Categories: منوعــات

اختفاء ثقافة الاعتذار والتسامح

كثيرا من الناس يجدوا صعوبة في الاعتذار عند الخطأ او قول كلمة اسف فمنهم من لايملك ثقافة الاعتذار، ومنهم من يخشى رد فعل المحيطين ونظرة المجتمع للشخص المخطئ على ان لديه قصور او ضعف او انه قليل الامكانيات.

على مستوى التعاملات يظن الافراد ان الاعتراف بالخطأ إهانة للذات ومن هنا يبدا بحيل دفاعية نفسيه تظهر على شكل جدل وكذب لحماية مظهره امام افراد المجتمع.

في مجال العمل الشخص المخطئ والذي يعزز خطاه بالاعتذار يتعرض لنظرات دونيه من الزملاء وتقل ثقة المسؤولين فيه واعتباره موظف غير مؤهل كثير الاعتذار.

مواقف الاعتذار

هناك أسباب كثيرة للاعتذار تظهر في مواقف سوء الظن بالمحيطين او قول كلام مهين بشكل غير مقصود ولكن الاعتذار بأشكاله المختلفة سواء (كلمه اسف) او كلمات التوضيح الاعتذارية تدل على شفافية الفرد وحسن علاقته بربه وخوفه من عقابه.

وصفت جيسيكا بوسطن خبيرة التنويم الايحائي والعلاجي بان النساء أكثر ميلا للاعتذار بالمقارنة بالرجال وذلك لما يتعرضوا له من ضغوط اجتماعية تجبرهم على الظهور بشكل أكثر تهذيبا واحتراما ولطفا مع المحيطين.

يرى الدكتور/ عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بالأزهر ان فضيلة الاعتذار خلق عظيم من اخلاق وتعاليم الدين الإسلامي وتؤكد على اتزان الشخصية وحسن التربية.

ان التمادي في الخطأ وعدم الاعتراف به يدل على ضعف الانسان فالاعتذار من صفات الأقوياء ولكن مع الوضع في الاعتبار ان كثرة الأخطاء والاعتذار المتكرر يقلل من ثقة المحيطين ويجعل من الاعتذار عادة حتى تصل للإدمان دون التفكير لذلك على الفرد الا يستمر في الخطأ ويسعى الى تغيير نفسه وتصرفاته من وقت لأخر.

ثقافة الاعتذار من سمات الأنبياء والصالحين

فلما أخطأ سيدنا ادم في الجنة اعترف بذنبه وتعلم التوبة والاعتذار.

قال رسول الله صلى الله علسه وسلم «كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون»،

اختفاء ثقافة الاعتذار

للأسف تختفي ثقافة الاعتذار في سلوكيات افراد المجتمع حديثا وخصوصا بين الأجيال الجديدة التي اعتادت العند والإصرار حتى في الخطأ فعلينا نشر الوعي في الأجيال القادمة بسمات الشجاعة التي تتجلى في الاعتراف بالخطأ والعزم على تغيير السلوك دون المبالغة او تلاعب بالكلمات.

يوضح دكتور طه أبو كريشة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ان المعتذر يكسب احترام الاخرين ويشجعهم على التسامح ومن لم يقبل الاعتذار بتسامح فهو بذلك يخرج عن إطار الاخلاق الإسلامية التي تلزم المسلم بالعفو التسامح والرحمة في التعامل مع المخطئ.

الأنسان السوي نفسيا هو من يقبل اعذار الاخرين ويتعامل معهم بالتسامح اما من يرفض الاعتذار او يرفض التجاوز عن المخطئ فهو شخص مريض مستغل للظروف وذلك سبب مباشر في تضخم المشكلات الصغير في المجتمع وتحولها بالتبعية الى أزمات كبيرة تترك أثر سيء على المجتمع من امثلتها أبشع جرائم الثأر التي تهدد اسر كاملة في المجتمع المصري بسبب رفض الاعتذار والإصرار على الانتقام باعتبار انها اهانه وتقليل من الهيبة.

لا تخجل من الاعتذار ان اخطأت وتعلمت؛ فهذا الاعتذار في حد ذاته فعل نبيل يعطي الامل في تحسين الاجتماعيات بين الافراد وبالتبعية يؤثر على العلاقات في الايام القادمة.

نهى هشام

Recent Posts

طريقة عمل كيكة الفانيليا والشوكولاتة بالمنزل

طريقة عمل كيكة الفانيليا والشوكولاتة الغنية والمنزلية الصنع، والتي ستجلب البهجة لمنزلك، هذه الوصفة مبتكرة…

ساعتين ago

رينج روفر فايلار 2024.. أفخم سيارة تركبها المواصفات والسعر بالسعودية

رينج روفر فايلار بموديل 2024 تعتبر هي أفخم سيارة ستشتريها، فهي تتمتع بمميزات وتكنولوجيا عالية…

4 ساعات ago

رئيسة جامعة كولومبيا تطلب من الشرطة البقاء في الحرم الجامعي

طالبت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق، الشرطة بالبقاء حتى 17 مايو 2024، وذلك للحفاظ على…

6 ساعات ago

التوقيت الصيفي 2024.. مواقيت الصلاة في القاهرة والمحافظات

بعد قرار مجلس الوزراء بتفعيل التوقيت الصيفي وتغيير الساعة أصبح العديد من مواطنين القاهرة والمحافظات…

يوم واحد ago

طرق تحضير صوص الشوكولاتة

يعد حلوى صوص الشوكولاتة من أسرع الحلويات التحضيرية وأشهاها، كما تفضل معظم الأمهات توفير الأطعمة…

يوم واحد ago

كيف تواجه الشخصية المستفزة وتتعامل معها

جميعنا نقابل شخصياتٍ لا تروق لنا في الحياة، فعندما نقابل من يثير أعصابنا ويعكر مزاجنا…

يوم واحد ago

This website uses cookies.