معلومات ستذهلك عن جنوب أفريقيا

معلومات ستذهلك عن جنوب أفريقيا
الطبيعة في جنوب أفريقيا

 

لأيامٍ خَلَت، إحتلت جنوب أفريقيا صدارة الأخبار حول العالم، بعد نجاحها في تمرير دعواها ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، فماذا نعرف عن دولة جنوب أفريقيا؟ إليك المفاجآت.

معلومات جغرافية وسكانية

جنوب أفريقيا دولة تقع عند الحافة الجنوبية لقارة أفريقيا، تمتلك شريطًا ساحليًا بطول 2.798 كلم، يمتد بين جنوب المحيط الأطلسي غربًا وجنوب المحيط الهندي شرقًا.

يحدها شمالًا ناميبيا وبوتسوانا وزيمبابوي، وشرقًا موزمبيق وسوازيلاند، وفي داخلها تقبع دولة ليسوتو، كجيبٍ تحيط به أراضي دولة جنوب أفريقيا من جميع الجهات.

تبلغ مساحة دولة جنوب أفريقيا 1,331,000 كلم2، وتغطي مساحتها 4% من مساحة قارة أفريقيا، ويبلغ عدد سكانها من 53 مليون نسمة، ويشكلون نحو 6% من سكان القارة.

ومعظم أراضي الدولة عبارة عن هضبة ترتفع حوالي 100 متر عن سطح البحر، وتتخلل البلاد أنهار: أورانج والفال، وينبعان من الشرق ويصبان في المحيط الأطلنطي غربًا، ونهر لومبوبو الذي ينبع من الجنوب ويصب في المحيط الهندي شمال شرق البلاد.

يمتزج في جنوب أفريقيا، أكبر عدد من السكان ذوي الأصول الأوروبية في أفريقيا، وأكبر تجمع سكاني هندي خارج آسيا، وأكبر مجتمع من ذوي البشرة السوداء في أفريقيا، مما يجعلها من أكثر الدول المتنوعة سكانيًا في القارة الأفريقية.

وتتكون الأقلية البيضاء من سكان جنوب أفريقيا، من عناصر أوروبية هاجرت إلى البلاد، من الهولنديين، والألمان والبريطانيين والفرنسيين، وقد أطلق هذا الخليط من العناصر على نفسه تسمية (الأفركانرز)

و هم يتحدثون لغة مشتقة من الهولندية، ممزوجة بكلمات ألمانية وإنجليزية، أطلقوا عليها لغة الأفركانرز، وتتعدد اللغات المحلية المستخدمة في البلاد، لتعدد وتنوع الأعراق فيها،  فيتكلمون بلغات: تسونجه ـ شمال سوتو ـ جنوب سوتو ـ نديبيلي ـ سوازيه ـ ـ فينده ـ خوسا ـ تسوانه.

شغل النزاع العرقي والعنصري بين الأقلية البيضاء والأكثرية السوداء، حيزًا كبيرًا من تاريخ البلاد وسياساتها، وكان الحزب الوطني قد بدأ بإدخال سياسة الفصل العنصري بعد الفوز بالإنتخابات العامة سنة 1948

وقد كان ذات الحزب هو الذي بدأ تفكيك هذه السياسة سنة 1989بعد صراع طويل مع الأغلبية السوداء، ومجموعات مناهضة للعنصرية من البيض والهنود.

معلومات إدارية

تتكون الدولة إداريًا من 12 مقاطعة، وللدولة ثلاث عواصم، فمدينة كيب تاون هي العاصمة التشريعية، وبريتوريا هي العاصمة الإدارية، وبلومفونتين هي العاصمة القضائية، وتُعد جوهانسبرج هي المدينة الأكبر في دولة جنوب أفريقيا، تليها كيب تاون ثم ديربان.

معلومات إقتصادية

تنتج دولة جنوب أفريقيا نحو 40% من المنتجات الصناعية في أفريقيا، وحوالي 50% من المنتجات التعدينية، وحوالي 20% من الإنتاج الزراعي للقارة.

وتشكل الطاقة الكهربائية المستغَلة نحو 50% من طاقة المنتَجة في أفريقيا، وتمتلك حوالي 40% من عدد السيارات، ونحو 50% من عدد الهواتف في القارة.

كما أن دولة جنوب أفريقيا تُعد من أكبر الدول المنتجة للماس والذهب، والفوسفات والبلاتين، والفحم الحجري، والنحاس، والحديد، والمنجنيز، والبلاتينيوم، واليورانيوم.

اقدم 10 معادن تم اكتشافها عبر التاريخ - Tops Arabia
معادن نفيسة

وفي مجال الزراعة تنتج جنوب أفريقيا  القمح، والذرة وقصب السكر، والقطن، وإنتاجها الزراعي يكفي إحتياجات سكانها، ويوفر كل الخامات الأولية المطلوبة للصناعة في الدولة.

