أشهر أساليبنا الخاطئة فى تربية الأطفال

أشهر أساليبنا الخاطئة فى تربية الأطفال
تربية الأطفال

توجد عدة أساليب خاطئة نتبعها فى تربية الأطفال، وتكون عواقبها سيئة، لذا وجب التنبيه عنها حتى نتخلى عنها قدر المستطاع.
حيث أن معظمنا يتبع نهج الآباء والأجداد فى التربية، أو أن تكون الأساليب ناتجة عن جهل الآباء والأمهات، أو بسبب أن يكون الوالدين قد حرموا من الاهتمام بهم أو من الحب فى صغرهم لذا يجهلون أثره.
حيث أن بعض الأساليب الخاطئة قد تدمر نفسية طفلك دون أن تشعر، لذا سنتحدث سويا عن بعض هذه الأساليب المتبعة.

السيطرة والتسلط فى تربية الأطفال

يسيطر علينا كآباء وأمهات دون أن نشعر حب التسلط والسيطرة، فنلزم الطفل بأن يقوم بالواجبات والمهام التى نطلبها، وألا يفعل ما لا نريده دون أن نفكر ما إذا كانت فكرته أو مايريده ملائما لعمره وإمكاناته.
بل والأسوء أننا نفرض عقوبة لهم على ذلك، ثم يتطور الأمر بأن نختار لهم التخصص بالدراسة أو نختار الهواية التى يجب أن يمارسوها.
ويكون التبرير بأننا نريد الأفضل لأبنائنا، دون النظر ما إذا كان طفلك يريد ذلك أم لا.
هل تعرفون ماهى نتيجة أسلوب التسلط والسيطرة؟ ستجد أن طفلك أصبح عدوانى يكسر ويخرب أشياء غيره حتى يشعر بالحرية التى لا يجدها فى عائلته.
ثم تسود عليه فى المستقبل شخصية الخوف والقلق والخجل الغير مبرر، فيتبع مايراه الآخرين ملائما له ولن يكون لديه رأى.
كما أنه لن يكون قادرا على إعطاء رأيه فى أى نقاشات فهو لا يستطيع أن يفكر وسيكون حساس بدرجة كبيرة، ولديه شعور بالتقصير الدائم.

أسلوب الإهمال فى تربية الأطفال

يتمثل ذلك الأسلوب فى تجاهل سلوكيات أطفالنا السيئة وعدم محاسبتهم عليها أو تقويمها، أو أن تترك أطفالك دون تشجيع أو تحفيز تجاه سلوك صحيح فعله أو أن تسخر منه على أدائه الجيد نحو عمل معين.
وأيضا عدم الاهتمام له عند التحدث معك، قد نبرر نحن ذلك بأننا مشغولون لكن أطفالنا لا يفهمون الانشغال بل يفهمون أننا نحن الآباء والأمهات لانحبهم ولا نهتم لأمورهم.
وينتج عن هذا الأسلوب الخاطئ فى تربية الأطفال، اضطراب فى سلوكهم، كأن يعنف غيره، أو يعتدى على الآخرين، أو أن يسرق وستجد طفلا عنيدا جدا لا يهتم بأى قواعد كل ذلك كى يلفت الانتباه.
كما أنه فى المستقبل ستجده يهرب من الجلوس فى المنزل ليبحث عمن يستمعون إليه، دون التفرقة بين أصحاب السوء أو الخير.

أسلوب الحماية الزائدة فى تربية الأطفال

نعرف جميعا هذا الأسلوب، فنشعر بواجبنا فى حماية أطفالنا من أى شئ، لكن هذا الأمر يتطور لحل واجباته المدرسية أو التحدث بدلا عنه فى أى مشكلة، أو إذا ضايقه أحد بالكلام، كل ذلك دون السماح له باتخاذ أى قرار.
ونجد ذلك كثيرا على الطفل الأول لنا، فنحاول حمايته من أى شئ، كما نجده على الذكر الوحيد بين عدة بنات، أو إذا كان طفلا وحيدا.
ونتيجة لهذا الأسلوب، ننشئ طفلا لا يستطيع تحمل أية مسئولية، وتجد ثقته قليلة، كما أنه لا يقدر على التكيف مع البيئات المحيطة به.
لأنه يخاف من المواقف الجديدة ويخشى من أى شئ جديد، فوالداه كانا يقومان بدلا عنه، وبالتالى لا ينجح هذا الطفل على المدى البعيد فى مهنته أو حياته.

أسلوب التردد فى تربية الأطفال

فنجد هذا الأسلوب كثيرا فى تربيتنا لأطفالنا، فيمدح الأب أو الأم طفلهم على سلوك معين، وفى مرة أخرى يعاقبونه على نفس السلوك.
ومثال على ذلك بأن نقول للطفل أن يقول كلمة سيئة ونضحك عليها فيما بيننا، أما إذا قالها أمام غرباء مثلا نعاقبه على كلامه السئ فلا يعرف الطفل ماهو الصواب من الخطأ.
وأما نتيجة هذا الأسلوب فى تربية الأطفال، ستجد طفلك مترددا على مدى حياته، ففى مرة يكون رحيما ومرة أخرى قاسيا فظا.
فهو يعانى من شخصية مزدوجة فلا يستطيع أحد معرفة ما الذى يرضيه أو يحبه، وسيؤثر ذلك على علاقته العاطفية.

