العث..كائن يتعايش معك دون معرفتك

يوجد مئات أو آلاف الكائنات الصغيرة الشبيهة بالعناكب في أعماق  مسام وجوهنا ، ولا يراها أحد فتلك الكائنات الدقيقة يُطلق عليها اسم (عث الوجه) فهو يُعد بمثابة حبة الرمل فجميعنا يمتلك تلك االحشرة ومن المستحيل التخلص منها ، ولكن هناك تساؤل هل أنت علي علم بوجود كائنات دقيقة تتغذي وتتكاثر على وجهك بينما تكون نائمًا ؟

حقائق العث

فتلك الكائنات العنكبوتية الصغيرة تشبه القراد لا يمكنها البقاء إلا على بشرة البشر ،فهي تملك ثمانية أرجل بشكل يشبه العناكب، وتتغذى على الزيت وخلايا الجلد الميتة ، خاصة على الأنف الدهني، والوجنتين ، فمعظمها  يكون شفاف ومجهري، حيث  تبلغ الواحدة منها ٠٫٣ مليمترات وتقضي معظم حياتها مدفونة الرأس داخل بُصيلات الشعر.

فهي تتغذي على الزهم، تلك المادة الدهنية التي تنتجها بشرتنا باستمرار لحماية نفسها من الجفاف، لذلك يمكن العثور على أكبر عدد من العث في المناطق التي تنعم بزيوت أكثر مثل حول العينين والأنف والفم ، كما يمكنها التسبب في ظهور بريق أحمر أو أبيض علي الجليد وغالبًا ما يرتبط بنخفاض استجابة الجهاز المناعي .

دراسات العلماء

يعتقد العُلماء أن عث الوجه عاش في بشرتنا منذ فجر البشرية ، منذ أكثر من 200 ألف عام ، فالدراسات تشير إلي أن كل شخص بالغ على هذا الكوكب لديه الآلاف من العث  والاحتمالات أنك تعيش معها طوال حياتك ، كما أن الأطفال حديثي الولادة يحصلون عليها بشكل سريع من والديهم بعد أيام قليلة من ولاتدهم.

فقد أجرت إحدي الباحثين تجربة لمحاولة رؤية العث وبالفعل لم تنم لمدة 4 أيام  حتي تمكنت من رؤية الحشرة على وجهها، فتلك المخلوقات لا يمكن إزالتها باستخدام الصابون أو كثرة العناية الشخصية، حيث أنه لا يوجد رابط بدرجة النظافة، فهذه المخلوقات التي تعيش في مسامات بشرة الوجه، وعلى الأنف ببصيلات الشعر يكتسبها الإنسان في مرحلة من مراحل حياته، ويرجح العلماء أن هذه المرحلة تأتي بعد الثامنة عشرة، لكنهم لم يتمكنوا من معرفة كيف يتم ذلك ومتى ومن أين يحصل عليها، لكنهم يؤكدون أنه لا يُخلق بها .

فقد تمكن العلماء من تحديد 63 فصيلة أخرى تعيش في بصيلات شعر للثدييات من الحيوانات كالكلاب والقطط، دون أن تتسبب بالأمراض غالبًا، ولكن هناك  48 ألف نوع أخر من العث في العالم، ومن تلك الأنواع ( عث الغُبار ) والذي يسبب أمراض خطيرة  فهو يوجد بغرف النوم وأغطية الأسرة مما يُسبب لبعض الأشخاص حساسية شديدة أو الإصابة بالربو، فهذا الأمر يبدو مرعبًا لدي الكثير لكن عث الوجه لا يسبب خطرًا علي الإنسان فهو يكون مفيدًا للبشرة.

وبالرغم من الدراسات والأبحاث لم يتمكن الباحثون حتى الآن من معرفة من أين اكتسب الإنسان هذه المخلوقات الصغيرة التي تتطفل على جسده، لكنهم يعتقدون أنه حملها في جسده منذ آلاف السنين، ويظنون أن دراسة الحمض النووي الخاص بها قد يكشف العديد من الأسرار العلمية الغامضة خصوصًا أنها رافقت الإنسان خلال آلاف السنين، وتأثرت بالعوامل التي تعرض لها.

مي هنداوي

Recent Posts

أفضل الأكلات الإيطالية وطرق تحضيرها

الريزوتو والتراميسو من الأكلات  الإيطالية المشهورة والمميزة لدى الشعب الإيطالي، ولكنه أيضاً محبب لدى كافة…

33 دقيقة ago

سعر ومواصفات هاتف Infinix GT 20 Pro

قامت شركة انفنكس بالاعلان سعر ومواصفات هاتف Infinix GT 20 Pro الحديث، وقالت أنه نقله…

37 دقيقة ago

بدء موسم حصاد محصول الدوم في أسوان

شجرة الدوم وجدت في مصر من قبل الميلاد بسنوات كثيرة، ويتم حصاد  محصول الدوم مع…

6 ساعات ago

إفتتاح قصر القشلة التاريخي بحائل

يعد قصر القشلة التاريخي من أشهر القصور التاريخية في مدينة حائل بالمملكة العربية السعودية. تم…

6 ساعات ago

كل ماتريد معرفته عن جائزة الملك فيصل العالمية

جائزة الملك فيصل العالمية هي تكريم للأفراد والمؤسسات الذين أبدعوا في خدمة الإسلام والدراسات الإسلامية…

6 ساعات ago

تحديث واتساب الذهبي وأهم مميزاته

ظهرت العديد من المشاكل في واتساب الذهبي، مما جعل هناك صعوبة في استخدامه، والأن تم…

6 ساعات ago

This website uses cookies.