أسباب النقرس وأشهر مضاعفاته وكيفية علاجه
النقرس يعرف أيضا باسم “داء الملوك” وهو أحد أنواع التهابات المفاصل، والذي يحدث نتيجة زيادة حمض اليوريك في الدم مما يؤدي إلى ترسب بلورات أحادي الصوديوم في المفاصل، ويعرف ذلك المرض بنوبته المفاجأة شديدة الألم.
ما هو النقرس؟
هو شكل من أشكال التهاب المفاصل مسبباً الألم والتورم في المفاصل، يؤثر غالباً على مفصل الإصبع الأكبر للقدم، ولكن قد يؤثر على مفاصل أخرى مثل مفاصل الركبتين، والكاحلين، واليدين، والمعصمين، والمرفقين، وسيقترح مقدم الرعاية إجراء تغييرات في النظام الغذائي لخفض مستويات حمض البوليك وتقليل عدد مرات ظهور النوبات.
النقرس الكاذب
هو أيضاً أحد أنواع التهابات المفاصل التي تتميز بانتفاخ وتورم مفاجئ في المفاصل، خاصة مفصل الركبة وهو المفصل الأكثر تأثراً.
فهو يحدث عندما تترسب بلورات بيروفوسفات الكالسيوم في المفاصل مما يؤدي إلي التهابات شديدة ومؤلمة، ويُسمى أيضاً مرض ترسب بيروفوسفات الكالسيوم، وسمي بالنقرس الكاذب لتشابه أعراضه مع أعراض النقْرس.
أعراض الإصابة بالنقرس
ظهور الأعراض تختلف من شخص إلى آخر فبعض الناس لا تظهر عليهم أعراض بالرغم من زيادة حمض اليوريك في الدم، فهؤلاء المرضى لا يحتاجون إلى علاج، والبعض الآخر تظهر عليهم أعراض حادة وإذا لم تعالج تصبح مزمنة.
تتميز الأعراض الحادة بثلاث علامات أساسية وهي:
– ألم شديد.
– احمرار.
– تورم.
وتجعل المريض يستيقظ ليلا من شدة الألم، حيث قد تؤدي لمسة رقيقة إلى الإحساس بالألم، مثل لمسة الغطاء للمفصل المصاب، وتصبح الحركة صعبة جدا، كنا قد تشعر بالدفء أو أن المفصل يشتعل، وغالبا تستمر النوبات الحادة إلي عشرة أيام.
إذا لم نعالج هذا المرض يصبح مزمنا مما يؤدي إلى تكوين كتل صلبة تسمى ( tophi ) في المفاصل، والجلد، والأنسجة المحيطة بها وهذه الرواسب تؤدي إلى تلف المفاصل بشكل دائم.
أسباب الإصابة بالنقرس
يؤدي زيادة حمض اليوريك في الدم إلى الإصابة بهذا المرض، يأتي حمض اليوريك من مصدرين، المصدر الأول ينتجه الجسم، والمصدر الثاني من النظام الغذائي، وعادة ما يتم ترشيح أي حمض يوريك إضافي عبر الكلى ويمر في البول.
إذا كان الجسم ينتج الكثير من حمض اليوريك أو لا يستطيع التخلص منه عن طريق البول، فإنه تتشكل بلورات أحادية الصوديوم في المفاصل والأوتار، وتسبب هذه البلورات التهاباً شديداً يؤدي إلى الألم والتورم والاحمرار.
العامل الأكثر شيوعاً لحدوث الإصابة بالنقْرس هو شرب الكثير من الكحول، وخاصة البيرة، ويُعرف أيضاً باسم “مرض داء الملوك“، لأنه كان يُرى بشكل أساسي في الرجال الأثرياء الذين يشربون ويأكلون كثيراً.
الآن نحن نعلم أنه يمكن أن يحدث لأي شخص، ويمكن أن يكون مرتبطاً بالإصابة، أو الجراحة، أو الاستشفاء، أو الإجهاد، أو الوجبات الغذائية الغنية باللحوم، والمأكولات البحرية، وبعض الأدوية مثل المضادات الحيوية.
