متى دخلت الكهرباء مصر؟.. ومن هو شارل ليبون ؟

تاريخ الكهرباء في مصر منذ البداية وحتى الأن

متى دخلت الكهرباء مصر؟.. ومن هو شارل ليبون ؟
كيف ومتى دخلت الكهرباء مصر؟: المحايد الإخباري

غالبًا قد لا يعلم الكثيرون متى دخلت الكهرباء مصر، ومن صاحب فكرة دخولها لمصر، ومن أين بدأت رحلة الكهرباء في مصر.

ونحن بدورنا في هذا المقال نعود بعجلة التاريخ  لتقصي الحقائق وتأكيد المعلومات.

نبحث في كتب التاريخ والوثائق لتقديم الكثير من النوادر، والأرقام التاريخية، والتاريخ الرسمي لدخول الكهرباء في مصر، وسنتعرف على رائد الكهرباء في مصر شارل ليبون.

نبدأ الرحلة لنعرف متى دخلت الكهرباء مصر؟

في يوم 21 أكتوبر عام 1879 قدم توماس إديسون اختراعه العظيم المصباح الكهربائي.

نجاح توماس إديسون جاء بعد أكثر من 20 محاولة فاشلة وسنوات طويلة  من التجارب والأبحاث.

مدة عرض مصباح إديسون الكهربائي الأول استمرت 40 ساعة متواصلة.

وهذا كان رقم عظيم جدًا في حينها وخاصة أن المصباح كان ساطع، وآمن، والأهم أنه كان قليل التكلفة.

بسرعة، إنتشرت المصابيح الكهربائية والكهرباء في دول العالم المتقدمة مثل فرنسا وانجلترا.

المصباح الكهربائي والكهرباء حرفيًا هم البداية الحقيقة لكل التطور الذي يشهدة العالم حالياً، ونهاية لظلام البشرية منذ خلق سيدنا آدم.

ماهو عاز الإستصباح؟

في عهد الخديوي إسماعيل، وتحديدًا منذ عام 1863 كانت هناك إضاءة بالمصابيح في مصر وفي القاهرة تحديدًا.

الإضاءة والمصابيح في ذلك الوقت لم تكن بالكهرباء بشكلها المعروف حاليًا، ولكن كانت بما يُسمى بغاز الإستصباح.

متى دخلت الكهرباء مصر ومن هو شارل ليبون؟

الإضاءة والمصابيح كانت فقط في قصور الأمراء، والنبلاء، والأثرياء، وكانت الشركة المسئولة عن غاز الإستصباح شركة مملوكة لرجل أعمال فرنسي يُدعى شارل ليبون.

بعدما قدم توماس إديسون اختراعه المصباح الكهربائى للعالم بفترة وجيزة.

شارل ليبون صاحب شركة غاز الإستصباح فكر في إدخال الكهرباء والمصباح الكهربائي لمصر.

سريعًا، وفي عام 1893، تقدم شارل ليبون بطلب للحكومة المصرية في حينها لإدخال الكهرباء لمصر وأن يكون هو المسئول عن المشروع ومموله ومالكه.

الحكومة المصرية وافقت على طلب شارل ليبون.

ووضعت بعض الشروط الصعبة للموافقة على المشروع.

وأول الشروط وأصعبها، أن يكون المشروع لفترة تجريبية لمدة 5 سنوات، وفي حالة فشل المشروع يُلغي المشروع والفكرة من الأساس.

شارل ليبون، وبعقلية رجل الأعمال المغامر قبل التحدي.

وسريعًا، منحت الحكومة المصرية شارل ليبون حق إنتاج الكهرباء في مصر لمدة 20 عام قابلة للتجديد في حالة النجاح ومن هنا بدأت رحلة الكهرباء في مصر.

مصر الأولى عالميًا في الدخول لمجال توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية 1911

يُسجل التاريخ أن محطة المعادي للطاقة الشمسية والتي بنيت في مصر وتم انشاؤها على يد المهندس الأمريكي فرانك شومان، هي أول محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في العالم.

ولقد كان فرانك شومان باحث، ورائد ومُتخصص مجال الطاقة الشمسية.

بعد رجل الأعمال الفرنسي شارل ليبون رائد الكهرباء في مصر، يأتي المهندس الأمريكي فرانك شومان كثاني أجنبي مشارك بقوة في تاريخ الكهرباء المصرية.

محطة المعادي كانت تحتوى على 5 جامعات ضخمة للطاقة الشمسية، وكانت كُل جامعة منها بطول 62 مترًا وبعرض 4 أمتار، وتفصل بين الجامعة والأخرى 7 أمتار.

ومن الجدير بالذكر أن العمل في تشغيل المُحركات استمر تقريبًا لفترة أقل من عام.

متى دخلت الكهرباء مصر؟ التاريخ الكامل والحكاية من البداية

مع مطلع عام 1894، أنشأ شارل ليبون وشركته أول مصنعين للكهرباء، المصنع الأول في القاهرة والمصنع الثاني في الأسكندرية.

