كيف تهدد التغيرات المناخية ماموث العملاقة ؟؟

العالم مليء بالغرائب الطبيعية المثيرة للتأمل والاستكشاف ، فهناك كثير من الأشجار تحمل بداخلها كثير من الأسرار والغموض ومنها الماموث العملاقة والتي تحمل أبعاد هائلة لفروعها الخارجية ، كما أنها تشبه الأنياب الحقيقية للماموث ولكن ما وراء غموض تلك الشجرة الغريبة ؟؟

تكوين الماموث

كاليفورنيا الأحمر أو السكويا العملاقة أو كما يطلق عليها الماموث العملاقة ، فيمكن إيجادها بشكل طبيعي في مناطق شمال كاليفورنيا، واشنطن وأوريغون ، فهي تعد من الأنواع الوحدية الحية والتي تعتبر إحدى ثلاثة أنواع من الأشجار المخروطية  من فصيلة السرويات، مع السكويا دائمة الخضرة وسكويا الفجر، فعادة ما يطلق اسم سكويا للإشارة إلى سكويا العملاقة التي تنتشر بطريقة طبيعية فقط في السفوح الغربية لجبال سيرا نـفادا و كاليفورنيا  فتلك النوع من الأشجار المتحملة جدًا لم يعرف عنها أنها ماتت عن كبر أو مرض أو هجمات الحشرات .

فتلك الشجرة تعد من أكبر الأشجار في العالم والأطول عمرًا فهي تنمو بطول حوالي 5إلى 8 سنتيمتر، كما يزيد ارتفاع بعضها عن 88 متر، بينما يقدر قطر بعضها بأكثر من تسعة أمتار وتبلغ أقدم السكويات حوالي 3,500 سنة ، كما يتراوح سمك قلف أشجار السكويا العلوية ما بين 15 و30 سم.

كما تتكون الماموث بأخاديد عميقة ، فلونها الفريد يتكون بين البني المحمر والبني القرفي ، لكن لون الخشب  أحمر  فاتح ، لكن عندما يتعرض الخشب للعوامل الجوية، يتحول إلى الأحمر الداكن كما يتميز خشبها الخام بالمتانة والقيمة حيث يمكن للشجرة الواحدة أن تعطي كمية قد تصل إلى 1,130 متر من الخشب الخام.

بينما تتميز شجرة السكويا  بأنها  دائمة الخضرة ، حيث تشبه أوراقها الحراشف نظرًا إلى وضع الأوراق الذي يكون موازيًا للغصون فيما تعد قمتها حادة وبارزة ، فهي تأخذ شكل المخروط الخشبي بيضاوي الشكل، حيث يحتوي كل مخروط على العديد من البذور الصغيرة التي تأخذ عدة سنين كي تنضج حيث  يبلغ متوسط طول البذور للشجرة العملاقة 6 ملم فقط.

أسرار الماموث

شجرة سيكويا تتطلب مناخًا محددًا لتنمو بشكل جيد، حيث تنمو بشكل طبيعي فقط في الشريط الضيق من غابات الصنوبر الموجود على المنحدرات الغربية لجبال سييرا نيفادا والذي يبلغ طولة حوالي  260 ميلاً تقريبًا ، فتلك النوع يعد قويًا للغاية ومقاوم للتعفن ، حيث أنه يمتلك لحاء سميك يقاوم النيران والإحتراق، حيث تعود قوتها إلى وجود حمض التانيك في تركيبها والتي ترتبط بصلابة أشجار سيكويا بحجمها وعمرها ارتباطًا وثيقًا، كما أنها تعيش أكثر من 3000 سنة بسبب قوتها حيث تستمر في النمو دون توقف مع تقدمها في العمر فتلك النوع يتكاثر بالبذور فقط حيث تبقى البذور في المخروط 20 عامًا ، ثم تتفتح المخاريط وتسقط البذور في التربة لتنمو الأشجار وتتكاثر منها مرة أخري فهي تنمو في حوالي 70 حديقة شجرية فقط ، وبالرغم من ضخامة الماموت إلا أن خشبها هشًا لذلك لايتم استخدمها في الصناعات المختلفة.

التهديد بالموت

تعد شجرة الماموث من الأشجار المحبة للنار والتي تؤدي للحرائق دائمًا  وبالرغم من ذلك إلا أن الحرائق تساعد على إطلاق البذور من المخاريط، كما تؤدي إلى قتل النباتات المحيطة بالسيكويا  مما يسمح لها بالنمو بحرية أكبر، إذ قامت بعض الحدائق بتصرف غريب وهو حرق المناطق المحيطة بشجرة السيكويا العملاقة للسماح لها بالنمو بكفاءة أكبر.

ولكن بالرغم من طول مدة حياة السيكويا ظن البعض أنها لاتموت أبدًا ولكنها بدأت بالجفاف والموت فالغريب عند موت تلك الشجرة فهي لا تسقط بل تتساقط الأوراق  والأغصان العلوية الخفيفة فقط وتبقى الشجرة ثابتة ، حيث يعود سبب الموت إلى الجفاف الشديد والذي يؤدي  إلى غزو خنافس اللحاء للحاء الشجرة ، بالإضافة إلى جفاف الجذور وضعف قدرتها على امتصاص المغذيات من التربة لذلك يوصي الخبراء باللحفاظ على شجرة السيكويا  حيث أنها تقاوم العديد من التغيرات المناخية منذ مئات أو آلاف السنوات.