عوامل خطر الإصابة بالنقرس
قد تحدث الإصابة بالنقرس مع بعض الأورام أو السرطانات، هناك أيضًا ارتباطاً بينه وبين اضطرابات الكلى، ونقص الإنزيمات، والتسمم بالرصاص، وقد يحدث أيضًا مع الصدفية.
غالبا ما يرتبط هذا المرض بأمراض شائعة أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، والسمنة، وتعد نوبات المرض المتكررة شائعة إذا لم يتم التحكم في مستوى حمض اليوريك في الجسم.
ويُعد الرجال أكثر عرضة للإصابة بالنقْرس بثلاث مرات أكثر من النساء، وعادة تُصاب النساء به بعد انقطاع الطمث، كما تزيد الإصابة بقصور القلب الاحتقاني وسرطان الدم من الإصابة بالنقرس.
كما تزداد احتمالية إصابتك بالنقرس إذا كنت:
_ لديك والد أو جد مصاب بالنقْرس.
_ تناول البروتينات الحيوانية بكثرة.
_ تناول مدرات البول.
_ تناول مثبطات المناعة.
علاج الإصابة بالنقرس
قد يوصي الطبيب بجرعة عالية من الأدوية المضادة للالتهاب، فهي تعمل كخط دفاع أولي لتقليل الألم والالتهابات.
– الأدوية المضادة للالتهاب اللاستيرويدية: وهذه الأدوية مثل الإيبوبروفين، نابروكسين، الإندوميثاسين، سيليكوكسيب، قد تساعد في تقليل الأعراض، ولكن ينبغي ألا يتناول الأشخاص المصابين بأمراض الكلى، وقرحة المعدة، والمشكلات الصحية الأخرى تلك الأدوية.
– كولشيسين: يعمل هذا الدواء على توقف النوبات المفاجئة خلال 24 ساعة، والتي تعتبر أول وأشهر علامات المرض.
– الكورتيزون: مثل البريدنيزون يعطي هذا الدواء للمرضى الذين لا يستجيبون للكولشيسين ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية، كما يمكن حقن الكورتيكوستيرويدات في المفصل المصاب أو بالقرب منه.
وهناك أدوية أخرى ذات الأمد الطويل التي تستخدم لكي تقلل مستوى حمض اليوريك في الدم:
– ألوبيورينول.
– فيبوكسوستات.
– بروبينسيد.
– بيجلوتيكاز.
كما قد يقترح مقدم الرعاية نظام غذائي منخفض البيورين لتقليل حمض البوليك في الجسم.
تشخيص الإصابة بالنقرس:
يمكن لطبيبك تشخيص الإصابة بالنقرس بناء على مراجعة تاريخك الطبي والفحص البدني ومن الأعراض التي تظهر عليك، من المحتمل أن يبني طبيبك التشخيص على:
– وصفك لألم مفاصلك.
– كم مرة عانيت من ألم شديد في مفصلك.
– ما مدى احمرار المنطقة أو تورمها.
قد يطلب طبيبك أيضاً اختباراً للتحقق من تراكم حمض اليوريك في مفصلك، ويمكن أن تُظهر عينة من السائل المأخوذ من مفصلك ما إذا كان يحتوي على حمض اليوريك، وقد يرغبون أيضا في أخذ صورة بالأشعة السينية لمفصلك، أو إجراء الموجات فوق الصوتية، أو الرنين المغناطيسي، أو التصوير المقطعي المحوسب.
كما قد تساعد اختبارات الدم لقياس حمض البوليك في الدم في تشخيص المرض، كذلك قد يتم أخذ عينة للاختبار، وإذا كانت لديك أعراض النقرس، يمكنك البدء بزيارة طبيب الرعاية الأولية الخاص بك، وإذا كان الإصابة لديك شديداً، فقد تحتاج إلى زيارة أخصائي في أمراض المفاصل.
