هل يشكل ارتفاع هرمون الحليب ناقوس خطر للنساء؟

يعد ارتفاع هرمون الحليب حالًة صحية تصيب النساء بشكلٍ خاص، وقد يُصاب بها الرجال أحيانًا، وعلى الرغم من كونها أمرًا لا يستدعي القلق، إلا أنه قد يؤدي إلى حدوث العقم لدى النساء في حالة الإصابة به، ولذلك نستدعي في هذا المقال كل ما يتعلق بهذا الأمر، أهم الأسباب والأعراض، مع معرفة طرق العلاج.

ما هو هرمون الحليب؟

يُفرز هرمون الحليب في الدم، ويُعرف أيضًا بهرمون البرولاكتين أو هرمون اللبن وهو الهرمون المسؤول عن تطور خلايا الثدي والغدد الثديية، بالإضافة إلى التحكم في عدد من وظائف الجسم الحيوية الأخرى، كما أنه يحفز إنتاج اللبن من الثدي بعد الولادة وذلك ليساعد الأم على الرضاعة الطبيعية، تعد هذه أهم وظيفة لهذا الهرمون.

يُفرز هرمون الحليب بشكلٍ أساسي من الفص الأمامي للغدة النخامية، وهي غدة صغيرة تقع أسفل الدماغ، كما توجد مناطق أخرى بالجسم تنتج هذا الهرمون مثل:

_بطانة الرحم.

_البروستاتا.

_الجهاز العصبي المركزي.

_بعض خلايا الجهاز المناعي.

_الغدد الثدييية.

يوجد هرمون الحليب بنسب منخفضة في كل من الرجال، والنساء غير الحوامل وغير المرضعات، وتزيد نسبته بشكلٍ طبيعي في كلٍ من المرأة الحامل و المرأة المرضعة.

ارتفاع هرمون الحليب

يُقصد به زيادة إفراز هرمون الحليب متجاوزًا نسبته الطبيعية في الدم، وتُسمى هذه الحالة أيضًا بفرط برولاكتين الدم. تشير الأبحاث إلى زيادة احتمالية إصابة النساء بفرط برولاكتين الدم مقارنًة بالرجال، وعادًة ما يصيب الأشخاص ممن تقل أعمارهم عن 40 عامًا.

يمكن معرفة نسبة هرمون الحليب الطبيعية عن طريق إجراء تحليل هرمون البرولاكتين والذي يوضح النسب الطبيعية كالآتي:

_الرجال: لا تتعدى النسبة الطبيعية للهرمون 15 نانوجرام/ ملليليتر.

_النساء غير الحوامل: لا تزيد النسبة الطبيعية عن 25 نانوجرام/ ملليليتر.

_النساء الحوامل: تترواح النسبة الطبيعية ما بين 80-400 نانوجرام/ ملليليتر.

أسباب ارتفاع هرمون الحليب

تتنوع الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون الحليب في الدم ونذكرها على النحو الآتي:

ورم البرولاكتين Prolactinoma

قد تصاب خلايا الغدة النخامية بورمٍ حميد يعرف بالورم البرولاكتيني، وهو ورم غير سرطاني يسبب ارتفاع هرمون الحليب، ويعد واحدًا من الأسباب الرئيسية لهذه الحالة.

تناول بعض الأنواع من الأدوية

يتأثر مستوى هرمون الحليب بهرمون الدوبامين والذي يفرز في الدماغ ويوصف بأنه هرمون الراحة، وذلك بسبب تأثيره على الحالة النفسية والمزاجية للشخص، يكمن دور الدوبامين في تثبيط إنتاج هرمون الحليب، وذلك يجعل نسبته لا تتجاوز النسب الطبيعية.

توجد بعض أنواع من الأدوية التي تساعد على زيادة إفراز الدوبامين وعليه تزيد مستويات البرولاكتين في الدم، وتشمل هذه الأدوية الأنواع التالية:

_أدوية ارتفاع ضغط الدم: مثل حاصرات قنوات الكالسيوم والميثيلدوبا.

_أدوية علاج الاكتئاب و الذهان.

_أدوية علاج الغثيان والقيء.

_أدوية علاج اضطرابات الجهاز الهضمي  مثل حرقان المعدة وارتجاع المريء.

_حبوب منع الحمل.

_أنواع المسكنات المحتوية على مادة الأفيون.

_أدوية علاج أعراض سن اليأس عند النساء مثل العلاج الهرموني باستخدام هرمون الاستروجين.

الإصابة ببعض الأمراض

قد تؤدي الإصابة ببعض الأمراض إلى الإصابة بهذه الحالة، وتشمل هذه الأمراض الآتي:

_قصور الغدة الدرقية.

_أمراض الكُلى.

_الهربس النطاقي وخاصًة إذا كانت منطقة الصدر هي المتأثرة بالطفح الجلدي الناتج عنه.

_وجود إصابات بالصدر: كسور في ضلوع وعظام الصدر مع وجود كدمات على الرئة.

_متلازمة تكيس المبايض.

_متلازمة كوشينج.

_متلازمة نيلسون.