في شهر مايو عام 1895، تم افتتاح أول محطة مصرية  لتوليد الكهرباء من مادة الفحم الحجري، وكانت المحطة في مدينة القاهرة.

قدرة المحطة كانت ضعيفة ولكنها كانت مجرد بداية وسوف يتبعها التطوير والتحديث.

بعد محطة القاهرة بفترة وجيزة جدًا لا تتعدى الشهرين, تم افتتاح محطة الأسكندرية وكانت في منطقة كارموز في الأسكندرية.

محطة الأسكندرية كانت البداية الفعلية لدخول الكهرباء.

وكانت فاتحة الخير على شارل ليبون، وعلى الكهرباء في مصر، وعلى الأسكندرية، وعلى مصر كلها.

محطة الأسكندرية سبقت محطة القاهرة في الإنتاج والدخول للخدمة.

هل يعني ذلك أن الكهرباء دخلت الأسكندرية قبل القاهرة ؟

نعم دخلت الكهرباء الأسكندرية وبدأت فيها قبل القاهرة، والموضوع نجح فيها نجاح باهر فاق كل التوقعات.

وفي الأسكندرية في ذلك كان هناك العديد من الجاليات والأجناس من كل مكان في العالم ولذلك غالبًا كان الاهتمام بها أكبر.

منزل المحامي الفرنسي مانولدى أول منزل تدخله الكهرباء في بر مصر

المحامي الفرنسي الشهير مانولدي، والمُقيم بالأسكندرية هو أول من تقدم بطلب لشركة الكهرباء بالأسكندرية لتوصيل الكهرباء لمنزله.

وبالفعل تمت الموافقة على طلب مانولدى من شركة الكهرباء.

تم توصيل الكهرباء لمنزل المحامي مانولدي.

وبهذا يُعد منزل مانولدي هو أول منزل أو مكان تدخله الكهرباء العمومية في مصر والشرق الأوسط بالكامل.

الاشتراك باللمبة

الكهرباء كانت مقتصرة في ذلك على الإضاءة فقط وكانت تدخل للبيوت بعدد اللمبات.

الكهرباء التي دخلت لمنزل مانولدي كانت بقوة 10 لمبات.

وتم تركيب عداد رقم 61184 في منزل مانولدي بمعرفة الكهربائي نحمان وهو أول فني كهرباء في بر مصر.

مانولدي دفع في حينها رسوم اشتراك وتوصيل 5 فرانك، وهو رقم كبير جدًا في حينها وكان الحساب آخر الشهر باللمبة.

بعد مانولدي، توالت الطلبات والاشتراكات.

وكانت غالبًا في البنوك، والقنصليات، والجمعيات، والمسارح وكل ذلك كان في الأسكندرية فقط.

الكهرباء كانت تصل للمشتركين من قبل غروب الشمس بنصف ساعة، وحتى بعد شروق الشمس بنصف ساعة، وباقى اليوم لا توجد كهرباء وبمعنى أدق كانت الكهرباء للإضاءة فقط.

أول كنيسة دخلتها الكهرباء في بر مصر، كانت الكنيسة الإنجيلية في الإسكندرية بتاريخ 26 فبراير 1896.

أول مسجد تدخله الكهرباء، كان مسجد النبي دانيال في الأسكندرية بتاريخ 14 يناير 1901، أي بعد دخول الكهرباء للكنيسة الإنجيلية بخمس سنوات كاملة.

الحكومة المصرية مشكورة كانت قد أصدرت مرسوم بتخفيض رسوم الكهرباء للمساجد والكنائس بنسبة 10% عن باقى المنشأت.

الكهرباء في الإسكندرية كانت تنتشر من مكان لمكان بسرعة كبيرة، وأيضًا بدأت الكهرباء تنتشر في القاهرة.

حتى عام 1904 كانت الكهرباء محصورة في القاهرة والإسكندرية فقط.

في بدايات عام 1904، الحكومة المصرية استحدثت مصلحة جديدة تُسمى مصلحة البلديات، من أجل أن تتولى عملية إدخال الكهرباء للمدن الكبيرة وعواصم المحافظات المختلفة.

الزقازيق هي أول مدينة في مصر، بعد القاهرة والأسكندرية تدخلها الكهرباء عام 1909، وتلتها مدينتا بني سويف وأسيوط عام 1911.

حتى ذلك الوقت كانت أمور الكهرباء تسير على مايرام، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.

وجاءت الحرب العالمية الأولى وعطلت الأمور كثيرًا، ولك أن تتخيل عزيزي القارئ أن حتى عام 1923 كانت الكهرباء العمومية قد وصلت فقط لست مدن مصرية.

انتهاء الحرب والعودة للمسار الصحيح

بعد عام 1923، وبعد انتهاء الحرب عادت الأمور للمسار الصحيح.

وبدأت الكهرباء تنتقل من مدينة لأخرى، ومن حي لحي، ومن بيت لبيت ولكن ظلت القاهرة والأسكندرية تحتفظان بنصيب الأسد من حصة الكهرباء في مصر.

