مدينة أسوان بوابة مصر الجنوبية وتقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، تمتاز بموقع سياحي مدهش.
وهي واحدة من المدن المبدعة المسجلة في قائمة اليونسكو للحرف والفنون منذ عام 2005، إنها مدينة غنية بالثقافة والتراث وعبق التاريخ المصري القديم.
في سطورنا القادمة عزيزنا القارئ، عليك أن تستعد لرحلتنا إلى بلاد الذهب.
معابد في مدينة أسوان
تزخر بلاد الذهب بعدد كبير من المعابد الفرعونية والآثار المصرية القديمة.
معبد أبو سمبل
يقع على الجهة الغربية من بحيرة ناصر “أكبر بحيرة اصطناعية في العالم”.
بني على يد الملك رمسيس الثاني في القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
وكان يعرف باسم “معبد رمسيس المحبوب من قبل آمون”، يشتهر المعبد بالتماثيل الأربعة الضخمة جالسة والتي تزين واجهته.
يوجد معبدان في الموقع، المعبد الكبير المخصص لرمسيس الثاني نفسه، والمعبد الصغير المخصص لزوجته الرئيسية الملكة نفرتاري.
من الجدير بالذكر أنه تم نقل المجمع كلياً إلى مكان آخر في عام 1960 لتجنب غرقه، خلال إنشاء بحيرة ناصر بعد بناء السد العالي في مدينة أسوان.
من المدهش حقاً، أن معبد أبو سمبل يشهد ظاهرة كونية فريدة، حيث تتعامد أشعة الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني تحديداً مرتين في السنة.
جزيرة أجيليكا ومعبد فيلة
تقع في خزان السد القديم لأسوان، على طول نهر النيل في جنوب مصر، وهي تعتبر الموقع الحالي لمعبد فيلة بعد نقله من موقعه الأصلي في فيلة.
عندما غمرت مياه الفيضان معبد فيلة في عام 1902، حينها تم تفكيكه ونقله إلى جزيرة أجيليكا كجزء من مشروع أوسع لليونسكو لإنقاذ الآثار المصرية.
من الجدير بالذكر إنه يمكن الوصول إلى معبد فيلة، عن طريق رحلة نيلية ممتعة.
المسلة الناقصة
هي عبارة عن مسلة فرعونية من الجرانيت الوردي المحمر، وهي غير مكتملة النحت، وتعتبر موقعاً تاريخياً مهماً، وتبعد نحو كيلومتر واحد شرق نهر النيل.
القصة بدأت حينما بدأ العمل في المسلة في عهد الملكة حتشبسوت بغرض نقلها ونصبها في معبد الكرنك بالأقصر.
وبعد أن حفر العمال المصريين القدماء المسلة من ثلاثة جهات، تمهيداً لخلعها من الأرضية وإكمال تجهيزها.
اكتشفوا شرخ فيها يجعلها لا تصلح للنقل، حينذاك توقف العمال عن تكملتها.
ويعتقد أن المسلة كانت ستكون أطول مسلة مصرية على الإطلاق، إذا تم الانتهاء منها.
جزر في مدينة أسوان
لأن موقع بلاد الذهب على الضفة الشرقية لنهر النيل العظيم، بالتالي تتمتع بعدد رائع من الجزر في وسط النيل منها:
جزيرة النباتات
تعتبر جزيرة النباتات من أجمل الأماكن السياحية في مدينة أسوان، وهي جزيرة موجودة في وسط نهر النيل.
وهي مليئة بعدد كبير ومتنوع من أنواع النباتات والأشجار النادرة في العالم.
وقد قام بزيارتها العديد من الشخصيات المشهورة عالميًا مثل الملكة إليزابيث ورئيس وزراء الهند، إنها مكاناً رائعاً للاستمتاع بالطبيعة والمشي على ضفاف النيل.
محمية سالوجا وغزال
وهي إحدى المحميات الطبيعية في جنوب مصر وتعتبر صغيرة الحجم، حيث لا تتجاوز مساحتها نصف كيلومتر مربع.
تقع المحمية بالتحديد عند الشلال الأول على بعد حوالي ثلاثة كيلو متر شمال خزان مدينة أسوان.