أسلوب الدلع الزائد والتساهل فى كل شئ فى تربية الأطفال

ونجد ذلك شائعا، فنلبى لأطفالنا كل احتياجاتهم دون رفض أى طلب حتى إذا لم يكن فى مقدرتنا فيمكن أن ينقلب ذلك علينا ويصبحون أنانيين، كما أننا نحيط أطفالنا بكل الحب فلا يحب شخص أحد أكثر من أبنائه بالتأكيد، لكن زيادة المشاعر تجعل الطفل مطمئنا فهو لم يتعرض للرفض مطلقا.
ونتيجة هذا الأسلوب عندما يخرج للمدرسة أو يختلط بالناس أو لاحقا بالعمل سيصدم فيمن حوله عند مجابهة المجتمع، فلا يجد الحب الذى تعود عليه.
وسيؤثر ذلك على تكوين صداقات، ولن يستطيع التعامل مع كل الأشخاص الذين يقابلونه فى بيئة عمله كما سيشعر بإحباط.

أسلوب العقاب والضرب والتهديد فى تربية الأطفال

نعرف جميعنا أنه أسلوب منتشر ونلجأ إليه فنصرخ على أبنائنا على أى شئ يخالفونه لنا، ونقوم بتهديدهم بالضرب، ولكن الأسوأ والأسوأ بأن نضربهم ونوجعهم.
نتيجة هذا الأسلوب فى تربية الأطفال، بأنك تربى طفلا عدوانيا يكره المحيطين به ويرغب دائما بأن ينتقم، كما تزيد خلافاته مع أصدقائه ومشاجراته معهم.
كما أنك تجده كثير التحرك وتركيزه يقل، أو على عكس ذلك تماما تجده منغلقا على نفسه ومنطوى، فتنعدم ثقته بنفسه وعندما يكبر سيتقمص شخصية والديه بأن يصبح شخصا قاسيا وعديم المشاعر.

تربية الأطفال
العنف ضد الأطفال

أساليب المقارنات بين الأطفال

كأن تقول لطفلك انظر إلى ابن خالتك قد حصل على درجات أعلى منك، ظنا منك بأن ذلك يحفزه ولكن فى الحقيقة فإنه يدمره نفسيا، فيجب أن تراعى الفروقات الفردية بين الأطفال ، حيث أن لكل طفل مهارات وقدرات.
ونتيجة أسلوب المقارنة بالآخرين، تنشئ طفلا لا يثق بنفسه مهما حقق من أشياء مهمة، ويكون كل هدفه أن يتشبه بالآخرين بدلا من اكتشاف نقاط قوته والعمل عليها.

أسلوب استفزاز العامل النفسى فى تربية الأطفال

كأن تشعر طفلك بالذنب إذا خالف آرائك أو أفكارك أو خرج عن طوعك، وأن تقوم بالتقليل من أفكاره وآرائه الشخصية.
ونتيجة ذلك ينشأ طفلك مترددا دائما لايثق بنفسه، فلا يمكنه التصرف فى أى أمر خوفا من سخرية والديه على ما سيفعله .
كما أنه سيكون منطويا، كما أنه لن يشعر بأى أمان ظنا منه أن كل الأشخاص تنظر إليه.
وستجد أنه يمدح من تصرفات غيره ويقلل من تصرفاته فتجده غير قادر على النجاح فى حياته مهنيا كان أو فى أمور حياته.

تعنيف طفلك أمام الآخرين

إذا كنت ممن يفعلون ذلك فعليك مراجعة حساباتك، لأن ذلك يشعر طفلك بالإهانة ويدمر ثقته بنفسه، فقط يمكنك أخذ طفلك ومعاتبته فى مكان آخر بحيث لا يسمعك أحد وأنت صارم معه.

البالغون فقط هم من لهم حدود شخصية

طفلك أيضا له حدود شخصية يجب أن ندعمها ونحترمها، كما للآخرين حدود، لذا يجب علينا عدم إجبار أطفالنا على أشياء لا يريدونها.

كيف نتجنب أخطاءنا فى تربية الأطفال؟

بعد معرفة الأساليب الخاطئة التى نتبعها وعواقبها، فكيف لنا أن نتجنب تلك الأخطاء؟

  • أفعال أطفالنا كلها لها مقابل، إن أساء يعاقب لكن دون ضرب أو صراخ، بطريقة لطيفة ونفرق له بين الخطأ والصواب، وإذا فعل أشياء حسنة يجب أن نمدحه.
  • أن نهتم بمشاعر أطفالنا ونعبر لهم عن مدى حبنا لهم، وألا نربط حبنا لهم بأفعالهم، فمثلا لا نقول لهم سأحبك إذا فعلت كذا، ولن أحبك إذا فعلت كذا.
  • أن يعرف الوالدان قدرات وطبيعة أبنائهم، فلكل طفل طبيعة خاصة بها يجب أن نحترمها ونفرق بين أساليب التربية بين كل طفل.
  • ألا نتشاجر أمام أطفالنا، وألا نظهر أمامهم أى خلاف بيننا.
  • أن ننتبه إلى تصرفاتنا أمام أطفالنا، فهم يقلدون مايروه منا، وحتى نتجنب أى أثر نفسى وسلبى عليهم.