لماذا يعد دار الحجر أعجوبة معمارية ؟؟

لماذا يعد دار الحجر أعجوبة معمارية ؟؟
دار الحجر

يقف على أحد الأودية الخصبة شمال غربي صنعاء، دار الحجر وسط سندس الوادي الأخضر مشرئبًا بعنق مطرز، يعانق بطن السماء بعد أن تربع حجرًا جيريًا عملاقًا، فتلك القصر يعد من عجائب العمارة اليمنية التاريخية بلا منازع، فلعل أكثر أمر ملفت في القصر هو هندستة المعمارية المثالية والفريدة بدولة اليمن و التي أظهرت من خلالها  المبنى وكأنه نبت من وسط الصخور التي يتربع على قمتها، حيث أنه يعتبر الوحيد الذي يقع وسط واحة خضراء هادئة.

أهمية دار الحجر

دار الحجر أو كما يطلق عليه قصر الإمام، والذي يقع في  وادي ظهر على بعد حوالي 15 كيلومترًا من العاصمة اليمنية صنعاء، فهو محاط ببساتين وارفة من العنب والرمان والخوخ والتين والسفرجل الذي يتوسط المنطقة مما يوحي أن اختيار مكانه تم بعناية فائقة ليكون قصرًا لملوك الدولة السبئية ثم أصبح  مقرًا صيفيًا لباقي ملوك اليمن خلال الفترات اللاحقة قبل أن تتخذه الحكومة اليمنية في العام 1962 متحفًا ومعلمًا سياحيًا، حيث أنه يعد رمز أثري لدولة اليمن كما أنه يحتوي علي بعض مقتنيات الإمام.

عظمة البناء

فقد تم تشيد دار الحجر علي صخرة جبلية ترتفع حوالي 35 مترًا عن سطح الأرض، على أنقاض قصر سبئي القديم حيث كان  يعرف بحصن (ذي سيدان) والذي بناه الحميريون عام 3000 قب الميلاد، ولكن قام الأتراك بتدمير قبل 400 عام، وأعيد ترميمه في بداية القرن العشرين على يد الإمام يحيى حميد الدين بعد أن توارثه عدد من الملوك اليمنيين قبله.

فقد تم بناء القصر على الطراز المعماري اليمني من خلال ممر واسع اتخذ كحوش مرصوف بأحجار توصل إلى استراحة، حيث أنه يقع بالجزء الشمال المفرج لتلك المجلس الكبير الذي يطل علي حوض مائي دائري والذي تم بنائه بالحجر الأسود حيث أخذة الملوك موقعًا لهم لستقبال كبار الضيوف .

كما تحتوي الأدوار الأولى علي غرف الحراسة وعمال القصر ولكن الدور الثاني بالقصر يحتوي علي بئر تم حفرة بالصخر لبناء دار الحجر عليه حيث يصل عمقة إلى  70 مترًا، كما يوجد مغارات متوسطة حفرت في الصخر حيث تم استخدمها كمقابر خاصة  لسكان القصر .

دار الحجر
دار الحجر

أغرب غرف دار الحجر

يقع داخل القصر بالدور الثالث العديد من الغرف العائلية ذات الجهات المختلفة وذلك حسب فصول السنة، فهناك غرف لفصل الصيف  حيث يكون الهواء بها  باردًا  جدًا  فمجرد فتحة بسيطة في نوافذها، وأخرى باتجاه الشمس تظل دافئة طوال الشتاء، ولكن مايميز تلك الغرف أن إطلالتها بانورامية أخاذة على المنطقة الخلابة التي تحيط بها مزارع الفواكة والأنهار الجارية خصوصًا خلال فصل الصيف.

كما يوجد شرفة واسعة مزودة بمزاريب وأحواض مائية كانت تستخدم للغسيل، إضافة لغرف النوم المزودة بخزانات جدارية لحفظ الملابس والمجوهرات والمقتنيات الثمينة وكوات واسعة تتخللها فتحات تستخدم كبرادات طبيعية لمياه الشرب، إضافة إلى فتحات أخرى خصصت للحراسة تسمح بمراقبة محيط القصر.

ويوجد أيضًا بالأدوار العلوية الخاصة بالمك وعائلتة غرف ومفارج واسعة كي يستمتعون بأكبر قدر من رؤية المناظر المحيطة بالقصر، حيث تتوسطها نوافذ زجاجية واسعة تعلوها القمريات حيث تحتوي علي قطع مزخرفة نصف دائرية تعلو النوافذ صنعت من الرخام أو كما يطلق عليه الجص المنقوش المزين بالزجاج الملون،والذي يمنح الضوء المتسرب للغرف والأجنحة ألوانًا شتى تزيد المكان رونقًا وجمالًا فريدًا.

فتلك القصر يعد قيمة أثرية وتاريخية، كما أنه من أهم المعالم السياحية التي لا تنقطع عنها الوفود السياحية المحلية طوال العام، بالإضافة إلى الأهمية الكبيرة التي حظي بها من قبل السياح الأجانب، فكل من قام بزيارة تلك المكان يصابهم الدهشة من دقة وغرابة البناء.