مضاعفات الإصابة بالنقرس:
يمكن أن يصاب الأشخاص المصابون بالنقْرس بحالات أكثر خطورة، مثل:
– نوبات النقرس المتكرر: قد لا يعاني بعض الأشخاص من علامات وأعراض المرض مرة أخرى، وقد يعاني البعض الآخر منها عدة مرات كل عام، قد تساعد الأدوية في منع نوبات النقرس لدى الأشخاص المصابين بالنقرس المتكرر، إذا تُرك النقرس دون علاج، فقد يتسبب في تآكل المفصل وتدميره.
– النقرس المتقدم: قد يتسبب النقرس غير المعالج في تكوين رواسب من بلورات اليورات تحت الجلد في عقيدات تسمى (tophi) يمكن أن تتطور هذه العقيدات في عدة مناطق، مثل أصابعك، أو يديك، أو قدميك، أو مرفقيك، أو أوتار العرقوب على طول الجزء الخلفي من الكاحلين. عادة لا تكون هذه ال (tophi) مؤلمة، لكنها يمكن أن تصبح منتفخة ومؤلمة أثناء نوبات النقرس.
– حصى الكلى: قد تتجمع بلورات اليورات في مجرى البول للأشخاص المصابين بالنقرس، مما يتسبب في حصوات الكلى، ويمكن أن تساعد الأدوية في تقليل خطر الإصابة بحصوات الكلى، كما يمكن الإصابة بأمراض القلب.
النقرس والأكل:
هناك أطعمة يجب تجنبها لاحتوائها على نسبة عالية من البيورين، والتي تزيد من فرصة الإصابة بالنقرس، أو زيادة شدته في حالة الإصابة بالمرض مثل:
– اللحوم العضوية مثل الكبد، والكرشة، والكلى، والمخ.
– الخبز الحلو.
– لحوم الطرائد مثل الأوز، ولحم العجل، ولحم الغزال.
– السي فوود والمأكولات البحرية مثل الرنجة، والمحار، وبلح البحر، وسمك القد، والتونة، والسلمون.
– اللحوم الحمراء مثل لحم البقر، والضأن، والخنزير.
– لحم الديك الرومي، وصلصات المرق واللحوم.
– الكحول.
– المشروبات السكرية.
_ شراب الذرة عالي الفركتوز.
وكما يوجد أطعمة يجب تجنبها يوجد أيضاً أطعمة يفضل تناولها المريض المصاب بالنقْرس فهي تعمل علي تقليل نسبة حمض اليوريك في الدم:
– الخضروات والفواكه.
– الفاصوليا، العدس، البقوليات.
– الحبوب كاملة الدسم أو الخالية من الدهون مثل الشوفان، والأرز، والشعير، والبطاطا.
طرق الوقاية من الإصابة بالنقرس
أفضل طرق للوقاية ينبغي تجنب تناول الأطعمة المرتفعة البيورين، وتناول الكثير من الماء لمساعدة الكلى على العمل بشكل أفضل، كذلك ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تساعد في تقليل الضغط على المفاصل وتقليل خطر الإصابة بالسمنة والحالات الصحية الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة بالنقْرس.
كيف يمكن إدارة نوبة النقرس؟
يمكن التحكم في أعراض النوبة عن طريق:
_ تناول الكثير من الماء والإقلاع عن الكحول.
_ رفع المفاصل المصابة فوق مستوى القلب قدر المستطاع.
_ لف كيس ثلج في منشفة رقيقة أو وضع ضغطاً بارداً على المفصل.
_ الحد من الضغط الواقع على المفصل وتجنب حمل الأشياء الثقيلة.
References
1- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/gout/symptoms-causes/syc-20372897
2- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/4755-gout
3- https://www.nhs.uk/conditions/gout/
4- https://www.healthline.com/health/gout#diagnosis
5- https://www.medicalnewstoday.com/articles/144827
6- https://www.webmd.com/arthritis/ss/slideshow-gout
7- https://www.versusarthritis.org/about-arthritis/conditions/gout/