استطاعت دولة الإمارات في الخمسين سنة الماضية أن تحافظ على موقعها في الخارطة العالمية كدولة قوية اقتصاديًا وصاحبة إنجازات علمية وإنسانية، كما أنها دولة تتبنى نهج الانفتاح وتقبل الآخر لذلك نرى فيها حوالي تسعة ملايين شخص من أكثر من مائتي جنسية مختلفة يعيشون فيها للعمل أو الدراسة أو الاستثمار هم وعائلاتهم. وفي إطار تلك الأجواء فقد اعتمدت الحكومة إعطاء الجنسية الإماراتية لفئات معينة سنتعرف عليها هنا وكذلك نطلع على شروط الحصول على الجنسية الإماراتية.
تعديلات قانون الجنسية
تسعى حكومة دولة الإمارات إلى استقطاب العقول التي تساهم بمسيرتها التنموية، وفي هذا السياق أعلن الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة عن اعتماد تعديلات قانونية تتيح منح الجنسية والجواز الإماراتي للفئات المتخصصة في مجال عملها وعائلاتهم.
الفئات المستفيدة من قانون منح الجنسية
اعتمدت حكومة الإمارات إعطاء الجنسية والجواز الإماراتي لفئات محددة يتم ترشيحها عن طريق مجلس الوزراء أو الدواوين والمجالس المحلية، وذلك بعد فحص صحيفتهم الجنائية، وعلى المستفيدين من هذا القانون الالتزام بالقوانين السارية في الدولة، وإبلاغ الإدارة المختصة في حال اكتسابه جنسية أخرى، ومما يستأهل الذكر أن حصول شخص على الجنسية الإماراتية من الممكن أن يؤدي لمنحها لأفراد محددين من أسرته من بينهم الزوجة والأبناء.
ويستفيد من هذا التعديل الفئات الآتية:
- المستثمرين ورواد الأعمال.
- أصحاب المهن التخصصية مثل الأطباء والعلماء.
- أصحاب المواهب من المثقفين والفنانين والمخترعين.
تُمنح هذه الفئات الجنسية بناءً على ضوابط وشروط حددتها اللائحة التنفيذية لقانون الجنسية الإماراتية، والأهم من أن التعديلات الأخيرة سمحت للحاصلين على الجنسية بالاحتفاظ بجنسياتهم الأساسية، مما يشير إلى تقدير دولة الإمارات لأصحاب الكفاءات والمواهب واستقطابهم ليكونوا جزءًا من النسيج الاجتماعي للدولة.
شروط الحصول على الجنسية الإماراتية
- يشترط أن يكون المستثمر مقيمًا داخل دولة الإمارات وأن يكون مالكًا لعقار في الإمارات نفسها بقيمة محددة (وليس شقة)، وأن يكون استثماره ذو فائدة لدولة الإمارات (مصنع، مشروع تجاري..).
- الأطباء المتخصصين يكون لهم أبحاث ودراسات لها قيمة علمية، أو يكون متخصص في مجال فريد من نوعه، أو له إنجاز علمي كاختراع دواء أو مصل أو أبحاث تطبيقية على مرضٍ ما، كذلك ينبغي أن يكون مقيمًا في الدولة لما لا يقل عن عشر سنوات ، وأيضًا يكونوا حاصلين على عضوية في منظمة عالمية كبيرة ومُعترف بها أو هيئة معروفة داخل الدولة.
- بالنسبة للعلماء والباحثين وأساتذة الجامعات لابد ألا تقل خبرتهم عن عشر سنوات، ولهم إسهامات علمية بارزة، أو حاصلين على جوائز عالمية أو براءة اختراع من جهات معروفة، وفي نفس الوقت يمثل هذا الاختراع منفعةً اقتصادية لدولة الإمارات.
ويُذكر أنه ليس من حق أي أستاذ دكتور جامعي المطالبة بالجنسية الإماراتية إلا بعد الكشف عن إنجازاته وترشيحه من جهة عمله.
مزايا الحصول على الجنسية الإماراتية
يُشار إلى أن دستور دولة الإمارات لا يفرق بين الوافد والمواطن، فجميع الناس سواسية، ويُعاملون أمام القانون بنفس الشكل، ولكن عند اكتساب الجنسية الإماراتية يتمتع الشخص بميزات غيرموجودة بالدستور وهي مميزات:
- الحق في الإقامة داخل البلاد
- الاستفادة من خدمات الدولة الحكومية ودعم الدولة وأحقية الحصول على فرص وظيفية في القطاع الحكومي والخاص.
- الحصول على الحماية القانونية داخل الدولة وخارجها.
- يحظى ممنوح الجنسية بحق الرعاية الصحية المجانية في جميع المستشفيات، وحق التعليم المجاني من رياض الأطفال وحتى التعليم العالي في الجامعات الحكومية.
- تسهيل الحصول على السكم من خلال نظم إسكان المواطنين.
- حق ملكية العقار
- ميزة الاستثمار
- الحصول على تراخيص مباشرة باسمه.
- حرية السفر دون الحاجة لتأشيرة لدخول معظم الدول إذ يمكن لحامل جواز السفر الإماراتي دخول 160 دولة دون الحصول على تأشيرة.
- اكتساب حق سياسي للمشارك في الانتخابات الوطنية.
جواز السفر الإماراتي
تصدر جواز السفر الإماراتي جوازات السفر العالمية من حيث القوة، لكونه يدخل عدة دول دون الحاجة لتأشيرة، كما زاد نفوذه بعد إعفاء المواطنين من تأشيرة “شينجن” لدول الاتحاد الأوروبي.
وبدأت وزارة الداخلية بإصدار جوازات سفر إلكترونية وجوازات مقروءة آليًا وفق متطلبات الانفتاح التكنولوجي، حيث تُخزن بيانات الفرد على رقاقة إلكترونية في الصفحة الأخيرة من الجواز والتي تكون مشفرة منعًا للتزوير.
هل يمكن سحب الجنسية الإماراتية
ينبغي على الشخص الذي اكتسب جنسية دولة الإمارات وأصبح مواطنًا إماراتيًا أن يلتزم بما يُسن فيها من قوانين والولاء للدولة بدايةً بقسم اليمين، وفي حالة حدوث تصرف مُخل بالأمانة أو الشرف يتم سحب الجنسية من الشخص نفسه ولا تتأثر عائلته، ولكن في حين أن الخلل مس الدولة بشخصها أو أمنها كالتحاقه مثلًا بعمل عسكري مع دولة أخرى دون موافقة رسمية، فإن الجنسية تسقط عنه وعن عائلته بعد إتمام الإجراءات والتحقيقات.