامل مع التفاقمات
عند حدوث نوبات التفاقم، قد يحتاج المريض إلى بعض العلاجات الإضافية التي يحددها له الطبيب وهي:
- المضادات الحيوية.
- الستيرويدات.
- وقد يحتاج المريض أيضًأ إلى أكسجين تكميلي.
- أو تلقي العلاج بداخل المستشفى.
الجراحة
في بعض الحالات، قد يقترح الطبيب الخاص بك اللجوء إلى بعض الحلول الجراحية التي تشمل ما يلي:
- جراحة لتصغير حجم الرئة، يزيل الجراح بعض الأنسجة الرئوية التالفة ما يعطى مساحة أكبر لبقية الأنسجة الصحية ويمسح للحجاب الحاجز بالعمل بكفاءة أفضل.
- زراعة الرئة، هذه العملية تستلزم شروطًا فهي عملية في غاية الصعوبة.
- استئصال الفقاعات الرئوية، تساعد إزالة الفقاعات الهوائية على تحسين تدفق الهواء إلى الرئة.
ما الفرق بين الربو وداء الانسداد الرئوي المزمن؟
يتشابه المرضان في كثير من الأعراض مثل، ضيق التنفس وانسداد تدفق الهواء.
ولكن الفرق أن مرض الانسداد الرئوي هو مرض مزمن وتقدمي، يتطور مع مرور الوقت، ويعد التدخين هو السبب الأساسي لمرض الانسداد.
أما الربو، فيكون بسبب مهيجات الحساسية.
لا يصاب مرضى الربو بالانسداد تلقائيًا ولا يمكن لمرض الانسداد أن يسبب الربو.
مع ذلك، من الممكن أن تجد مريضًا يعاني من الحالتين معًا، يحتاج هذا المريض إلى علاج لكل من الحالتين.
رغم صعوبة داء الانسداد الرئوي المزمن إلا أنه أحد الأمراض التي يمكن الوقاية منه بسهولة وذلك لأن أسبابه واضحة ومعروفة وأهمها هو التدخين الذي يساعد الإقلاع عنه في حماية الجسم من العديد من الأمراض.
References
https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/copd/symptoms-causes/syc-20353679
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/8709-chronic-obstructive-pulmonary-disease-copd