معلومات تاريخية وسياسية

كان الملاح البرتغالي بارتولوميو دياس، أول أوروبي يستكشف ساحل جنوب أفريقيا سنة 1488 أثناء محاولته إكتشاف طريق تجاري إلى الشرق الأقصى عبر جنوب أفريقيا.

وفي نوفمبر 1497 دار أسطول من السفن البرتغالية تحت قيادة الملاح البرتغالي فاسكو دا جاما حول رأس الرجاء الصالح، وإكتشف طريقًا بحريًا إلى الهند.

وبحلول 16 ديسمبر من نفس العام أبحر أسطول داجاما باتجاه الشرق، ووصل إلى الهند وفتح طريق “كيب” بين أوروبا وآسيا، ومن هنا بدأت الملاحة عبر طريق رأس الرجاء الصالح، وعَرَف العالم منطقة جنوب افريقيا، وصارت لها أهمية.

وفي سنة 1652 قررت شركة الهند الشرقية الهندية، إنشاء مستوطنة دائمة في كيب، وكان الغرض من إنشاء تلك المستوطنة هو إنشاء قاعدة آمنة، تستطيع السفن العابرة أن تأوي إليها، ويحصُل منها البحارة على الإمدادات الطازجة التي يحتاجونها من اللحوم والفواكه والخضروات، لتخزينها من أجل رحلتهم.

واضطرت الشركة إلى إستقدام مزارعين هولنديين لإنشاء مزارع، ولتزويد السفن العابرة، وتزويد معسكر شركة الهند الشرقية الهولندية بما تحتاجه، وتزايد عدد المجموعة الأولية الصغيرة، وبدأوا في توسيع مزارعهم شمالًا وشرقًا في أراضي الخويخوي (السكان الأصليين)

كما أحضرت الشركة أيضًا حوالي 71.000 من العبيد إلى كيب، من الهند وإندونيسيا وشرق أفريقيا وموريشيوس ومدغشقر، وقد إختلطت كل تلك العرقيات، فتوالد نسلٌ مختلط، سٌمّي بالملونين.

وفي سنة 1805 إحتل البريطانيون كيب، وفي عام 1820 أحضرت السلطات البريطانية حوالي 5000 مهاجر بريطاني ليستقروا في جنوب أفريقيا، وكان كل هدف بريطانيا هو حماية الطريق التجاري الإستراتيجي إلى مستعمرتها: الهند.

ثم كان أن أصبحت جنوب أفريقيا دولة قومية ذات سيادة كاملة داخل الإمبراطورية البريطانية بحلول 1934 وانتهى الحكم الملكي البريطاني للبلاد في 31 مايو 1961 وحل محله نظام جمهوري، إثر استفتاء 1960 الذي أضفى الشرعية على البلاد لتغدو: جمهورية جنوب أفريقيا.

نيلسون مانديلا

بعد وصول الأفريكان القوميين من الحزب الوطني  إلى السلطة في عام 1948 بدأ تنفيذ سياسة الفصل العنصري، فبرز على الساحة سنة 1952 “نيلسون روليهلاهلا مانديلا” في حملة تحدٍّ من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وانتُخب رئيسًا لفرع حزب المؤتمر الوطني بترانسفال.

كان مانديلا  يعمل كمحام، وأُلقي القبض عليه مراراً لأنشطة مثيرة للفتنة، إلى أن أُلقي القبض عليه وأُتهم بالاعتداء على أهداف حكومية، وأُدين بالتخريب والتآمر لقلب نظام الحكم، وحكمت عليه محكمة ريفونيا سنة 1962 بالسجن مدى الحياة.

مكث مانديلا 27 عاماً في السجن، وقامت حملات عديدة للإفراج عنه، حتى أُفرج عنه سنة 1990 وسط حرب أهلية متصاعدة تعم البلاد.

ثم صار بعدها مانديلا رئيسًا لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وقاد المفاوضات مع الرئيس دي كليرك، لإلغاء نظام الفصل العنصري، وأُقيمت إنتخابات متعددة الأعراق سنة 1994 وقاد فيها مانديلا ـ حزب المؤتمر الوطني إلى الفوز.

مانديلا و.. دي كليرك، فازا مناصفة بجائزة نوبل للسلام 1993

وتم تنصيب مانديلا كأول رئيس أسود للبلاد، وذلك في بريتوريا في 10 مايو 1994 وتابع مراسم التنصيب عبر البث التليفزيوني حوالي مليار مشاهد حول العالم، وحضر الحدث 4000 ضيف، من قادة العالَم، من خلفيات متباينة.

هذه جنوب أفريقيا، الأمة العظيمة، والتي وضعت إسرائيل لأول مرة في تاريخها في قفص الإتهام، وأحرجت كل القوى الإقليمية والدولية، حتى لَكَاَنّ قطبًا متفّردًا جديدًا في العالم قد وُلد، إسمه: جنوب أفريقيا.