أورام الغدة النخامية

بخلاف ورم البرولاكتين والذي سبق وذكرناه كأحد أهم الأسباب، قد تصيب بعض الأورام السرطانية الكبيرة الغدة الدرقية لتوجد بداخلها أو بالقرب منها، وتمنع هذه الأورام إنتاج الدوبامين مما يؤدي إلى اختلال نسبة هرمون البرولاكتين.

أعراض فرط البرولاكتين

تنبع أهمية هرمون الحليب من وظيفته الرئيسية وهي تحفيز إنتاج الحليب من ثدي الأم بعد الولادة، وعليه فإن أهم أعراض ارتفاع هرمون الحليب هو تدفق اللبن تلقائيًا من حلمات الثدي والمعروف بثر اللبن Galactorrhea، وتحدث للرجال والنساء ممن لديهم مستويات عالية من البرولاكتين.

يتحكم أيضًا هرمون الحليب في مستوى الهرمونات الجنسية لدى الرجال والنساء، كما أنه يؤثر على الصحة الإنجابية، وعليه فارتفاع مستوى هرمون الحليب يتسبب في العقم، بالإضافة إلى فتور أو فقدان الرغبة الجنسية. يعاني الأشخاص من الجنسين أيضًا من ضعف وتخلخل العظام.

كما توجد أعراض أخرى مرتبطة بهذه الحالة تظهر كالآتي للنساء:

_حدوث تقلبات في الدورة الشهرية، والتي تشمل إما عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها، وذلك لا يتعلق بأعراض انقطاع الطمث أو ما هو معروف بسن اليأس.

_جفاف المهبل.

_زيادة نمو شعر الوجه والجسم مصحوبًا بظهور حب الشباب.

أما الأعراض التي تظهر على الرجال تشمل:

_انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون.

_ضعف الانتصاب.

_زيادة حجم الثدي بشكلٍ مبالغ فيه ما يعرف بالتثدي عند الرجال.

تظهر عدة أعراض لمن يعانون من الورم البرولاكتيني تتمثل في:

_الصداع.

_الغثيان والقيء.

_حدوث اضطرابات في الرؤية.

_ألم في الجيوب الأنفية.

_ظهور مشاكل في حاسة الشم.

تشخيص ارتفاع هرمون الحليب

يعتمد التشخيص على ظهور بعض الأعراض السابق ذكرها، عليك التوجه إلى الطبيب للفحص السريري، والذي سيطلب منك إجراء تحليل هرمون الحليب للكشف عن نسبته الحالية لديك، في حالة وجود فرط البرولاكتين، سيصف الطبيب عمل تحليل لهرمونات الغدة الدرقية.

عند الفحص يسأل الطبيب عن ما إذا كنت تتناول أنواعًا معينة من الأدوية التي قد تؤدي إلى زيادة هرمون الحليب، وللتأكد من وجود الورم البرولاكتيني، سيوصي الطبيب بإجراء أشعة التصوير بالرنين المغناطيسي.

علاج ارتفاع هرمون البرولاكتين

يعتمد علاج فرط البرولاكتين على تحديد السبب الرئيسي المؤدي له، قد لا تظهر أية أعراض أو علامات لارتفاع  مستويات هرمون الحليب، وعليه لا يستلزم الأمر هنا أي تدخل علاجي، ولكن للأشخاص ممن يعانون من بعض الأعراض، فتشمل طرق علاجهم الآتي:

_تناول الأدوية: قد يصف الطبيب بعض العقاقير تسمى حبوب هرمون الحليب، والتي تساعد على خفض مستويات هرمون الحليب مع تحفيز هرمون الدوبامين مثل حبوب الكابيرجولين.

_التدخل الجراحي: وذلك بإزالة الورم المسبب للحالة.

_العلاج الإشعاعي: في حالة أن الأدوية والجراحة لم يأتوا بنتائج في العلاج، يلجأ الطبيب إلى العلاج بالإشعاع لتقليص حجم الورم.

لبعض الأشخاص ممن لديهم مستويات مرتفعة من هرمون الحليب نتيجة تناول بعض الأدوية، تعود مستويات هرمون الحليب لطبيعتها بمجرد التوقف أخذ هذه الأدوية، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل اتخاذ هذه الخطوة.

هل يؤثرفرط البرولاكتين على حدوث الحمل؟

لحدوث الحمل يجب ألا تزيد نسبة هرمون الحليب عن 25 نانوجرام/ ملليليتر، ويتسبب فرط البرولاكتين في إصابة النساء بالعقم أو التقليل من فرص حدوث الحمل؛ فإن زيادة هرمون الحليب يؤدي إلى حدوث تغيرات في الدورة الشهرية، بالإضافة إلى منع التبويض، كما أنه يؤثر على مستويات هرمون البروجسترون وهو المسؤول عن حدوث الحمل.

أعراض الشفاء من فرط البرولاكتين

تتمثل علامات الشفاء من ارتفاع هرمون الحليب:

_عودة المستويات الطبيعية لهرمون البرولاكتين في الدم.

_انتظام الدورة الشهرية.

_تحسن الحالة المزاجية والنفسية.

_تحسن أداء الغدة النخامية.