كيف تستعد فراشة الملك للهجرة ؟؟

كيف تستعد فراشة الملك للهجرة ؟؟

فراشة مونارش أو فراشة الملك ، والتي تعد أحد أنواع الفراش الكبير المتميز بلونه البرتقالي الأسود، فهي مشهورة بستعداتها للهجرة العجيبة و الغريبة. حيث تتواجد فراشة مونارش في أمريكا الشمالية و قد انتقلت إلى استراليا خلال القرن الثامن عشر من خلال رحلتها الطويلة عبر الجنوب المحيط الهادئ. فهي تشتهر برحلاتها لمسافات طويلة جدا تصل إلى 4000 كيلومتر أحيانا.

كيف تبدأ الهجرة؟؟

ففي كل عام في الأسابيع الأخيرة من فصل الخريف تهاجر ملايين الفراشات إلى جبال سييرا نيفادا في وسط المكسيك عبر رحلة تصل إلى 4000 كيلومتر من شمال الولايات المتحدة الأمريكية و كندا إلى الجنوب في ولاية ميتشوكان الدافئة بالمكسيك لقضاء فصل الشتاء. و لقطع مثل هذه المسافات الشاسعة فإن فراشة الملك تستغل الرياح الحارة الصاعدة لتعينها على قطع هذه المسافات الشاسعة، حيث تقطع يوميا مسافة تصل إلى 80 كيلومتر و تستغرق الرحلة شهرين لتصل إلى وسط العاصمة المكسيكية إلى غاباتها الدافئة.

عجائب هجرة الفراشات

فالفراشات وهي تتراكم على الشجرة تشبه أوراق ملونة أو أزهار تستعد للتفتح لها الكثير والكثير من الألوان وفي الحقيقة هذه الفراشات تسمى فراشات الملكة واحدة من أكثر الأنواع المعروفة في شمال أمريكا ، عندما تُذكر الحيوانات المهاجرة عادة نفكر في الطيور وبعض الحيوانات ولكن أول مرة تسمع عن أن هناك فراشات تهاجر أيضًا ولكن يجب أن تعرف أن هناك أيضًا بعض أنواع الحشرات التي تقوم برحلات الهجرة والمحظوظ هو الذي يقسم له القدر وتقع هذه الموجات من الهجرة أمام عينيه مصادفة.

في السنوات الأخيرة تتغير أعداد الفراشات المهاجرة في الشتاء إلى المكسيك تغيرات كبيرة ففي بعض السنوات يمكن أن تقل أعدادها بنسبة 75% ولحسن الحظ هذه الظاهرة ليست مُقلقة بشكل كبير حيث أنه يتم مضاعفة العدد في السنة المقبلة

والمفاجأة أن كل أنواع الفراشات تهاجر في جميع الدول ولكنها في أمريكا الشمالية تهاجر مسافات أكبر حيث أن فراشات الملكة لا تحب الطقس البارد فحينما تبدأ بردوة الطقس في الشمال تقوم الفراشات بالهجرة إلى الغرب أو الجنوب لمناخ أكثر دفئًا   وبالرغم من كثرة ألونا هذه الفراشات إلا أنها تستخدم هذه الألوان وتُعدل منها لكي لا تُرى على الأشجار سواء أكان تخفيها على شكل ورقة أو جزء من الغصن

كما تعد فراشات الملكة حساسة جدًا للشمس فهي تستطيع تتبع الفصول عن طريق الشمس كما أن الفراشات التي تهاجر إلى المكسيك كل سنة لا تكون أبدًا هي نفسها التي سافرت العام الماضي ورغم ذلك يستطيعون إيجاد نفس المناطق التي كان فيها آباءهم في السنة الماضية وذلك يتكرر سنة بعد سنة ولا يزال العلماء لا يعرفون كيف تستطيع الفراشات العودة كل سنة لنفس المكان رغم أنهم لا يعرفونه من العام الماضي ولكن بعض الأبحاث تعتقد أنها تستخدم المجال المغناطيسي للأرض لتوجيه نفسها والتعرف على أماكن الرحلة.

هجرة فراشة الملك

سياحة من أجل الهجرة

كما تقوم الحكومة المكسيكية بتنظيم الرحلات السياحة المقننة إلى مناطق تجمع الفراشات بحيث تكون مزارًا سياحيًا رائعًا يستمتع فيه السياح بتصوير تجمعات الفراشات على الأشجار وحول برك المياه حيث يظل جناحي الفراشة مقفلين طوال الليل وحين تشعر الفراشات على الشجرة بشروق الشمس تفتح كل فراشة جناحيها في مشهد درامي جميل جدًا أملًا في اكتساب بعض الدفء فطول جناح الفراشة الملكة يبلغ من 3.5 إلى 4 بوصات (8.75 سم إلى 10سم) ويكون الذكور حجمها أكبر من حجم الإناث كما أن الخطوط السوداء على أجنحة الذكور يكون عددها أقل من الإناث وتوجد بقعة سوداء في منتصف الجناح لدي الذكور

دراسات العلماء

فمعظم أجنحة الفراشات من هذا النوع يكون لونها برتقالي إلا في بعض الطفرات تجد ما  يكون لون جناحها أبيض ولكن هذه الطفرة تكون نادرة جدًا و تملك كل فراشة 6 أرجل تستخدم فعليًا منها 4 أرجل فقط ويكون لون جسمها أسود أو أصفر أو أبيض

ويعتقد العلماء أن الألوان اللامعة للفراشات تستخدمها للتحذير كما أن هذا النوع من الفراشات سام ويمكن لسمها أن يجعل الحيوانات تمرض بحيث لا تعود للتعرض لها ثانية ويأتي السم من نباتات الصقلاب التي تتغذى عليها في صغرها وهي يرقة ولكن هذا السم لا يعمل عند بعض أنواع الطيور ولكن هذه الأيام تواجه الفراشات الملكة بعض المخاطر حيث أن نباتات الصقلاب التي تتغذى عليها بدأت في التناقص كما أن تغير المناخ  يؤثر على هجرتها وأجيالها كما أن العلماء يخافون عليها من الكوارث الطبيعية.