زيادة عدد محطات توليد الكهرباء في مصر والوصول للرقم 73

مع بدايات عـام 1936، كان قد وصل عدد محطات توليد الكهرباء لعدد 73 محطة.

وزادت قدرة شبكة الكهرباء المصرية ووصلت لنحو195 ميجاوات.

وكانت نسبة المحطات البخارية 72% من ذلك الرقم، وكانت محطات الديزل مشاركة بنسبة 27%، باللإضافة لمشاركة المحطات المائية بنسبة 1%.

وكان كل الانتاج من الطاقة في ذلك الوقت شديد التركيز على ثلاث مناطق جغرافية بعينها وهي كالتالي:

القاهرة حظيت بنصيب الأسد بنسبـة 35% من انتاج الكهرباء في مصر.

الأسكندرية كانت الثاني بنصيب 26% بالرغم من أنها كانت مركز الشرارة الأولى للكهرباء في مصر.

وحظى أقليم شمال الدلتا بالكامل على نصيب22%.

وأما باقي الأقاليم المصرية مجتمعة فقد حظيت بنصيب 17% فقط من انتاج الطاقة الكهربائية في مصر.

ترشيد استهلاك الكهرباء قديم في مصر

قد يعتقد البعض من المعاصرين ان  قصة ترشيد الاستهلاك قضية حديثة على مصر، ولكن كتب التاريخ والوثائق تؤكد عكس ذلك.

ترشيد استهلاك الكهرباء موجود في مصر منذ عام 1917، ولقد نشرت جريدة الوقائع المصرية نص قرار حكومي بغلق الأنوار بعد الـساعة السابعة مساء لترشيد الاستهلاك.

وأيضًا نشرت نفس الجريدة بتاريخ 13 أغسطس عام 1917 قرار مجلس الوزراء المصري في حينها باتخاذ بعض الإجراءات التقشفية لترشيد استهلاك الكهرباء، الوقود، والفحم من خلال تخفيض الإضاءة العمومية بنسبة تصل إلى 25% فى العواصم، والمدن والمديريات.

وشددت الحكومة في حينها على عدم استعمال الإعلانات المضاءة، واليافطات ذات الأنوار.

وشمل القرار أيضًا منع الأنوار المُستعملة فى مداخل أو مخارج الحوانيت، والمسارح، والسينماتوغرفات، والفنادق، والأندية العامة بعد الساعة الـسابعة مساء ويستثنى من هذة القرارات الصيدليات فقط.

وذلك بالإضافة إلى إغلاق جميع المطاعم، والمسارح، والمقاهى فى الساعة الـعاشرة مساء.

الحكومة في قرارها، منعت إنارة المصابيح أمام المنازل بالليالى القمرية من كل شهرعربي من الشهور، مع السماح بعد مصباح واحد لكل منزلين أو ثلاث منازل متجاورة لخفض استهلاك الكهرباء.

وجاء في قرار الترشيد أن من يخالف كل القرارات السابق ذكرها يعاقب بغرامة كبيرة في حينها لا تتجاوز 100 قرش صاغ مصري.

تأميم صناعة الكهرباء في مصر

في عهد الرئيس جمال عبدالناصر وبعد الثورة، أممت الحكومة المصرية الكهرباء مثل غيرها من المشاريع الكبرى في مصر.

في ذلك الوقت كان إنتاج الكهرباء زاد جدًا، وخاصة بعد إنشاء السد العالي واستخدامه في توليد الكهرباء من خلال التوربينات.

حتي عام1961، كانت شركة ليبون مازالت مستمرة ولم يتم تأميمها، وفي عام 1961 تم تأميم شركة شارل ليبون (أم الكهرباء في مصر).

فى منتصف الستينيات من القرن الماضي، استحدثت الحكومة المصرية وزارة للكهرباء وهيئة كهرباء الريف.

وكان الهدف من ذلك من أجل توصيل الكهرباء للريف المصري في كل المحافظات.

مع بداية السبعينيات من القرن الماضي، كانت الكهرباء قد وصلت لكل المدن المصرية في كل المحافظات، ولكنها لم تكن قد وصلت لأي مكان بالريف المصري.

دخول الكهرباء للريف المصري بعد طول انتظار

مع بداية السبعينيات من القرن الماضي، بدأت الكهرباء في الدخول للريف المصري.

وبدأت حركة الكهرباء في الانتشار سريعًا من قرية لقرية، ومن كفر لكفر، لكل نجع وعزبة.

دخول الكهرباء للريف المصري كان النقلة الحضارية التي أسست لكل تغير حدث في طريقة حياة الفلاح المصري، الذى عاش سنوات طويلة معزولًا عن العالم.

وأخيرًا، عندما يتم طرح السؤال متى دخلت الكهرباء مصر؟ نتذكر على الفور العظيم شارل ليبون رائد الكهرباء في مصر، ونعود عبر بوابة الزمن لنرى كيف بدأت الكهرباء في مصر، وتاريخ ورحلة الكهرباء في مصر والتي سنتعرض لها في مقالات قادمة بالتأكيد.

متى دخلت الكهرباء مصر
رحلة وتاريخ الكهرباء في مصر:المحايد الإخباري