الفوارات..أعجوبة البُحيرات رغم الغليان

قد تكون البحيرة مكاناً نقصده في أيام الطقس الحار والصيف، وذلك طلباً للبرودة والاستجمام ولكن ماذا لو كانت البحيرة تغلي وتفور من ارتفاع حرارتها؟ فمن أجمل هذه البحيرات بحيرة الغليان أو كما يطلق عليها  بحيرة الفوارات،  وهي ثاني أكبر البحيرات الحارة في العالم ، حيث تصل درجة حرارة حوافّها إلى 180-197 درجة فهرنهايت،  بينما تتركز الحرارة القصوى في مركزها والتي لم يتمكن أحد من قياس درجتها  ، لتضع فوقها الغيوم الكثيفة الناتجة عن بخارها القوي .

ما وراء الغليان

تقع البحيرة في جزيرة دومينيكا في البحر الكاريبي ، وذلك في منطقة تشبه مجرى الحوض الكبير، تلك المنطقة المميزة تقع في محيط البركان والتي تنبعث منها الغازات الهاربة من الحمم المنصهرة أسفله. فعلى مساحة قدرها  61 متر وعمق يصل إلى 76 متر. حيث  تُعد البحيرة الثانية عالميا في ارتفاع درجة الحرارة بعد بحيرة روتوروا في الجزيرة الشمالية لنيوزيلاندا. كما يعتقد العلماء أن تشكل البحيرة عائد لتصدع  في الأرض حيث تسمح بتنفيس الغازات الساخنة من الحمم المنصهرة لسطح الأرض و من ثم يتم غمرها بالمياه لتشكل هذه الظاهرة الطبيعية الفريدة.

كما أن البحيرة لا يوجد لها طريق مباشر ، فهناك ارتفاع يصل إلى حوالي 8.1 ميل (13 كم) إلى البحيرة من أقرب طريق . ويمكن تقسيم الارتفاع إلى ثلاثة أجزاء ، والتي تأخذ حوالي ساعة واحدة لكل منهما . فالجزء الأول يبدأ في Laudat ، من خلال خانق TITOU لينتهي عند نهر الإفطار ، حيث يتمكن المتجولون من الحصول على الماء العذب . ولكن لا يزال الجزء الثاني “مورن نيكولز” مرتفع إلى نحو 3168 قدم ، وينتهي في الجزء العلوي من وادي الخراب . أما الجزء الثالث يبدأ في وادي الخراب ، يليه الارتفاع المليئ بالعيون الكبريتية والحمامات الساخنة ، حتى تصل في النهاية إلى الذروة التي تطل على البحيرة الغليان .

عجائب البحيرة

فغريب أن البحيرة تقع في قاع حوض كبير يشبه المجاري. بشكل أكثر دقة ، ليكون مغمور بالمياه ، يقع  بالقرب من البركان ، والذي ينبعث منه البخار والغازات المتسربة من الصهارة المنصهرة أدناه. فحاليًا ، يمكن رؤية البحيرة من حافة عريضة على قمة جرف على ارتفاع 100 قدم (30 مترًا) مباشرة فوق شاطئها. تحيط الجدران الصخرية العالية وتشكل الحوض.

كما يمكن رؤية مياه البحيرة ذات اللون الأزرق الرمادي بسهولة في حالة الغليان المتدحرج الدائمة والتي تبدو وكأنها وعاء عملاق من الماء يطبخ ويتبخر على موقد. تتجدد مياه الحوض من خلال هطول الأمطار ومديرين صغيرين يصب في المنطقة. ثم يتسرب الماء إلى الصهارة ويتم تسخينه إلى درجة الغليان. يؤدي الممر عبر منطقة بركانية أخرى تسمى وادي الخراب. الهواء حول المنطقة حار ، مشبع بالبخار ، ورطب ، مدعوم برائحة الكبريت الحادة. ومن المعروف أن المنطقة كانت مليئة بالأبخرة والغازات التي تتسرب من فقاعات وغليان أواني مياه الكبريت ، والرشاشات الصغيرة والسخانات ، والشقوق والثقوب ، وتيار صغير يمر عبر وتحت التضاريس. بخاخات بخار صغيرة غير مرئية سوف تحرق الكاحل أو القدم بسهولة.

السياحة بالبحيرة

فالبحيرة تعد من الأماكن السياحية التي ينجذب إليها السيّاح من مختلف أنحاء العالم حيث تتميز بطقسها الجيد والمميّز وعيونها الكبريتية وحماماتها  ذات المياه الساخنة المفيدة.حيث يستمتع الزوار بالإستمتاع بإطلالة ارتفاع المناظر الطبيعية الخلابة الرائعة والتي تستغرق حوالي 3 ساعات في كل اتجاه ، مع الاستمتاع باطلالة البانورامية لوادي الخراب ، حيث البخار وغليان المياه السطحي من خلال العديد من الفتحات مع امكانية رؤية بحيرة الغليان.

كما يستمتع الزوار بالاستمتاع بإطلالة بانوراميه لوادي الخراب ،حيث البخار وغليان المياه السطحي من خلال العديد من الفتحات مع امكانية رؤية بحيرة الغليان .