جنوبها توجد جزيرة سهيل، ومن الشمال توجد جزر آمون وجزر إسبوسارتي، بالإضافة إلى جزيرة النباتات.
إسمها مأخوذ من أهم جزيرتين في المحمية.
جزيرة سالوجا تعني “الشلال” باللغة النوبية، بينما يبدو أن اسم جزيرة غزال يشير إلى أحد النباتات القديمة التي كانت تنمو على هذه الجزر وليس الحيوان المعروف.
تحتوي المحمية على تنوع من الكائنات الحية من المملكتين الحيوانية والنباتية، بالرغم من صغر حجمها ووجودها في وسط النيل.
ومن أشهر الحيوانات الموجودة في المحمية: الجمال، والماعز، والحمار البري، والضباع والثعلب الأحمر والذي يعبر النهر سباحة ليبني جحر على جزر المحمية.
يعيش بالمحمية أيضاً العديد من أنواع الطيور المقيمة والمهاجرة.
مع كل ما سبق تتميز المحمية بمناظر طبيعية خلابة تجمع ما بين الغطاء النباتي الهادئ والمسطح المائي لنهر النيل.
مما يجعلها مزاراً سياحياً مهماً، ولا سيما إنها تضم أكثر من 90 نوع مختلف من النباتات، وحتى بعض هذه النباتات خاصة بجزر النيل ولا ينبت خارجه.
حدائق ومزارات أخرى
حديقة بلازا درة النيل
تقع حديقة بلازا درة النيل في قلب مدينة أسوان، وتحديداً على الشاطئ الشرقي لنهر النيل.
وقد تم تجديد الحديقة وتحويلها إلى متنزه عالمي يغطي مساحة سبعة أفدنة، تشمل المساحات الخضراء 60٪ من مساحتها.
إضافة إلى ذلك تحتوي الحديقة على عدة نوافير مائية مع نافورة راقصة، وشاشات عرض بلازما.
وأيضاً مقاعد للجلوس وأعمدة ديكورية مستوحاة من التراث المعماري الأسواني.
ومع كل ذلك، تتضمن الحديقة حمامات عمومية وكافيهات، وتوفر أيضاً مواقف للسيارات تتسع لحوالي 200 سيارة.
متحف النوبة
هذا المتحف هو مكان رائع لاستكشاف تاريخ الحضارة النوبية القديمة والتعرف على الثقافة والتقاليد النوبية.
في عام 1997 قبل بناء السد العالي في أسوان، وبعد جهود مكثفة من “اليونسكو” لإنقاذ الآثار المصرية، تم افتتاح المتحف.
هذا المتحف يستوحي تصميمه من المقابر الفرعونية، في تناغم مع البيئة النوبية المحيطة به.
من الجدير بالذكر أن المتحف يحتوي على أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية.
تمثل تلك القطع تطور الحضارة المصرية والتراث النوبي، وكذلك يعرض أيضاً اللغة النوبية وعادات وتقاليد النوبيين.
شارع السوق في مدينة أسوان
استمتع بالتسوق واستكشاف الحرف اليدوية والتحف المحلية في بازار غني بالألوان والحركة.
ويسمى أيضاً “سوق الشريعة”، وهو يعد وجهة مثالية لشراء الهدايا التذكارية في أسوان.
يمكنك العثور على مجموعة متنوعة من المنتجات والسلع، بدءًا من الحرف اليدوية والمجوهرات وحتى الملابس والأقمشة، هذا إذا كنت تبحث عن تجربة تسوق ممتعة وفريدة.
ومع جميع ما سبق، توجد الكثير من الأماكن والمزارات التي تستحق الزيارة في أسوان، لدينا معبد كوم امبو، ومعبد كلابشة.
بالإضافة إلى مسجد الطابية، والتنزه على كورنيش النيل، وجزيرة ألفنتين ومعبد أسوان الشهير، وجزيرة كيتشنر وغيرهم الكثير.
مدينة أسوان ليست مجرد مدينة مصرية عادية، بل إنها تضم في قلبها ثقافتنا وتاريخ أجدادنا الفراعنة.